يا زميل، أشكر لك ترحيبك. أنا شديد السرور للعراق بتحرره من الإحتلال الأمريكي، وأتمنى له التحرر قريبا من الهيمنة الإيرانية. أتمنى للتجربة الديمقراطية فيه أن يشتد عودها، وللحريات أن تتأصل في ثقافة وممارسة شعبه.

معظم المسلمون ورثوا الدين عن آبائهم حالهم كأي فئة دينية. والدين بدون شك مبني على الإيمان بالغيب أصلا وأساسا وإثبات ذلك مطالع سورة البقرة "اللذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم ينفقون". أنا لا أجادلك بسرعة انتشار الإسلام ولا باسباب الإنفجار السكاني في مجتمعات المسلمين الفقيرة. ولست أنكر أن هناك من فلاسفة الدين من حاول الجدل فلسفيا في ثبوت معتقداته كأصحاب الحجة الأنطلوجية والمغلوطة وما شابه. ولست أجادل أن القومية أو الشيوعية أو غيرها من العقائد هي الخلاص والحل والبديل.

حجتي بسيطة وليست فلسفة معقدة. إذا عاينت شيئا ثابتا بمنظور غير ثابت، فلن يكون بإمكانك التوصل الى الثابت. إذا نظرنا الى السماء بدون عدسة فسنراها زرقاء، ولو نظرنا اليها بعدسة حمراء فسنراها حمراء، وهلم جرى. العقل غير ثابت لأنه يتلون بلون الثقافة والحقبة التاريخية والى ما ذلك. لذلك لا يمكن التوصل الى ذات الحقيقة الثابتة التي تسميها الإسلا من خلال العقل. أنت، تلقائيا وفطريا، أدركت هذا الأمر حيت قلت أنه بمقدور الإنسان أن يتفكر "لكن تفسيرالأيات، يجب أن يكون عن طريق المعصوم" وهو الثابت لديك. إذا فهم الإحكام هو ليس من خلال العقل الفردي ولكن من خلال الإيمان "بالمعصوم". وهذا ما أردت تبيانه.

تحياتي