{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
"الإسلامويون" وخيانة "الوطن" ...
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #2
الرد على: "الإسلامويون" وخيانة "الوطن" ...

دائما،‮ ‬كانت الحركة الوطنية في جانب،‮ ‬وجماعة الإخوان المسلمين في الجانب الآخر‮. ‬تاريخ من الخيانات،‮ ‬والكلمة ليست مبالغة وإنما تؤكدها الوقائع والوثائق العديدة التي جمعها الباحث عبد الرحيم علي في كتابه الجديد‮ " ‬الإخوان المسلمون‮ : ‬قراءة في الملفات السرية"والصادر عن الهيئة العامة للكتاب‮. ‬الجماعة منذ تأسيسها هي‮ " ‬مستنقع الانتهازية‮" ‬حسب تعبير الشيخ أحمد السكري صديق عمر حسن البنا ورفيقه في تأسيس الجماعة‮.‬

ربما كان الأحدث منا عمرا،‮ ‬ولم‮ ‬يشاهد مراهنات الجماعة دائما علي الطغيان،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يصدق التاريخ المكتوب،‮ ‬باعتباره تاريخا تصنه السلطة دائما،‮ ‬وهو في الغالب تاريخ مزيف،‮ ‬ولكن صعود الجماعة بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير،‮ ‬وهي الثورة التي التحقت بها الجماعة متأخرا،‮ ‬وغادرتها مبكرا بحثا عن مكاسب ومغانم وقتيه،‮ ‬لتترك الثوار في ميادين مصر‮ ‬يعانون القمع والسحل والقتل،‮ ‬بدون أن تصدر الجماعة بيانا واحدا تقول فيه أن تشجب أو تدين،‮ ‬بل التحقت بمعسكر الثورة المضادة‮.. ‬لكن الجماعة عبر أدائها السئ في التعامل مع الثورة وفي البرلمان أثبتت أن كثير من الوقائع التي لم نرأها،‮ ‬أو نكن طرفا فيها حقيقية‮. ‬

هادن الإخوان الوفد ثم انقلبوا عليه،‮ ‬دعموا الملك ثم ناصبوه العداء تعاونوا مع رجال‮ ‬يوليو وتصادموا معه،‮ ‬وساندوا السادات وتمردوا عليه،‮ ‬يصرخون ليل نهار بالعداء لأمريكا ويسعون في الخفاء لمد الجسور معها‮. ‬يدعون للديمقراطية والتعددية ويضيقون بها وبالمطالبين بأعمالها داخل الجماعة،‮ ‬فإما‮ "‬السمع والطاعة‮" ‬وإما الإبعاد والحصار والتهميش والتشنيع‮.

بالتأكيد من الصعب كتابة التاريخ في مصر في ظل‮ ‬غياب الوثائق،‮ ‬كل الأحداث الكبري‮ ‬لم‮ ‬يتم تسجيلها وتدوينها‮: ‬الثورات،‮ ‬الحروب،‮ ‬الأحزاب‮.. ‬لندرة الوثائق وغيابها أو إخفاءها وتدميرها‮. ‬وكتابة تاريخ الجماعة أيضا أمر‮ ‬يبدو صعبا ليس فقط‮ ‬لغياب الوثائق أيضا،‮ ‬فالإخوان تنظيم ظل‮ ‬يعمل بصورة سرية طوال تاريخه،‮ ‬وحتي في الأوقات التي كانت أنشطته فيها علنية كانت هناك دوماً‮ ‬أنشطة سرية تحت الأرض،‮ ‬بينما المعلن أن الجماعة هي جماعة دعوية بينما تحت الأرض تسعي بكل ما اوتيت من قوة إلي السيطرة والهيمنة علي السلطة التي هي جزء منها،‮ ‬لا نقيض لها،‮ ‬من أجل تحقيق حلمهم بدولة‮ " ‬الخلافة‮". ‬

