الاخ العزيز نظام الملك:
...................
لا استطيع يا فريمان ان افصل بين تنامى الصراع السنى الشيعى وبين مصلحة اسرائيل وامريكا.

المنطق يقول .. لو كنت مكانهم لقويت شوكة ايران تقوية هشة يمكننى القضاء عليها بسهولة .. فالمطلوب ان يتم استنزاف العالم العربى الذى فى أغلبه سنى بواسطة فزاعة الشيعة ولو لاحظت لوجدت ان كلما بزغ نجم ايران كلما استفادت اسرائيل وامريكا.
.....................
الجواب:
تنامى الصراع السنى الشيعى بكل تاكيد يصب فى المصلحة الاسرائيلية الامريكية
و لكن يا اخى لا اتفق معك فى تقوية ايران تقوية هشة
مشكلة المواطن العربى ان الاعلام العربى اغمض عيناه عن احداث ايران بعد الثورة لان الحكام العرب ارتعدوا من الثورة الايرانية , حتى النظام السورى الحليف لايران , فانه اعلاميا كان يغلق الباب عن احداث ايران , فتجد المواطن العربى عنده فكرة عن البرازيل و المكسيك و ابعد بلاد الدنيا , بينما لا يعرف شيئا عن ايران جارته التى لا تبعد عنه شيئا يستحق الذكر , و ساعد على ذلك طبعا الوهابيون الذين ترتعد فرائصهم خوفا من المذهب الشيعى و تاثيره العاطفى و المنطقى .
امريكا و اسرائيل عملتا على تدمير ايران تدميرا كاملا , لان اى قوة لايران تعنى خسارة اسرائيلية امريكية فادحة .
تم دعم صدام باقوى الاسلحة و تم مده باموال لا حصر لها كى يدمر ايران , و يمكن المعارضة الايرانية التابعة لامريكا من احداث انقلاب عسكرى يستولون بواسطته على الحكم .
ايران الاسلامية التى فقدت كبار ضباط الجيش لان ولاءهم كان لامريكا , و التى لم تملك خبراء فنيين لعدتها العسكرية , و لم تملك طيارين , و لم تجد بديلا لقطع الغيار , تم تدمير كل امكانياتها فى الحرب العراقية الايرانية , و تم احتلال ثلث الاراضى الايرانية , و اصبحت القوة الايرانية العسكرية تحت الصفر .
و اعتقدت امريكا و اسرائيل انهما دمرا ايران الاسلامية التى هدمت السفارة الاسرائيلية و بنت على انقاضها اول سفارة فلسطينية فى العالم .
و لكن الامام الخمينى قدس الله سره و رجال ايران المخلصون بذلوا كل امكانياتهم حتى حرروا بلدهم من صدام بتضحيات خيالية , و بنوا جيشهم من الصفر , و اجبروا صدام ان يطلب وقف الحرب , و بعد الحرب استمروا فى بناء قوتهم الى ان وصلوا الى قوة استراتيجية فى المنطقة .
الحصار على ايران اقوى من حصار العراق , و هو مستمر من 30 سنة .
انا بنفسى تعرفت الى شخصيات علمية و ذات نفوذ صناعى تكنولوجى فى روسيا , اخبرونى عن العقوبات التى فرضتها امريكا عليهم لانهم عقدوا صفقات مع ايران او علموا طلابا ايرانيين على التكنولوجيا و علمت منهم ان عدة معاهد انهت عقود طلاب ايرانيين حفاظا على علاقات هذه المعاهد مع امريكا و اعترافها بهم , بالرغم من ان الطلاب الايرانيين كانوا مبتعثين على حساب الحكومة الايرانية بعقود مالية خرافية , و يمتازون بالتزام غاية فى الدقة و ذكاء فوق المعتاد , و حائزون على احترام جميع الاساتذة لذكائهم الغير معتاد و التزامهم (مما يعنى ان الحكومة انتقت خيرة طلابها للبعثة و ليس اصحاب الواسطة و المنفعة )
كما ان ايران اشترت مصانع كاملة من اوروبا و روسيا و ليس فريق مانشتر و ليفربول كما يفعل الاعراب .
الصراع السنى الشيعى هو نتيجة اعلام اعرابى غربى موجه ضد ايران باوامر امريكية اسرائيلية .
ايران ليست قوة هشة بل هى قوة حقيقية فى المنطقة , ليس بسبب التكنولوجيا العسكرية العالية التى حصلت عليها بالدم و المال و الاستخبارات و الارادة , بل لان هناك شعب موحد خلف قيادة واحدة تخرجوا من مدرسة كربلاء الحسين عليه السلام .