من جديد يا علماني، كلامك يتناول شخصي الكريم، وهو لا يرقى لمستوى النظر فضلا عن الرد،

كم آسف لوقت حسبت لك فيه فضلا ينهاك عما تصنع.

كرر المحاولة، فقلبي لا زال فيه متسع، وإن أردت فاكتب لنا هذا الكتاب، وضع لنا شيئا مفيدا هنا بدل سعيك لشيطنة الإسلاميين، ضع لنا مثلا قواعد مبلورة لمفاهيم سياسية تدعو الناس إلى تمثلها والعمل بها، نستطيع أن نفهمها ونقيسها ونتبناها ونحاكمها ونرفضها وننقضها.

أما أنني أضع لك شيئا أكتبه هنا بعد بذل جهدي، فهو ليس بأكثر من تضييع للوقت، فلست أن آمن أن يأتي غدا من يحذف كل كلامي بجرة قلم، وقد حدث هذا سابقا معي ومع غيري، بحجة أو بغير حجة. نحن هنا نتنفس ونفكر بصوت عال فقط لا غير، أما إن أردنا وضع شيء متعوب عليه فله مواضعه.

قد يكون أيسر لك أنت أن تضع لنا ما تدعو إليه، فأنت مالك المكان والمتصرف به، وحين يحذف شيء ما فلن تعدم نسخة احتياط، فضلا أنني لا أدعو أحدا لمنهج معين هذه الأيام، بل أريد ممن هو على مثالك أن يحسن ما يصنع ويترك الجدل والسفسطة وكثرة القيل والقال ويقدم للناس حلا يرى أنه مجرب وناجح، دون التعالي في برج عاجي، ودون شتم الناس بدينها وتاريخها وحضارتها، ودون استحضار عقد أقلياتوية تتبدى دون تعب حين المواجهة.

هل تستطيع ذلك؟ لا أظن، لكن سنجرب.

لن تستطيع لأن ما تريد أن تحمل عليه الناس مائع غامض ضبابي، يفهمه كل كما يريد، مثل الفن التجريدي بالضبط، والمعنى في بطن الفنان الذي مات.


سلام