الكتاب‮ ‬يعتبر هاما من هذه الوجهة،‮ ‬إذ‮ ‬يعود إلي وثائق توضح‮ ‬كيفية نمو وصعود وتناقض الإخوان المسلمين،‮ ‬ومنها وثيقة مذكرة وكيل الجماعة فيما سمي فضيحة عبدالحكيم عابدين،‮ ‬والنص الكامل للتحقيقات في قضية اغتيال النقراشي باشا علي‮ ‬يد التنظيم،‮ ‬ومحضر التحقيق مع‮ ‬يوسف طلعت في قضية محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في المنشية،‮ ‬ووثائق عن دور التنظيم الدولي للإخوان،‮ ‬وخطة التمكين‮... ‬ورسائل حسن البنا وغيرها من وثائق‮. ‬لنصل بعد الانتهاء من الكتاب إلي أن تاريخ الجماعة هو تاريخ من‮ ‬التناقض واللعب علي كل الحبال من أجل أوهامهم،‮ ‬وأن بذرة تكفير المجتمع وضعها سيد قطب ليمنح شرعية للعنف باعتباره ضرورة حتمية لتغيير المجتمع الكافر من وجهة نظره ومعناه المجتمع الذي لا‮ ‬يؤمن بأفكار الجماعة‮.‬


تأرجحت علاقات الجماعة بكل القوي السياسية مابين مهادنة ووشاية وخيانة هذا‮ ‬يقوله المؤلف في كتابه،‮ ‬راصدا العديد من الوقائع منذ التأسيس‮. ‬فعلي الرغم من مساوئ العصر الملكي‮ ‬الذي‮ ‬عاش فيه المصريين عهوداً‮ ‬من الإستبداد والفقر،‮ ‬فقد حرص‮ (‬حسن البنا‮) ‬علي توطيد علاقته بالقصر منذ نشأة الإخوان،‮ ‬فعملوا علي إزجاء المديح للملك‮ (‬فؤاد‮) ‬والثناء عليه،‮ ‬وتوالت مراثيهم له بعد موته معتبرينه حامي‮ ‬الإسلام ورافع رايته،‮ ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1937‮ ‬كتب‮ "‬حسن البنا‮" ‬تحت عنوان‮ (‬حامي‮ ‬المصحف‮) ‬واصفاً‮ ‬الملك‮ "‬فاروق‮" ‬بأنه حامي‮ ‬المصحف الذي‮ ‬يبايعه الجميع وعلي استعداد للموت بين‮ ‬يديه جنوداً‮ ‬للمصحف وأن الله قد اختاره واصطفاه ملكاً،‮ ‬وذلك علي الرغم من تاريخ الملك فاروق الفاسد أخلاقياً‮ ‬والغارق في‮ ‬الملذات،‮ ‬ويبرر‮ "‬عمر التلمساني‮" ‬الاستعراض الحافل الذي‮ ‬أقامته جوالة الإخوان للاحتفاء بالملك فاروق بأنه استعراض لقوة الإخوان أمام الملك لجذب اهتمامه‮.

ولم‮ ‬يكتفي‮ "‬البنا‮ " ‬بذلك بل طالب بتتويج‮ "‬فاروق‮" ‬وفقاً‮ ‬لمراسم دينية‮ ‬يشرف عليها الشيخ‮ "‬المراغي‮" ‬شيخ الأزهر في‮ ‬ذلك الوقت،‮ ‬ووصف عدم تنفيذ ذلك بالأثم العظيم،‮ ‬وعندما خرجت الجماهير لتهتف‮ (‬الشعب مع النحاس‮) ‬هتف الإخوان‮ (‬الله مع الملك‮)‬،‮ ‬ويصف الكاتب والمؤرخ‮ "‬ريتشارد ميشيل‮" ‬جوالة الإخوان‮ ‬في‮ ‬ذلك الحدث وغيره بأنها كانت تقوم بدور شرطة القصر‮. ‬وعلي الرغم من تأكيدات‮ "‬البنا‮" ‬علي أن الإخوان ليسوا حزب سياسياً‮ ‬ولا طامعين في‮ ‬السلطة بل هم دعاة وحدة وسلام ووئام،‮ ‬فقد برر‮ "‬البنا‮" ‬في‮ ‬عام‮ ‬1945‮ ‬تبني‮ ‬الإخوان للعمل السياسي‮ ‬بحجة تنافر الأحزاب مصرحاً‮ ‬بأنه في‮ ‬حالة تخلف قادة الشعب عن تولي‮ ‬الأمور فأنه سيتقدم ليقود الشعب،‮ ‬ثم تأتي‮ ‬تصريحات‮ "‬السكري‮" ‬التي‮ ‬أكد فيها تلون‮ "‬البنا‮" ‬حسب الحكومة التي‮ ‬تتولي السلطة ومدي قربها أو بعدها من القصر والملك لتثبت كذب تصريحات‮ "‬البنا‮" ‬الأولي ولتؤكد النهج الإنتهازي‮ ‬للإخوان‮. ‬

