بالرغم من عدم قدرتي على توقع تداعيات الموقف السوري على مستقبل حزب الله اللبناني بشكل جيد، غير أني أقدر من خلال مواقف حزب الله العصبية تجاه الثورة السورية، ووقوفه قيادات وشارع في صف نظام الطاغية أن ذلك يعكس لا شك مدى التخوف الذي يعاني منه الحزب من سقوط نظام الاسد.

بشكل عام، ما أراه شخصيا هو أن سقوط النظام السوري سوف يمهد لعودة التوازن السياسي في لبنان، نتيجة لتحجيم القوة العسكرية لميليشيات حزب الله وأمل .. مما سيؤدي حتما الى إعادة الطائفة الشيعية الى حجمها الطبيعي بالنسبة لبقية الطوائف. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أتوقع أنفصام العقد النفعي القائم حاليا بين الإنتهازي المتسلق ميشال عون وحلفاؤه الحاليين. هذا سيؤدي بذاته الى خلق تشكيلة جديدة من التكتلات السياسية التي قد تزيد من عزلة حزب الله وأمل السياسية وبالتالي فقدانهم السيطرة على مجلس النواب والغالبية الحكومية.

هذا إذا رضخ حزب الله الى معادلة القوى الجديدة ولم يلجأ الى سلاحه كما فعل في 7 أيار ليفرض واقعه على الأرض. وبالرغم من إمكانية حدوث هذا الأمر غير أن الأمر الواقع سيكون مغايرا جدا في المستقبل حيث أن بلطجية الحزب وقتها لن يتمكنوا من الدخول الى مناطق عزلاء بدون مقاومة .. وقد يجدون أنفسهم محاصرون من قبل جميع الطوائف اللبنانية الأخرى من جهة، إسرائيل من جهة، وحكومة ثورية جديدة في سوريا من جهة لن تنس لحزب الله وقوفه المستميت الى جانب الظاغية أيام الثورة.

في كلتا الحالتين، تقديري الشخصي هو أن سقوط طاغية دمشق سيكون له تأثير إيجابيا على الإستقرار والتوازن في لبنان، وعلى دعم الدمقراطية والحريات فيه.