وعليك السلام أخ فارس ، وأنا صراحة مستغرب منك ، هل ذكر ما يتعرض له السنة من مظالم هو ذكر طائفي ؟
نعم أنا أنظر للأمر من زاوية دينية فالدين ليس بدعاً وليس شيئاً طارئاً بل هو المحرك الأول لكلٍ منا ولمعظم الشعوب العربية بل وربما للكثير من الشعوب الأوروبية ، فالدين يدعوني لنصرة أبناء ملتي إذا ظُلِموا وردعهم إذا ظَلَموا هذا للمعلومية فقط .

القضية يجب أن توضع في إطارها الصحيح أخي فارس وفي مكانها المناسب ، نحن لا نتحدث عن وضع طبيعي بل نتحدث عن وضع استثنائي مركب لا يقوم على دولة المواطنة والحقوق والمساواة بل يقوم على التوزيع الطائفي و " التفاهم " المذهبي حول توزيع كل شيء في لبنان ، وميزان هذا التوزيع يتناسب طرداً وعكساً مع ميزان القوة ، والطائفة السنية كما هو معلوم خرجت من الحرب الأهلية اللبنانية خاسرة وضعيفة ولا يوجد لها تيار يمثلها أو زعيم يطالب بمطالبها إلا بعض أشباه الرجال ولذلك أهينت وأهين شبابها .

الآن ماذا تبرر قتل شيخ ورجل وجاهي سني كبير بدون أي تبعة قانونية أو ملاحقة قضائية للجناة وهم معروفين ؟ وقبل ذلك اعتقال شاب اغاثي ومن ثم اطلاق سراحه والمصيبة أن ميقاتي مستاء من مظاهر الاحتفال بخروج هذا الشاب ؟ وبماذا تبرر بقاء الكثير من الإسلاميين في السجون بدون محاكمات ؟

ما يحصل الآن في لبنان هو تغذية التطرف السني بسبب ما يحصل ، حزب الله مارس نوعاً من الغرور السياسي وزاد الطين بلة موقفه من الثورة السورية ، وكذلك الحال مع السلطة الأمنية والعسكرية ، والآن صراحة كل فرد يتجه الآن لتخزين السلاح وهناك تيارات بدأت تتشكل لحماية المناطق والحارات والمساجد وغيرها بكل البساطة لبنان يتجه نحو المحرقة والمتسبب الأول هو النظام السوري وبعض الأطراف الداخلية .