وعلي جانب آخر‮ ‬لم‮ ‬يتوان الإخوان‮ ‬عن التعاون مع الإحتلال والقصر للتخلص من مختلف القوي الوطنية،‮ ‬كما انتهجوا سياسة التصفية الجسدية مع كل من خالفهم‮. ‬فقام الإخوان باتهام‮ "‬مصر الفتاة‮" ‬بالتناقض وأدانوهم لتغير انتماءاتهم الفكرية،‮ ‬دون الالتفاف إلي تناقضهم هم ذاتهم،‮ ‬حيث تبني‮ ‬الإخوان برنامج ذو طابع إسلامي‮ ‬عالمي،‮ ‬في‮ ‬حين رفعوا شعار قطري‮ (‬مصر فوق الجميع‮)‬،‮ ‬وانتهت صراعاتهم مع‮ "‬مصر الفتاة‮" ‬باغتيالهم لأحد شبابهم في‮ ‬قرية‮ (‬كوم النورس‮) ‬في‮ ‬مارس‮ ‬1948‮.‬
ورأي الإخوان في‮ ‬قوي اليسار والشيوعيين خطراً‮ ‬كبيراً‮ ‬خاصة بعد أن لاقوا شعبية كبيرة بين الطبقات الفقيرة البائسة من خلال برامجهم عن العدالة وحقوق الفقراء،‮ ‬فعمدوا إلي تشويههم فقال عنهم‮ "‬محمد الشافعي‮" ‬إنهم أخطر من التبشيريين وإنهم سيهدمون المساجد ويمنعون العبادة ويبيحون الأعراض ويذلون الأديان،‮ ‬ووصل الأمر بالإخوان إلي حد التحالف مع الغرب‮ ‬وأمريكا لضرب قوي اليسار،‮ ‬فطلب‮ "‬البنا‮" ‬من‮ "‬فيليب ايرلاند‮" ‬السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالقاهرة في‮ ‬29‮ ‬أغسطس من عام‮ ‬1947‮ ‬إنشاء مكتب مشترك بين الإخوان والأمريكان لمكافحة الشيوعية علي أن‮ ‬يكون أغلب أعضاءه من الإخوان،‮ ‬وأن تتولي أمريكا الإدارة ودفع مرتبات أعضاءه من الإخوان،‮ ‬وفي‮ ‬ذلك الصدد أشار"ريتشارد ميشيل‮" ‬إلي أن مخابرات الجماعة قد أمدت الحكومة الأمريكية بمعلومات مكثفة عن التنظيمات الشيوعية خاصة في‮ ‬الدوائر العمالية والطلابية،‮ ‬كما أيدوا حملة‮ "‬إسماعيل صدقي‮" ‬التي‮ ‬طالت‮ ‬200‮ ‬رجل وامرأة من الشيوعيين والوفديين والتي‮ ‬كانت بالأساس حملة لتصفية خصوم‮ "‬صدقي‮" ‬السياسيين‮.‬

