من الناحية النظرية هذا مخرج آمن لاي دولة فيها نظام دكتاتوري, لكن النظام السوري عدا عن انه دكتاتوري هو نظام طائفي اقلوي يعيش على خوف
جماعته من التغيير..ومن يعتقد ان لبشار قاعدة شعبية فهو مخطىء تماما, هو له قاعدة شعبية بين طائفته وهذا امر صحيح ومفهوم لكن بمجرد انسحاب
قواته الامنية ينقلب الوضع مئة وثمانين درجة لصالح الثورة, مدينتي بشهر 7من العالم الماضي شهدت مواجهات دموية سقط فيها عشرات المدنيين على
ايدي قوات الامن والمخابرات,في اليوم التالي تم حرق العديد من مقرات الحزب والامن ردا على النظام وسقط على الطرف الاخر كثيرين وبما ان النظام
كان مشغول وقتها بحمص ودرعا وادلب وحماة وليس لديه الوقت لكي يشتت قواته على مدينة تافهة كديرالزور مقارنة بالمدن الكبرى القريبة من العاصمة ومن
معاقل النظام فقد حصل نوع من الاتفاق الضمني بين الطرفين ينسحب بموجبه الامن والجيش مع تواجد خفيف الى معدوم لشرطة المرور!!
النتيجة كان مايسمى سخرية ب"ايام سويسرا" وهي كناية عن الثلاثين يوم التي خرج منها الامن من المدينة وسمح للناس للتظاهر بحرية ..
صدف انني كنت باجازة في تلك الايام المقدسة.. يوميا كنت متابع للمظاهرات التي تتجمع بشارع "التكايا" ومن ثم تمر بقلب المدينة بشوارع
سوق الهال وجسر عبدالناصر والساحة العامة ومن الطرف الاخر الشمالي (احياء :الجورة,قصور,عمال,فيلات) الى ساحة المدلجي حيث يجتمع الناس ..
باختصار الوف مؤلفة كانت تجتمع بشكل يومي هذا عن يوم الجمعه واللذي بدون مبالغه يشبه يوم الحشر مع ان المدينة فيها تداخل طائفي (ارمني,سني مع اقلية شيعيه) الا ان البلد لم تشهد ولو حالة سرقة واحدة طوال هذه المدة ولاحتى حادث سير او نشل وانا اعرف هذه المدينة الصغيرة كما اعرف راحة يدي واعرف تماما عن ماذا اتحدث..
هذه المدينة لم تشهد شيء يذكر بالثمانيات بل هي خزان للبعث كما درعا والرقة وبقية الاطراف .. وهي بحالة ثورة حقيقية فمابالك بحلب وحماة
وحمص واللاذقية ودمشق و ادلب (مناطق الداخل) اللذين لهم ثارات قديمة مع النظام وعشرات الاف الضحايا منذ السبعينات الى ايامنا هذه..

هناك لبسام موضوع عن قتلى النظام وبتفصيل ممل, من يتمعن جيدا يستطيع معرفة عقيدة هذا الجيش ومن اين يأتي ثمانين بالمئة من ضباطه وشبيحته الفاطسين..
وكل من يعتقد ان للنظام مؤيدين لهم وزن ديموغرافي يكون اما جاهل او يفكر من مكان اخر, لو كان عند بشار شبه يقين انه ونظامه سيفوزون ولو بواحد وخمسين
بالمئة من اصوات السوريين لماتردد عن فتح البلاد على مصراعيها للاعلام وقام بانتخابات ديمقراطية مثل بقية البشر.. لكنهم يعرفون جيدا انهم ثله من قطاع الطرق تحكم هذا
البلد بشكل غير شرعي , ولولا الحديد والنار اللذي يملكونه لتم سحلهم بالشوارع دون رحمة تماما كما حدث مع صديقهم القذافي ملك ملوك افريقيا..