عزيزى الاستاذ بهجت

إن قيام الجيش بانقلاب ديمقراطى يتولى فيه السلطة مباشرة فات أوانه منذ اول حظر تجول تم انتهاكه والتسامح فيه وعدم الجدية.

ولكن ما يحدث الآن هو انقلاب ديمقراطى يتم بأدوات الديمقراطية ظاهراً وبعض الأدوات الغير ظاهرة والتى اعتمدت فى المقام الأول على الصدق والجدية حيث تم مواجهة كثير من الأبواق التى ظهرت اعقاب 25 يناير بالمستندات والادلة التى هم انفسهم يعرفون انها صحيحة وتم تحييدهم دون ضغط عليهم بل آثروا السلامة حتى لا يفتضح امرهم ويقعوا تحت طائلة القانون راضين بما حققوا وساعين للحفاظ عليه ، وهذا يتضح من كلام المشير فى المناورة الاخيرة نصر – 30 حيث قال انه سيأتى وقت يتم فيه كشف الكثير من الحقائق.

الجيش المصرى اعطى الإسلاميين الفرصة حتى يقضى على تيارات اخرى ليبرالية مدمرة وليست بناءة وفى نفس الوقت ما كان للجيش المصرى ان يقع فى غلطة المواجهة المسلحة مع التيار الاسلامى او المواجهة الامنية ، ففقى الاولى سيقوم الجيش بما رفض القيام به من سنوات وهو مكافحة الارهاب لأنه يعلم ان هذا يعنى تغيير العقيدة القتالية للجندى المصرى وخراب لمصر. والمواجهة الامنية ستحقق التعاطف للاسلاميين ويتم الوقوف بصفهم ليس لأنهم جيدون ولكن لأنهم مظلومون.

لقد حقق الجيش المصرى معادلة صعبة التحقق لدى قطاع عريض من الموالين للتيار الاسلامى من عامة الشعب الذى يتعاطف مع كل من يقول (الله) ونظرة جموع المواطنون المسلمون الوسطيون حاليا لتيار الإخوان او التيار السلفى ليست كنظرتهم لهم قبل هذا.

لازال الخطر صادرا من فقراء المجتمع وجهلته الموالين للتيار الاسلامى ولا اعرف كيف سيتم حلها ولكننى أثق انه لن يفوز التيار الاسلامى فى انتخابات الرئاسة من خلال استطلاع الرآى للمحيطين بى وهم من طبقات اغلبها متوسط وبعضها فقير حيث الميل الاغلب لأحمد شفيق أو لعمر موسى.

ولا اعتقد ان من استطاع ان يدير المرحلة السابقة بمثل هذا النفس الهادئ المثابر سيترك البلد تضيع فى ايدى طيور الظلام او تجار الدين.

(05-17-2012, 06:42 PM)بهجت كتب:  
أيها الجيش السوري .. أفق و عيب قوى .

خلال حديث مع احد الاسرائيلين منذ فترة طويلة قال أن قيادة الجيش الاسرائيلى نبه على الجنود فى حرب 1973 بأنه إن كان ولابد ان تستسلم فسلم نفس للمصريين ولا تسلم نفسك للسوريين. فالسوريين لن يرحموك.

أتمنى بعد أن تزول الغمة عن سوريا ويشرع الشعب فى بناء سوريا الجديدة ان يتم دراسة ملف الجيش السورى جيدا لمعرفة سر القسوة. القسوة يمكن ان تكون داخل المبانى المغلقة مثلما كان لدينا فى اجهزة الأمن والشرطة ولكن ان تكون القسوة على المشاع فهذه كانت معروفة لدى الأتراك العثمانيين المعروفين بغلظتهم وتجبرهم.

هل تورط الجيش السورى فى الحرب الأهلية اللبنانية زاد من جرعة تورط الجيش فى الشأن المدنى ؟

كيف يتم ادارة الامر داخل صفوف الجيش السورى وكيف سلوك ضباط صف القوات المسلحة السورية بين جيرانهم فى المسكن ؟ وكيف حالهم فى الاختلاف مع المدنيين ؟

هناك اموراً كثيرة ينبغى للسوريين دراستها حتى يتم تغيير العقيدة العسكرية للجيش السورى.

عموما هذه العقيدة هى نتاج للحكم الشمولى وحكم الحزب الواحد .. فقد رأيناها فى العراق وايضا فى مصر عندما تورطت الشرطة العسكرية فى تحقيق الأمن الداخلى والقضاء على الاخوان المسلمين فى عهد عبد الناصر وكان السجن الحربى هو المكان الأكثر رعبا فى مصر.

إن حكم الفرد وحكم الحزب الواحد يعنى استخدام القوة المفرطة لحكم الشعب والقوة المفرطة لا تحققها اجهزة الأمن لأنها بمفردها تعجز عن هذا فيتم اللجوء للمستوى الأعلى من القوة ممثلا فى الجيش.

مشكلة الجيش السورى من وجهة نظرى جزءان ، جزء يتعلق بطبيعة خشنة قاسية وجزء يتعلق بتورط الجيش فى الشأن المدنى والسياسى.

واذكر اننى رأيت شريطان فيديو على اليوتيوب .. الأول لتدريب بعض رجال القوات الخاصة السورية - فى حضور حافظ الاسد - على القفز من السيارات وطعن الجراء (الكلاب الصغيرة) والثانى على ما اعتقد للعماد مصطفى طلاس وهو يسب ياسر عرفات بأقذر الألفاظ فى خطاب رسمى، وكلاهما لا يدخل ضمن بناء الجيش ذو العقيدة العسكرية السليمة.

لا سبيل امامنا كشعوب عربية إلا تحقيق القانون سعياً للعدل رحمة بأنفسنا.

وتقبل تحياتى