فلننظر بعين من لا يريد الإخوان المسلمين في كرسي الرئاسة في مصر، وأنا منهم.

هل شفيق هو البديل الوحيد المطروح مقابل الإخوان المسلمين؟ يعني ما بقي بالخم غير ممعوط الذنب على قولة المثل؟

هل البديل على "الدولة" الثيوقراطية المرعبة القادمة في غبار سنابك خيول الإخوان، هو القعود تحت الجزمة العسكرية التي يمثلها شفيق؟

يعني فش بديل؟

وإن كنت أشك أن الإخوان حين يقعدون في كرسي الحكم، أو غير الإخوان أيضا، أشك أنهم سيكونون الحكام الفعليين، لأن الدولة لا تزال بيد العسكر، والرئيس إن لم يكن منهم فيجب أن يكون قفازا بيدهم، فقديما قال أحد الحكماء "لا تسعى لحكم في دولة غيرك".

بناء الدولة ليس عملية سهلة، وهو ليس عملية سياسية بحتة مثل تسلم الحكم، بناء الدولة هو مزاوجة لعمل سياسي فكري ثقافي، يعمل في المجتمع والأوساط السياسية معا لإيجاد وفرض مناخ عام لا يقبل إلا فكرة الدولة المنشودة والمطلوب إقامتها، لأن الدولة ليس سلطة ومؤسسات سلطوية فحسب، بل ما تقدم ليس إلا أدوات بيد الشخصية الإعتبارية للدولة. الدولة فكرة سياسية رئيسية وكلية يراد إيجادها وإبقاؤها في الواقع المعاش، وكل ما يشاهد هو فروع عن الدولة.

ما نراه في بلادنا لليوم هي إقطاعيات، والإقطاعيات ليست دولا ولو أخذت شكل الدول، الإقطاعيات هي علاقات بين مستبد وعبيد، والدولة هي فكرة تصلح أن تؤسس لعقد بين المجتمع كمستأجر والسلطة كأجير.