برضك يا علماني، كلام لا يقدم ولا يؤخر، ليس إلا استخذاء أمام الغرب وفكره، بل واختزال الكون ليصير في جعبة الغرب.

برضك تتناول شخصي الكريم، عزيزي، ليس من المطلوب أن يعطيني ناديك هذا الذي يغير ساحاته كلما عن على بالك الكريم أي لقب، بل ليس من المفضل أن يكتب الجاد هنا أي شيء ليصير معرض للإلغاء بمزاجك الكريم وفهمك الخاص للوثيقة، من المستحسن أن نأتي هنا لنرتاح وننظر أين أصبحت ومن كان مثلك لا أكثر ولا أقل.

لو أنني على مثل رأيي الأول بك لجعلتك تنظر في عقلي كما أنظر في عقلك، أما وقد وصفت نفسك بما وصفت فلا نجعل لك علينا سبيلا.
إن أردت أن تقوم بشيء مفيد يا علماني بدل أن تتحركش بي، وبدل أن تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور إن أمسك الإسلاميون السلطة في مكان ما، أنصح لك أن تقوم وتشرح لنا هذا الخير العظيم الذي ترى الغرب قد أتى به إلى الإنسانية، حتى نخرج معك من الظلمات إلى النور، وحتى يفهم الجاهلون أمثالي ما استغلق عليهم أو استعجم من مفاهيم متداخلة يضيع بينها الخبير.

وابدأ إن شئت بتوضيح الفروق التي سألتك عنها في قديم الزمان، حين كان البحر لا يزال حلوا والرمل لا يزال صلدا، في الفرق بين المواطنة والجنسية، وبين الدولة والوطن، وأين يبدأ الوطن وأين ينتهي وكيف يصير الوطن وطنا، وما علاقة قرارات المؤسسات الدولية في صيرورة قطعة الأرض وطنا، وهل مجرد وجود البشر في قطعة أرض يكفي لجعل رابطة ما بينهم تجعلهم ينسون دينهم وقوميتهم ومذهبهم وسائر شحار بينهم الذي تراه، ثم وضح لنا كيف أن ذلك كله يحل مشكلة الإنسان ويجعله يسير في طريق التقدم والرقي.

ودعك من أسلوب البيزنطيين في قالوا وقلنا، وإن قالوا كذا رددنا عليهم بكذا، وإن ردوا بكذا قلنا كذا، وحاول من جديد أن تتدبر كلامي، لا أن تثير زوابع شخصية حول شخصي الكريم لتستحضر زبونات جدد إلى ناديك حتى ينظروا ماذا نصنع كما صار قديما مع بعض الزملاء هنا.


عزيزي جعفر علي، سامحنا على هذه الشوشرة الغير مقصودة، لكن الزميل على ما يبدو يستدعي الأكشن من غير داع.
العصف الذهني هو ترجمة brain storming
وهو أسلوب في التعليم والتعلم يقوم على إثارة أكبر قدر ممكن من الأسئلة حول موضوع معين، بشكل متسلسل شبكي حول الموضوع، ثم بعد إثارة هذه الأسئلة التي تولد غيرها وهكذا دواليك، يختار المرء مجموعة من الأسئلة المترابطة ليجيب عليها.

يعني أحيانا تسأل سؤالا أنت تعرف إجابته لمعرفتك أن هذا السؤال وإجابته سيولد مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بشكل غير مباشر بالموضوع. وأحيانا تسأل سؤالا ليس المطلوب إجابته هو بالذات بقدر أنك تقصد لفت النظر لمن يأتي من بعدك من الباحثين حتى يبحث في الإجابات المتعلقة بهذا السؤال.