(05-19-2012, 02:38 AM)ابن سوريا كتب:  

(05-18-2012, 07:15 PM)العلماني كتب:  

(05-18-2012, 05:33 PM)MSouri كتب:  

(05-18-2012, 03:02 PM)بهجت كتب:  قبول رئيس مسيحي ولو لمجلس و ليس دولة ولو شكلي ولو مؤقت مستحيل تمامآ .

بألمانيا، او فرنسا او بريطانيا، حيث يشكل الاسلام الدين الثاني للدولة و رغم وجود عدد كبير من المواطنين الحاملين لجنسية البلد اسلام، فأن قبول رئيس مسلم ولو شكلي ولو مؤقت مستحيل تمامآ .

وصول رئيس اسود الى رئاسة الـ USA كان اعجوبة و طفرة العصر الحديث

دكتورنا عيوني ... في بريطانيا كان "ديزرائيلي" اليهودي رئيس وزراء في أواخر القرن التاسع عشر (أعتقد سنة 1876).
في فرنسا، وصل "ليون بلوم" لرئاسة الوزارة، ووصل "لوران فابيوس" إلى مثلها، ولعلك تذكر أن "دومينيك شتراوس خان" كان على مقربة من رئاسة الجمهورية، هذا بغض النظر عن الأصول اليهودية لساركوزي نفسه.

المشكلة عندنا أن هناك تيار رجعي متخلف اسمه "الإسلام السياسي" يحارب - بجميع أطيافه - على أساس طائفي بحت. هذا التيار نفسه هو الذي وضع العصي في "عربة الثورة السورية" حتى اليوم. إذ تخيل لو لم يكن هناك خوف من "الإسلامويين" ماذا كانت الصورة في سوريا. تخيل أي مد شعبي ضد النظام الاستبدادي كان من الممكن أن يكون لو لم تحكمنا العصبيات الطائفية الضيقة التي وجدت من ينفخ في رمادها في الشرق منذ "حسن البنا" "وسيد قطب" مروراً "بالإمام الخميني" ووصولاً إلى "عدنان العرعور" و"شيوخ الوهابية". يا رجل، الغرب يفكر بإنزال رجال على المريخ وشيوخ السعودية يحاربون "المنجد" (القاموس العربي) لأن به، حسب رأيهم، نزعة تنصيرية لأنه لا يبدأ بالبسملة ولا يصلي على النبي ... خليها لربك يا دكتور ..

واسلم لي
العلماني

وفي سوريا الديمقراطية يا عميدنا قبل البعث كان رئيس الوزراء "فارس الخوري" ، وبوجود الأخوان المسلمين ممثلين في البرلمان آنذاك. كان ذلك في الفترة الديمقراطية بجدارة في خمسينيات القرن الماضي. وعندما كانت صلاحيات رئيس الوزراء أعلى من صلاحيات الرئيس.
لذا أشتم الكثير من الإقصاء في نظرتكم للسياسة. نظرة آتية من عصر سحيق مؤدلج بتطرف، عصر لم يعد بالإمكان السماح به.
أُخذ كمثال اليمين الفرنسي المتطرف، وقيل عنه أنه مرفوض بقناعة ووعي فرنسي. ولكن ماذا لو فاز وانتصر؟
المعنى: لم يشرع الفرنسيون إقصاء اليمين المتطرف دستورياً، بل تُرك الأمر للشعب. ومنذ سنوات انتخب فعلاً أهل النمسا الحضارية يميناً متطرفاً في بلادهم. ولم يمنعه المشرع.
للديمقراطية ضريبة، وهي ألا يكون من يأتي للحكم على هوانا ومزاجنا. وأن نقر بأن ذلك ممكناً.
الديمقراطية تعطي أدوات، وليست غاية، فعلينا بعد ذلك النضال للدفاع عن أفكارنا، والأفضل ينتصر. مع السماح بتكرار العملية.
بصراحة البيان الأخير للأخوان المسلمين السوريين، بيان رائع أفضل من ستين ألف بيان علماني.
ستقولون مجرد بيان و"علاك" ولكنه ملزم لهم، لكن حتى على مستوى الحكي لم يقدر العلمانيون في سوريا بالخروج ببيان مماثل.
أنا لا أمزح حين قلت مرة، أنا مستعد للتصويت للأخوان المسلمين في سوريا إن قدموا مشروعا يتطابق مع بياناتهم المعلنة.
وأنا لو كنت بتركيا لصوتت لإسلامييهم.
لقد مضى عهد التأدلج الأعمى، وأتى عصر آخر وعهد جديد.
والشعب السوري عارف طريقه.

