السلام عليكم ورحمة الله

للإنصاف فأكثر الأخبار التي تعطي مثل هذه الصور لا أثق فيها ، فكما تعلمت أن التاريخ رواية ورؤية فالأخبار هي أيضاً رواية ورؤية، وأن أستبعد أن يحدث ذلك من نائب برلماني وفي طريقٍ عام، عوضاً عن كونه أحد كوادر التيار الإسلامي السلفي .

وما الذي يجبره كشخص أن يفعل أفاعيل الشمّامين هذه ومدمني المخدرات في الشوارع، أشعر بأن الخبر ملفق...فأنا أعرف جيداً تلك المنطقة ويستحيل أن يفكر شخص في ممارسة الفحشاء عند مدينة طوخ هذا لو كان هذا الشخص يريد أن يجعل من أفعاله فيلماً إباحياً، فالمنطقة بها عدة كباري يصعب بها الإنفراد، علاوةً على كون هذه المنطقة حية باستمرار وعلى مدار ال24 ساعة وما أدارك ما القاهرة الإسكندرية الزراعي، فأي مختل هذا الذي يفكر في شئٍ من هذا وهو يعلم أن هناك من سيكشفه؟!

ذكرني ذلك بحادثة حدثت في بلدتي منذ 20عاما حيث أقدم شاب على قتل والدته بالفأس وسط الأرض الزراعية، وما إن فرغنا من الدفن حتى فوجئنا بأن الخبر ينتشر في الأهرام والأخبار تحت عنوان..."يُهشّم رأس أمه بفأس لأنها طالبته بالإنفاق عليها"...لم يكن هذا الذي حدث إنما الحادث أن هذا الشخص كان مُختلاً عقلياً وكنا نعرفه ونعرف أمراضه النفسية ، وقد سبق أن فعل مثل هذا الأمر مع أخته ولكن مع تدخل الجيران تم إنهاء الموضوع..

الغريب أن الصحفيون الذين حرروا هذا الخبر في الإعلام لم ينتبهوا أن هذا الشاب يقبع الآن في مستشفى العباسية منذ هذا التاريخ أي منذ 20 عاما، وهذا يعني أن فبركة الأخبار قد تكون حلاً إما للخروج من مُعضلة تحريرية يُكملون بها الصورة، وإما أن تكون ذات هدفٍ ومغزى إما كيدياً ضد أحد الأشخاص أو الجهات، أو لتحصيل أمر ما كان هذا الأسلوب أحد الوسائل..ما دفعني للشك في صحة هذا الخبر ليس فقط تلك الصورة العامة المهترئة التي خرج علينا بها ذلك الضابط أو هذا الصحفي، إنما التوقيت هو أكبر عامل يجعل مثل هذه الأمور تحت منظار الشك والفحص.