خلف جدران الصمت: وثائقي بي بي سي عن رعاية الأطفال في الأردن
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2..._doc.shtml
مشاهد من التقرير
تبث قناة بي بي سي العربية مساء الرابع عشر من مايو أيار، فيلماً وثائقياً حول دور رعاية الأطفال ذوي الإعاقة في الأردن. الفيلم يعتمد على نتائج تحقيقات صحفية استمرت نحو عام، كما اعتمد على التصوير بكاميرات سرية. ، يظهر الفيلم الوثائقي الذي تبثه بي بي سي العربية أن ما يلقاه الأطفال في بعض دور رعاية المعوقين في الأردن بعيد جداً عن مفهوم الرعاية التي يفترض أن تقدمه، فبدلاً عن تلبية احتياجاتهم الخاصة يتعرضون بشكل يومي للضرب، والإهانات، والحرمان من الطعام، والتعليم، وغيرها من أوجه سوء المعاملة.
لعل من حقنا افتراض أن السياق العام لما يتناوله تقرير بي بي سي حول سوء معاملة الأطفال المعوقين في دور الرعاية الخاصة في الأردن، هو تلك النظرة الدونية إلى ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة في المجتمع العربي. بل لعل الكثير من المشاهد والأحداث التي ستراها عيون المشاهدين ليست سوى تجسيد قاس ومؤلم لتلك النظرة المجتمعية لذوي الإعاقة.
وتقول حنان خندقجي، الصحفية التي أعدت التقرير التلفزيوني لبي بي سي، وقامت بتصوير ما يجري في بعض تلك الدور بكاميرات سرية، عندما عملت متطوعة في إحدى دور رعاية المعاقين الخاصة في عمان، إن ما فاجأها هو أن "الاعتداءات النفسية والجسدية على ذوي الإعاقات في دور الرعاية تبدو مسألة طبيعية جداً، وكأن الاستثناء أن يكون المشرف في هذه الدور لطيفاً أو إنسانياً مع المقيمين فيها". وهذا ما سينقله لنا الفيلم الوثائقي بشكل غير مسبوق على شاشة بي بي سي مساء اليوم.
حالات صادمة
ومن أكثر الحالات التي تصيب المشاهد بالصدمة حالة الفتاة الكفيفة والمصابة بالشلل (دانيا)، التي تعيش منذ زمن طويل جداً في مكان واحد فقط، صغير جداً، وفي وضعية واحدة: مستلقية على جانبها على سريرها.
المشرفون على دانيا لا يسمحون لها بمغادرة السرير بل إنهم لا يقتربون منها إلا لإطعامها أو لمساعدتها في قضاء حاجة. ودانيا أمضت على هذه الحال ما يقارب ربع عمرها، حتى أن ظهرها أصيب بالانحناء الدائم بسبب الوضعية التي ظلت عليها طوال تلك السنوات. ولا يبدو أن هناك نهاية لهذه الحال التي تعيشها هذه الطفلة، فأهلها أخبروا الدار إنهم لا يريدون أن يتم الاتصال بهم إلا في حال واحدة: عند وفاة ابنتهم.
يمكن القول إن وضع دانيا يختصر إلى حد كبير حجم المشكلة التي تواجه ذوي الإعاقة في الأردن. فدُور الرعاية تحولت إلى وسيلة للتربّح، أي إلى مشروع تجاري يؤمن ما يعادل آلاف الدولارات الأميركية من الدخل الثابت شهرياً