اما حزب‮ (‬الوفد‮) ‬فقد خص الإخوان له عداء كبير لأنه كان‮ ‬يمثل حزب الأغلبية وقتها،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬دفع الإخوان إلي تشويه قياداته مستغلين حادث‮ ‬4‮ ‬فبراير لضرب شعبية الوفد،‮ ‬متعاونين مع السراي‮ ‬و"إسماعيل صدقي‮" ‬لتصعيد نفوذ الملك في‮ ‬المقابل،‮ ‬ويسرد‮ "‬أحمد السكري‮" ‬تغير موقف‮ "‬البنا‮" ‬من الوفد من التأييد ومحاولة للإندماج والاستفادة من شعبيتهم إلي الهجوم والتآمر عليهم،‮ ‬فعلي الرغم من إنقاذ حكومة الوفد و(النحاس باشا‮ ) ‬لهم من بطش حكومة‮ (‬حسين سري‮ ‬باشا‮) ‬الذي‮ ‬أغلق مطابعهم ومنعهم من إصدار اي‮ ‬منشورات،‮ ‬حيث تدخل النحاس لصالحهم فعاود الإخوان إصدار مجلتهم في‮ ‬29‮ ‬أغسطس‮ ‬1942،‮ ‬وأكد‮ "‬السكري‮" ‬أن الوفد كان‮ ‬يدعم الإخوان بالمعونات المادية وبالنفوذ دون اي‮ ‬مقابل،‮ ‬وقام البنا وقتها بكتابة عدة مقالات تمجيداً‮ ‬في‮ (‬النحاس وفؤاد سراج الدين،‮ ‬ومحمد صبري‮ ‬أبو علم‮) ‬وذلك عندما كان الوفد في‮ ‬الحكومة،‮ ‬الا أن الإخوان قد انقلبوا وشنوا عليهم حرب شعواء عندما بدء نجم الوفد في‮ ‬الأفول

والناظر لتاريخ الإخوان لابد أن‮ ‬يلحظ قيامهم بسلسلة من التحالفات تعقبها خصومة أو‮ ‬غدر،‮ ‬فعلي‮ ‬الرغم من تحالفهم مع‮ (‬إسماعيل صدقي‮) ‬الذي‮ ‬قالوا عنه‮ "‬واذكر في‮ ‬الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد‮" ‬وذلك بعد أن منحهم ترخيص لإصدار صحيفة رسمية لهم في‮ ‬مايو‮ ‬1946،‮ ‬فقد انقلبوا عليه بعد فشل مفاوضات‮ (‬صدقي‮-‬بيفين‮).‬

وعندما قامت ثورة‮ ‬يوليو واطمئن الإخوان إلي نجاحها،‮ ‬بدأو في‮ ‬تأييدها والإنقلاب علي العصر الملكي‮ ‬وذلك من خلال بيانهم الصادر في‮ ‬ذلك التوقيت،‮ ‬وعلي الرغم من استثناء مجلس قيادة الثورة لهم من قرار حل الأحزاب في‮ ‬عام‮ ‬1953،‮ ‬واعادة الثورة لفتح الملف الخاص باغتيال‮ "‬حسن البنا‮"‬،‮ ‬وإلغاء الثورة لقسم البوليس السري‮ ‬وعزلهم ومحاكمتهم لـ‮ "‬محمد الجزار‮" ‬الذي‮ ‬كان معادياً‮ ‬للجماعة وكان من المشاركين في‮ ‬إغتيال‮ "‬البنا‮"‬،‮ ‬وعرضهم مشاركة ثلاثة من الجماعة في‮ ‬الوزراة أحدهم‮ "‬الباقوري‮" ‬الذي‮ ‬فصلته الجماعة بعد أن وافق المشاركة في‮ ‬الوزارة،‮ ‬الا أن الإخوان طالبوا بالتدخل والمراقبة لجميع قرارات مجلس قيادة الثورة وهو ما رفضه عبد الناصر‮.‬

