منطق الثورة!
حينما يكون أشخاص مثل ابناء القذافي ينفقون على عاهراتهم في اوربا ملايين الدولارات في الوقت الذي يعاني فيه المواطن الليبي من عدم وجود ابر ليحقن بها نفسه بالانسولين...فالامر لا يحتاج الى ثورة فقط...بل الى ثورات تلعن هذه العائلة السقيمة التي ادعو الله ان يقطع نسلها من الكون بسبب فسادها ووساختها.
وحينما يكون ثلث الشعب السوري عاطل عن العمل والثلث الاخر في بلدان الاغتراب والثلث الباقي في البلد يعمل عبدا عند رامي مخلوف وغيره من المخاليف والحلاليف...وهناك 17 جهاز أمني في البلد....وكل 20 ليرة سوري موجودة في البنك المركزي السوري مطلوب ان يدفع المواطن عليها 17 ليرة سوري من جيبه كرواتب لهذه الاجهزة التي لا يتناطح عنزان على مدى حقارتها ونذالتها على مدى 40 عاما...فالأمر لا يحتاج الى ثورة...بل يحتاج الى ثورات لتنظيف البلد من رجس طغمة من هذا النوع.
الثورات التي حدثت في البلدان العربية المعنية ليست مفاجئة..ومن يدعي انها مفاجئة او غير متوقعة فهو خارج المنطق...بل أن هذه الثورات تأخرت كثيرا....تأخرت عشر سنوات على الاقل...والثورة السورية كان يجب ان تقوم قبل 12 عاما حينما ورّث حافظ الاسد المزرعة لابنه بكل وقاحة وباركت "اولبرايت" الامبريالية هذه التوريثة!

منطق الثورات التي حدثت في ليبيا وسوريا تحديدا يندرج وفق طبائع الامور والسير الطبيعي لحركة التاريخ....لا بد ان تقوم ثورة...اليوم..غدا..بعد غد...لا بد ان تقوم ثورة لتلقي الحجر في هذا المستنقع السياسي الذي تحول الى بركة آسنة تكثر فيها الطفيليات والتماسيح المفترسة...والمياه لونها عادم واسود حتى ان الاسماك الصغيرة لا ترى من يفترسها الا بعد ان تصبح بين فكيه!
منطق الثورات التي حدثت في سوريا وليبيا تحديدا منطق نبيل...اناس فقراء مظلومين تحت نير مستعمر ومحتل داخلي يحتقرهم ويعاملهم كعبيد....يهين كراماتهم ويفقرهم ويسرق قوتهم...ويقسم البلاد مثل كعكعة على عائلته ومحاسيبه من اللصوص الذين استعبدوا الناس...انظمة كهذه يجب حرقها وتحويلها الى امثولة تاريخية.