موقع أبونا يحاور "فيفيان سلامة" ويستمع إلى شكواها

Tue, 05/29/2012 - 15:08

حاورتها في عمّان: باسمة السمعان

-A +A


"فيفيان حنا سلامة" اسمٌ ظهر مؤخراً في وسائل الإعلام التي تناقلت علامات استفهام حول إنهاء خدماتها في بنك الأردن دبي الإسلامي (بنك الإنماء الصناعي سابقاً) التي عملت به مدة 25 عاماً.

وفي مقابلة خاصة لموقع أبونا مع الآنسة فيفيان بدأنا بالسؤال:

متى كانت بداية حياتك العملية والمهنية؟

بدأتُ العمل في بنك الإنماء الصناعي بتاريخ 6\4\1985 وتنقلت في العمل بين عدة دوائر تابعة للبنك، وفي عام 2010 تم بيع البنك ليصبح بنك الأردن دبي الإسلامي، وبناء على ذلك تم توقيع عقود جديدة مع كافة الموظفين العاملين بالبنك السابق وانتقلوا جميعاً إلى البنك الجديد وتم ذلك بتاريخ 1\3\2010 من دون أي شروط أو التزامات خارجة عن المألوف.

ماذا تعني بالالتزامات أو الشروط؟

عنيت بها أنه عند توقيعي للعقد مع البنك الذي نقلنا إليه سنة 2010 لم يطلب مني أي التزام بلباس رسمي أو تعليمات تختلف عن تعليمات وشروط البنك السابق، في عام 2011 تم فرض اللباس الرسمي في البنك الذي يتكون من طقم كحلي اللون (جاكيت طويل يصل لأعلى الركبة بقليل مع بنطلون طويل) مع غطاء (سكارف) يوضع على الرأس كغطاء.

آنسة فيفيان، ما الذي اعترضت عليه باللباس الرسمي؟

أنا بصراحة لم أعترض على الزي كطقم، أنا التزمت به كاملاً حتى أنني لم الجأ إلى تقصير الجاكيت مثل باقي زميلاتي، وإنما ارتديته مثلما تسلمته بالكامل ما عدا غطاء الرأس الذي رفضت تسلمه، لأنه يخالف معتقداتي ويخالف إيماني كوني فتاة مسيحية وغطاء الرأس له دلالات دينية مغايرة لديانتي.

ماذا كان رد فعل البنك لهذا الرفض من قبلك؟

طبعاً البنك لم يقبل بوجهة نظري والزمني بارتداء غطاء الرأس كجزء أساسي من الزي الرسمي، بناء على هذا القرار توجهتُ بالشكوى إلى أكثر من جهة، مؤسسات دينية وحقوق الإنسان ووزارة العمل، وتم تسوية الموضوع في وقتها ولم أسمع بعدها بأي اعتراض على الموضوع، كوني موظفة أعمل بالمكاتب الخلفية، أي لست على اتصال مباشر مع العملاء، لذا لا داعي للتزمت وإلزامي بشيء ينافي ويخالف ما أومن به واعتقد.

بعدها ما الذي تغير؟

بعد مضي عام على الموضوع الذي اعتقدت بأنه قد انتهى وتمت تسويته، أفاجأ بإثارته من جديد وإعادة ضرورة إلزامي بوضع "غطاء الرأس كاملاً" فكان جوابي لهم واضحاً منذ البداية بأني ارفض هذا الأمر كوني فتاة مسيحية ولست ملزمة بوضع غطاء للرأس وبعدها ما الذي تغير منذ عام طرحتم الموضع وأغلق لماذا تثيرونه من جديد؟.

تم إبلاغي وتسليمي أول إنذار في 15\5\2012 وذلك لعدم الالتزام بالزي الرسمي، فتوجهتُ إلى الجهات التي ساندتني في المرة الأولى، وقام المركز الأردني لحقوق الإنسان بالاجتماع مع إدارة البنك، وتمت تسوية الأمر بحيث أن أضع الغطاء على الكتفين وليس على الرأس، ووافقت على هذا الأمر حتى لا أثير مشكلة لأنني بحاجة إلى الوظيفة والعمل، وبالرغم من موافقتي أفاجأ بتوجيه إنذار ثانٍ ونهائي من البنك لعدم الالتزام باللباس الرسمي وبعدها تم توجيه كتاب "إنهاء خدمات".

بعد موافقتك على وضع غطاء الرأس على الكتفين تم توجيه الإنذارات؟

نعم وكان ردهم لي عند مساءلتهم، أن هناك موظفات مسيحيات وافقن على وضع الغطاء فلم الاعتراض، واتهموني بتحريض الفتيات لأن هناك موظفة مسيحية بعد وضعها الغطاء وموافقتها امتعنت عن ارتدائه.

لماذا لم يتم توضيح موضوع الزي الرسمي قبل توقيع العقود؟

بصراحة العقد موجود وواضح لا يوجد بند فيه يذكر موضوع الزي، ولو كان موجوداً لرفضت التوقيع والعمل بهذا البنك، لكن لم تتم استشارتنا بموضوع الزي وإنما فرض فرضاً وكأنه أمر.

ما هي التساؤلات التي تريدين توجيهها عبر موقع أبونا وما هي مطالبك؟

أوجه تساؤلاً أليس من المفروض اطلاع الموظفين على قوانين البنك قبل توقيع العقود ليروا إن كان مناسباً لهم أم لا؟ ولماذا تم إثارة الموضوع في هذا الوقت أي بعد عامين من العمل مع البنك الجديد؟.

مطالبي بسيطة وهي أبسط الحقوق التي نتمتع فيها هنا في بلدنا العزيز الأردن، أولاً أطالب بحقوقي العمالية كموظفة عاملة منذ 25 عاماً، وحقوقي العالمية كإنسانة عربية مسيحية تعيش في بلد عربي يتمتع بالديمقراطية والحرية الدينية، وأطلب الدعم من الكنائس جمعاء بالوقوف إلى جانبي ودعم قضيتي التي هي قضية الوجود المسيحي وحريته الدينية.

يود موقع أبونا من خلال طرحه لهذه المسألة التأكيد على أن للبنك الحق في تطبيق جميع سياساته التي يراها مناسبة لإستراتيجية العمل. ولكن على كل مؤسسة أن تسهر على ألا يكون هنالك أي تمييز على أساس عرقي أو ديني أو غيرهما... إن صورة المؤسسات وقيمها التي لديها والتي تؤكد على التوجهات الإستراتيجية للبنك وكونه بنكاً إسلامياً عليها أن تكون موحدة وتتوافق مع قيم وصورة البنك وهويته، ولكن بشرط ألا تتعارض مع أي قيم ومعتقدات دينية. فالموظفون لهم الحق في أن يقرروا ما إذا كانت بيئة العمل مريحة بالنسبة لهم أم لا وفيما تتوافق هذه البيئة مع صورة البنك وهويته، وهذا حق البنك، لكن عندما تكون هناك سياسة سليمة فعلى الجميع احترامها. أما خلق القلق في مجتمعنا وبلدنا، فلا داعي له، وعلينا قبول واحترام اختلافاتنا والمساعدة في الحفاظ على الانسجام المثالي ضمن أجواء سليمة يجب أن تكون ضمن سياسة البنك أيضاً.