وجاءت مواقف الإخوان معادية لتوجهات ومصالح ومكتسبات الجماهير التي‮ ‬ردتها لهم الثورة،‮ ‬فكانوا من أكبر المعاديين لقانون الإصلاح الزراعي،‮ ‬وزاد عداؤهم للثورة عندما أطلق مجلس قيادة الثورة حملة لتوحيد الأمة تحت مسمي‮ "‬الدين لله والوطن للجميع‮"‬،‮ ‬كما رفض الإخوان تأسس هيئة التحرير مبررين ذلك بأن وجود الجماعة‮ ‬يكفي،‮ ‬ولم‮ ‬يتوقف الإخوان عند هذا الحد،‮ ‬بل قاموا بعدة اتصالات بالإنجليز لضرب الثورة حيث قام كل من‮ (‬منير الدله،‮ ‬وصالح أبو رقيق‮) ‬باتصالات بكل من مستر‮ "‬ايفانز‮" ‬المستشار الشرقي‮ ‬للسفارة البريطانية والقاضي‮ "‬جراهام‮" ‬من السفارة البريطانية للتحالف معهم ضد مجلس قيادة الثورة،‮ ‬ووصل تواطئ الإخوان وتحالفهم ضد الثورة إلي درجة قيامهم بعمل تنظيمات داخل الجيش والشرطة لتجنيد عناصرهما للعمل تحت إمرة مرشد الجماعة،‮ ‬وعندما اكتشف عبد الناصر ذلك استدعي كل من‮ (‬خميس حميدة نائب المرشد،‮ ‬وسيد سابق‮ ) ‬لتحذيرهم،‮ ‬إلا أن الإخوان استمروا في‮ ‬ذلك النشاط التخريبي،‮ ‬وتابعوا نهج العنف في‮ ‬الجامعات،‮ ‬حيث هاجم شباب الإخوان أعضاء منظمة الشباب بالكرابيج والعصي‮ ‬وكسروا ميكرفوناتهم وذلك خلال الإحتفالية التي‮ ‬أقامها شباب الإخوان‮ ‬في‮ ‬ذكري‮ "‬المنيسي،‮ ‬وشاهين‮" ‬حيث أحضروا‮ "‬نواب الصفدي‮" ‬زعيم فدائيان إسلام الإيراني‮ ‬واستقبلوه بهتافات‮ (‬الله أكبر ولله الحمد‮) ‬فرد عليهم أعضاء منظمة الشباب‮ ( ‬الله أكبر والعزة لمصر‮)‬،‮ ‬وذلك بعد أن احتكوا معهم في‮ ‬البداية عند دخولهم للمشاركة في‮ ‬الإحتفال،‮ ‬ثم جاءت القشة التي‮ ‬قسمت ظهر البعير عندما حاول الإخوان اغتيال‮ "‬عبد الناصر‮" ‬في‮ ‬حادث المنشية عام‮ ‬1954،‮ ‬ومحاولاتهم لإحياء جهازهم السري‮ ‬بقيادة‮ "‬سيد قطب‮" ‬لاستئناف عمليات العنف مرة أخري سنة‮
‬1965
أما علاقاتهم بالسادات فقد جاءت سعياً‮ ‬منهم للحصول علي المزيد من الحرية ولإعادة اصدار مجلة الدعوة،‮ ‬وعودة رموزهم بثرواتهم الطائلة وذلك في‮ ‬مقابل استخدام السادات لهم‮ ‬في‮ ‬ضرب القوي اليسارية من ناصريين وشيوعيين خاصة في‮ ‬الجامعات والمصانع،‮ ‬وذلك بعد أن استشعر السادات خطرهم عليه عقب اعتصام‮ (‬الكعكعة الحجرية‮) ‬في‮ ‬عام‮ ‬1972،‮ ‬حيث أوكل السادات لكل من‮ (‬محمود جامع،‮ ‬ومحمد عثمان‮) ‬مهمة إنشاء تيار إسلامي‮ ‬في‮ ‬الجامعة تحت مسمي‮ "‬شباب الإسلام‮" ‬لذلك الغرض،‮ ‬واستغل الإخوان ذلك في‮ ‬استفحال وتوحش نشاطهم ونفوذهم فعملو علي ضم الجماعات الإسلامية لهم،‮ ‬واعتمدوا التلون والمراوغة في‮ ‬تصريحاتهم ومواقفهم،‮ ‬خاصة فيما‮ ‬يتعلق باتفاقية‮ "‬كامب ديفيد‮" ‬حيث صرح‮ "‬عمر التلمساني‮" ‬بأنه‮ ‬يؤيد مبدأ التفاوض مع إسرائيل وذلك رغم تصريحاته السابقة والمناقضة من رفضه وجود إسرائيل،‮ ‬كما رفض‮ "‬التلمساني‮" ‬تأييد الائتلاف الوطني‮ ‬المعرض لسياسات كامب ديفيد،‮ ‬منتقداً‮ ‬مقاطعة القادة العرب لمصر وللسادات عقب توقيعه للاتفاقية مع الكيان الصهيوني‮ "‬إسرائيل‮" ‬قائلاً‮ "‬علي القادة العرب تقديم بديل للسادات عن اختياره للسلمية‮"‬
ومع عهد‮ "‬مبارك‮" ‬بدأ الإخوان في‮ ‬تبني‮ ‬سياسة التغلغل في‮ ‬جميع المؤسسات من نقابات واتحادات وأسر طلابية وهيئات تدريس،‮ ‬ولقد تفننوا في‮ ‬المتاجرة بالشعارات الدينية كـ‮ (‬الإسلام هو الحل‮) ‬وسؤالهم للناخبين في‮ ‬انتخابات نقابة التجاريين عام‮ ‬1989‮ ( ‬هل ستعطي‮ ‬صوتك لله تعإلي‮ ). ‬

