بعيدا عن لغة الرّدح والأساليب التي يعتمدها البلطجيّة /الشبيحة...
السؤال، لِمَ نحن هنا؟......
هل نحن هنا لإثارة المشاكل؟.......
المُثَّقَّف الببغائي ليس له علاقة بالواقع بل له علاقة بأحلامه، ولذلك يرفض مناقشة مشاكلنا وفق الواقع الحقيقي، هذا المُثَّقَّف الببغائي هو من يستغل التأويل لإثارة المشاكل، ومن وجهة نظري لا يمكن إيجاد أي شيء لتُرضيه به، إلاّ بأن تتبع اسلوبه ألا وهو التغزّل بجمال أحلامه، والتي هي لا تتجاوز مستوى أحلام محمود عباس عن مشروع أوسلو، لا مانع لدي أنا، ولكن لدي مانع عندما يتم الفرض علي بأنّه يتحتم علي كذلك أن أتغزّل بهذه الأحلام.
كنا وما زلنا نريد ثورات بدون أقنعة لا علمانية ولا دينية ولا غربية ولا شرقية، نريد ثورة مواطن ووطن، ثورة لا يقودها فكر يتسلط على فكر، ثورة يشعر فيها المواطن أن الأمن والإستقرار والعدالة هما الهدف وليس أي شيئ آخر، لا نريد أن يحكمنا أحد برسالة مسروقة من دين أو فلسفة، نريد الكرامة نريد وطن يتمتع بالكرامة ومواطن ينظر له الوطن إنه الوطن، لقد حكمونا حكام أغبياء والآن يستبدلوهم بقادة أغبياء، حكامنا كانت قبلتهم أمريكا وقادة ثورتنا قبلتهم أيضا أمريكا، فهل كانت ثورة لإستبدال الأقنعة؟.
اندلعت الثورات العربية على تلك النُظم العربية الفاسدة " والتي باعت الأوطان والمواطنين بسوق النخاسة"..فذهب زين العابدين لجِدة ومبارك على فراش المرض يُحاكم..قُتل القذافي ودُفن بصحراء التيه..ومازال الأسد يصارع الموت بين لحظة وأخرى..ومازالت الثورات مستمرة بين شد وجذب.
كان ولابد للنظام العالمي تدارك الأمروإحتواء تلك الثورات وتدجينها بسرعة كي يخرج" العالم" منتصرا كما خرج من حرب الاتحاد السوفيتي منتصرا!,, واللافت للنظر أن حرب أمريكا على العراق لم تثمر لنا نحن العرب غير قيام كنتونات ثلاث"كردي سني، عربي شيعي، سني عربي" ، وستظل تتصارع تلك الكنتونات العراقية حتى تمام الانفصال وقيام ثلاث جمهوريات مستقلة إن لم يكن أكثر! فحقا كانت القدوة التي نستحقها ..
ان نجاح الولايات المتحدة بتعزيز هيمنتها على المنطقة من خلال تعزيز علاقتها بجماعة الأخوان المسلمين، دفعت بالصين وروسيا إلى تعزيز مساندتهم للأنظمة الهالكة، ودفعت بإسرائيل لتعزيز دور ومهام الجماعات السلفية، إذ ليس مهماً لهذه المراكز الاستعمارية، مستوى دموية وسلمية الصراع بين القوى المحلية، بل المهم أين يحصل، ولمصلحة من تكون نتائجه!!، وملفات أزمات المنطقة تستحضر كل مستويات الصراع هذه، وتستدعي منها توظيف كل إمكانياتها لتحديد نتائجه.

تحياتي