نرجع لموضوع البنك،

إلزام الموظفين بزي موحد مفهوم، لأن الزي الموحد سيصرف الموظفين والموظفات عن تحويل البنك إلى دار لعرض الأزياء.

إلزام الموظفين بزي موحد دون مراعاة لخصوصياتهم غير مبرر، فلا يتوقع من شخص يعمل في مكان ما أن يخلع شخصيته قبل دخوله المكان، ثم يرتديها بعده، سواء أكان هذا الخلع للشخصية سيلزم المرء بتخلي عن ممارسة ثقافية خاصة، ولتكن دينية، أو بممارسة ثقافية لا يتقبلها.

إلزام الموظفين والموظفات بارتداء ما يشكل شعيرة دينية ما للغير، أو بخلع ما يشكل نفس الشعيرة عند الشخص، من مثل ارتداء ثياب عليها الصليب، أو الكابالا، أو الجلباب والخمار، هذا تدخل في حياة خاصة بوقاحة كما أرى.

وقاحة الدولة الفرنسية التي تتدخل في اختيارات الطالبات المسلمات اللواتي يردن ممارسة شعيرتهن بلبس الخمار(غطاء الرأس) والجلباب، هي نفس وقاحة مدير البنك الذي يريد إرغام غير المسلمين أن يرتدوا شعيرة دينية تخص غيرهم.

أما البنك نفسه، فمبناه على بيع العينة المنهي عنها، وصنيعه يشبه القول المنسوب للمسيح عليه السلام "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون، تعشّرون السذاب والنعنع وتأكلون مال الأرملة واليتيم" أو كما قال.
ترك البنك لشريعة النظام الإقتصادي الإسلامي ثم ممارسته هجينا ما لا هو إسلامي فيعرف ولا رأسمالي فيعرف، ثم تعلقه بشعيرة ظاهرية مع إلزام الناس بها هو جنس النفاق نفسه، وقانا الله من النفاق.