‮-‬3‮- ‬
لم تكن خطط التوغل وحدها هي التي اعتمدها الإخوان،‮ ‬بل لجأوا الي اغتيال معارضيهم وتعتبر قضية إغتيال رئيس وزراء مصر الأسبق‮ "‬محمود فهمي‮ ‬النقراشي‮"‬،‮ ‬من أبرز الدلائل علي الإرهاب الإخواني،‮ ‬فيورد الكاتب نص خطاب‮ "‬حسن البنا‮" ‬إلي الملك والذي‮ ‬راح‮ ‬يحرض فيه‮ "‬السراي‮" ‬ضد النقراشي‮ ‬في‮ ‬6‮ ‬ديسمبر‮ ‬1948‮ ‬مطالباً‮ ‬منه اتخاذ إجراء ضد حكومة النقراشي‮ ‬وعزلها عن السلطة لاتخاذها إجراءات سافرة ومتعسفة تجاه الإخوان،وإصدار الرقيب العام لأوامره بتعطيل جريدة الإخوان الرسمية،‮ ‬وعندما حول الملك الخطاب لـ"ابراهيم عبد الهادي‮"‬رئيس الديوان والذي‮ ‬حوله بدوره إلي‮ "‬النقراشي‮"‬،‮ ‬فتوجه‮ "‬البنا‮" ‬بخطاب إلي‮ "‬عبد الرحمن بك عمار‮" ‬وكيل وزارة الداخلية‮ ‬يبدي‮ ‬فيها استعداده للعودة بعمل الجماعة إلي خدمة الدين ونشر تعاليمه والبعد التام عن اي‮ ‬عمل سياسي‮ ‬وانهم‮ ‬يبتغون رضاء الحكومة،‮ ‬وانه في‮ ‬انتظار تعليمات النقراشي‮ ‬ويبدي‮ ‬رغبته في‮ ‬التعاون مع الحكومة،‮ ‬مديناً‮ ‬كل حوادث العنف التي‮ ‬تورط فيها مندسين انضموا إلي الإخوان‮.‬
ويدعم الكاتب تحليله بنص محاضر التحقيق مع المتهمين باغتيال النقراشي‮ ‬بالإضافة إلي بعض كتابات الإخوان عن تلك الحادثة،‮ ‬ففي‮ ‬حين أشار بعض الإخوان إلي عدم علم‮ "‬البنا‮" ‬بمقتل النقراشي‮ ‬وانها قد تمت علي‮ ‬يد عصابة منتمية إلي الإخوان بقيادة‮ "‬سيد فايز‮" ‬وهو المخطط الرئيسي‮ ‬للحادث والتلميذ النجيب لـ‮ "‬البنا‮"‬،‮ ‬فقد أكدت معظم كتابات الإخوان علي أن‮ "‬فايز‮" ‬لم‮ ‬يكن له أن‮ ‬يتخذ اي‮ ‬قرار‮ ‬دون علم البنا‮.