تحياتي

لا أظن بالإمكان مقارنة عصر "فارس الخوري" و"شكري القوتلي" بعصرنا اليوم، بعدما "ذبحت" الانظمة الديكتاتورية "البرجوازية العربية"؛ الصدر الحاضن لأي "ديمقراطية" ممكنة.

من ناحية أخرى لم يكن "الإسلام السياسي" في ذلك العصر قد ألف نظريات وعجن المجتمع بخمير الرجعية والتكييس والكراهية. بل بالعكس، كنا وقتها في ذروة ما كنا نسميه "عصر النهضة"، وكان الانفتاح على الآخر المختلف أحد ميزات ذاك العصر الجميل الذي نفتقده الآن.
يومها لم يكن في سوريا "عرعور" واحد، وكانت السمة العامة للشعب السوري سمة انفتاح ورقي وحضارة، وليست سمة تعصب وحقد دماء.
يومها كانت مصر وبلاد الشام هي من يرفع علم الأمة العربية ويصنع سياستها. وكانت هذه البلدان، بطبيعتها وبحكم ظروف تاريخية بعينها، تحاول استيعاب "الحداثة" بشتى مضامينها و"تعريبها" شيئا فشيئاً بما يتناسب مع متطلبات مجتمعاتنا. ولم نكن قد وصلنا إلى ملايين "حمد" "وفهد" والمدارس الوهابية المتطرفة التي تعول على مذهب "أحمد بن حنبل" وفقه "ابن تيمية" و"ابن قيم الجوزية".

يومها كان "فارس الخوري" و"شكري القوتلي" و "الشهبندر" وطنيون سوريون بالدرجة الأولى، يضعون سوريا ومصالحها العليا أمامهم قبل أن يعضوا على دينهم بالنواجذ. في هذه الحالة، وعندما يتم تشكيل "برلمان"، فإن الأكثرية تتشكل داخل البرلمان وينفرط عقدها داخل البرلمان، أما اليوم فشيئاً وشيئاً نرى قسمة أخرى مختلفة هي وجود "أكثرية وأقلية" خارج البرلمان؛ أقلية وأكثرية تعتمد "العقيدة والمذهب" مرجعاً وتقسم المجتمع بشكل "عامودي" ثابت قسمة "طائفية" بامتياز. وارجع إلى مداخلات زميلنا "خالد" هنا واقرأ - بين السطور - ما يقوله ولسوف ترى هذه "العرعورية" واستعمالاتها لمصطلح "الأقلية والأكثرية" الثابتة الذي أتحدث عنه.

مشاكل الديمقراطية وإشكالاتها في سوريا وفي الوطن العربي بشكل عام كثيرة، وعلى كل حال هي ليست "سطل ماء" ندلقه على أنفسنا من خلال دستور معين ونصبح ديمقراطيين، فلا بد من فترة مخاض لهذا كله. هذه الفترة هي ما أحسبه "الخريف الإسلامي" القادم بعد "الربيع العربي" الذي أطاح بالنظم الاستبدادية. في هذا "الخريف" سوف تسيل الكثير من الدماء وسوف يدفع الوطن ضرائب فادحة نتيجة للإسلام السياسي الذي تحدثت عنه. فكل هذا الحقد والغل الكامن في النفوس لن يتبدد هباء وتحل محله ابتسامة "إحنا ولاد اليوم، وعفا الله عما مضى". فهناك "ضرائب دم" وتمزيق للوطن سوف تُدفع. لذلك، فأنا أغبطك على رؤيتك "الرومانسية" جداً بخصوص "الديمقراطية والإسلامويين" في سوريا ولا أقاسمك إياها. ولكني بالتأكيد أقاسمك قناعة معينة مفادها "ضرورة سقوط النظام الاستبدادي الديكتاتوري لآل الأسد في سوريا" وبالتالي دعم "الثورة السورية" حتى إنجاحها، لأنه غير ممكن الوصول إلى مرحلة "الوطن والديمقراطية" دون سقوط هذا النظام كشرط أولي. ولكن طبعاً، ومن جديد، هذا لا يعني بأنني متفائل بالمستقبل القريب في سوريا وما سوف تسفر عنه الأحداث الدامية في بلاد الشام. عموماً، أنا أتمنى أن تصدق أقوالك أنت وأمنياتك أنت، ونرى سوريا تخرج قوية سالمة غانمة بعد مرحلة "سقوط النظام" التي لا بد أن تأتي في وقت أو في آخر.

تبقى مسألة أن "الشعب عارف طريقه" التي لن أناقشها الآن،ولكن عندما يسمح لي وقتي، فهذه قضية طويلة.

واسلم لي
العلماني