ملاحظة صغيرة /

في الانتخابات الرئاسية لن يكون هناك ظاهرة شراء أصوات كما كان الحال في الانتخابات النيابية ، وإن كان هناك شراء أصوات فسوف يكون على مستوى محدود جدا وغير مؤثر.

والسبب بسيط جدا وهو أنه في الانتخابات الرئاسية تكون الدولة كلها دائرة انتخابية واحدة وبالتالي فلا أحد يستطيع شراء أصوات 50 مليون ناخب مصري أو حتى عمل مأدبة غداء جماعية لـ 10% من هؤلاء ولا أحد يستطيع حتى أن يوزع مواد تموينية على 10% من هؤلاء ، كما هو عليه الحال في الانتخابات النيابية التي يتم فيها تفتيت البلد لدوائر انتخابية صغيرة وفسيفسائية ، حيث يصبح شراء الأصوات في هذه الحالة عاملا حاسما خصوصا في الدوائر الانتخابية التي يغلب عليها ابناء الطبقات الفقيرة.

قبل أن يقر المجلس العسكري قانون انتخاب البرلمان نادت كل قوى الثورة والمعارضة المصرية في حالة شبه إجماع وبح صوتها قبل الانتخابات البرلمانية وهي تتوسل للمجلس العسكري باعتماد قانون انتخاب يجعل مصر كلها أو على الأقل المحافظات المصري كدائرة انتخابية واحدة وتطبيق القائمة النسبية المغلقة حتى يتم قطع الطريق على القوى التي تملك المال الوفير والتي تستطيع شراء الأصوات لكن المجلس العسكري الفاشل أو الجاهل لا فرق لم يفهم أثر قانون الانتخابات على مخرجات العملية الانتخابية ولم يكن يسمع يطرب حينها إلا للصوت الإخواني والسلفي وجاء لهم بقانون انتخابات على مقاسهم ، مكنهم من احتلال ما يقرب 3 أرباع البرلمان وإلى الآن أشك في أنه فهم خطأه أو تعلم أو استفاد شيئا من أخطائه وأنا متأكد أنه لو عاد به الزمن فسوف يكرر نفسه أفعاله.