وفي أوائل التسعينيات قدم‮ "‬مصطفي مشهور‮" ‬خلال إجتماع قادة تنظيم الإخوان المقام في‮ ‬تركيا إقتراح تحت عنوان‮ "‬إعادة تقييم المرحلة الماضية من عمر التنظيم العالمي‮" ‬تستهدف تطوير التنظيم لتحقيق أهدافه،‮ ‬ولم‮ ‬يمض عام واحد علي إقتراح‮ "‬مشهور‮" ‬حتي كشفت أجهزة الأمن المصرية عن خطة أطلق عليها الإخوان‮ "‬خطة التمكين‮" ‬والتي‮ ‬عرفت إعلامياً‮ ‬باسم قضية‮ (‬سلسبيل‮) ‬في‮ ‬منزل قيادي‮ ‬الجماعة المهندس‮ "‬خيرت الشاطر‮" ‬والتي‮ ‬تقع في‮ ‬13‮ ‬ورقة فلوسكاب وهي‮ ‬تتعلق بكيفية إستيلاء الإخوان علي الحكم،‮ ‬من خلال التغلغل في‮ ‬مؤسسات الدولة الحيوية من نقابات وهيئات تدريس واتحادات طلابية وهو ما كان‮ ‬يتم بالفعل،‮ ‬بالإضافة لاستقطاب أقطاب المجتمع من رجال أعمال وفئات شعبية كضمانة لصعوبة تصدي‮ ‬النظام لهم،‮ ‬وكذلك إختراق كل من الجيش والشرطة،‮ ‬وأخطر ما تحمله الوثيقة هو ما تحمله بخصوص التعامل مع الغرب وخاصة أمريكا والتي‮ ‬توضح عمالة ودناءة الإخوان،‮ ‬حيث تنص علي أهمية إشعار الغرب وأمريكا علي وجه الخصوص أنه من صالحهم التعامل مع الإخوان عند تمكينهم من السلطة لأنهم‮ ‬يمثلون الإستقرار والإنضباط،‮ ‬وفي‮ ‬عام‮ ‬1995‮ ‬تم الكشف عن أول قضية عسكرية للإخوان والتي‮ ‬تم فيها رصد أول اجتماع لمجلس شوري الجماعة بالصوت والصورة وحصل فيها‮ ‬85‮ ‬متهم علي أحكاماً‮ ‬تتراوح من‮ ‬5‮ ‬إلي‮ ‬7‮ ‬سنوات كان من بينهم أعضاء الصف الأول بالجماعة‮.‬


عن "اخبار اليوم" القاهرية ...
06-07-2012, 12:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: "الإسلامويون" وخيانة "الوطن" ... - بواسطة العلماني - 06-07-2012, 12:24 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  بين الوطن والإنتماء Dr.xXxXx 16 2,106 07-05-2013, 03:46 PM
آخر رد: Dr.xXxXx
  عن العروبة والقومية وما يسمى تجاوزا "الوطن" العربي Sheshonq 1 623 03-05-2013, 07:11 PM
آخر رد: Sheshonq
  الإسلامويون، كمأساة الثورة السورية ! العلماني 9 2,776 11-30-2012, 03:40 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  الوطن والرابطة الوطنية خالد 10 2,172 02-27-2012, 06:14 AM
آخر رد: observer
  هذه سفالة وخيانة ترتكب باسم الشعب الفلسطيني observer 42 12,730 05-12-2011, 03:41 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS