مازلنا نجهل كيف نتحاور و نحن نتحاور بأفكار مسبقة حيث نستمع على مضض إلى مقولة الآخر والحكم النهائي موجود ..
كلنا نختلف، لأننا محكومين بتراث بيئات ونشأة وردود فعل مختلف، وهذا أمر صحي و كان على مرّ العصور أداة لتطور الفكر البشري، إذا لم يستخدم بشكل شخصي ووفق ردود فعل ضيقة الآفاق بحيث يتحول الاختلاف الفكري إلى خلاف شخصي، ويتطرف كل طرف بالدفاع عن وجهة نظره معتقداً أنه يدافع عن الفكرة وهو يمارس من حيث لايدري حالة دفاع عن ذاته لاغيا اهمية الفكرة ..
علينا أن نعترف، أننا مازلنا غير ناضجين وغير واعيين للمفهوم الراقي للاختلاف، لأننا مازلنا نجهل آلية الحوار ونعتبر أن نصر فكرة يتبناها احدنا هي نصر ذاتي وهزيمة لطرف مقابل..
أقترح هنا أن نؤسس لنواة تحمها النوايا السليمة نستطيع بفضلها أن نتواجه مع أنفسنا أولاً ومن ثم مع الآخرين، وبقناعة حقيقية نتفق عليها بأن كلّ منا يملك جزءً نسيباً من الحقيقة، ودورنا السليم هو أن نتأثر ايجابياً بمن يحاورنا ويختلف معنا، لا أن نراقبه وننصب له الأفخاخ حتى نكسب جولة لا الجميع فيها سيخسر..
هل نحن مستعدون لمصارحة أنفسنا بأننا لم نتعود تقبّل من يخالفنا في الرأي، وبأنه يصبح في موقع الخصم دوماً..؟
إن استطعنا ذلك، سنكون قد حددنا الاتجاه ونكون على استعداد للتطوير المبني على الفكر، لا أن تبقى أراءنا رهينة احكام مثلجة جاهزة للإنطلاق بدون تدبير ..
تحياتي للجميع..........