{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
غسان تويني - في ذمة الله !
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #5
الرد على: غسان تويني - في ذمة الله !
في قاعة التحرير تلتمع عيناه
روزانا بومنصف

اذا كان لا مرد للموت يطاول كباراً مثل غسان تويني فالعزاء كل العزاء للبنان وكل لبناني عرف غسان تويني انه عايشه او عرفه او احبه او قرأ له. العزاء لأجيال اتيح لها ان تعرف قامة سياسية وطنية كغسان تويني وقيمة فكرية كغسان تويني وثروة ديبلوماسية وصحافية كغسان تويني ومقاوماً حتى اللحظات الاخيرة من حياته كغسان تويني في زمن عز فيه رجال الدولة والفكر والسياسة. ان تكون عرفت الاستاذ غسان او كنت من مدرسته المهنية والديبلوماسية فهو طموح راود كل انسان رغب في النجاح في لبنان وكان طموحه ان يكون من تلامذته وكثر كانوا من المحظوظين لانه كان يؤمن بقدرات الأفراد أياً كان موقعهم او طائفتهم، فتلمع عيونه لفكرة براقة يقولها شاب وسرعان ما يتبناه ويدعوه الى ان يكون من اسرة "النهار". حبه المبكر لناديا تويني الكاتبة والشاعرة جعله حساساً امام تفوق المرأة وقدرتها على ان تكون على سوية الرجل في الذكاء والعطاء، فكان سباقاً في الافساح في المجال امام المرأة الصحافية لأن تأخذ مكانها بسرعة من خلال "النهار" وعبرها وفيها، اذ كان معجباً بألمعيتها ومحفزاً لإعطائها أدواراً طليعية مفتخراً بها امام زوار "النهار" كي تكون وجهها، تماماً الى جانب تمثيلها وجه لبنان الحضاري والمثقف والتعددي والمنفتح. فالديموقراطية والحرية والمساواة لم تكن أبداً مبادىء غامضة او شعارات طنانة لدى الاستاذ غسان، بل كانت فعلاً ايمانياً يمارسه كما يمارس يومياته من دون ان يمنعه ذلك ان يكون متطلباً في المهنة الى حد لا يقبل اي مساومة في الموضوعية او في الدقة والاحتراف. فحين كان يطل على قاعة التحرير وهو كان يفعل يومياً حين عاد للاهتمام بـ "النهار" بعد اغتيال جبران، كان اول ما يبادرنا بالسؤال عما هناك من اخبار اليوم؟ فاذا كانت الاجابة ان لا اخبار اليوم والمقصود ان لا اخبار مميزة او بارزة فان حكم الاستاذ كان ليكون قاسيا لجهة ان محدثه ليس صحافياً وهو لو كان كذلك لما اجاب اجابة من هذا النوع لأن الخبر موجود دائماً في اي أمر.
كان هذا النوع من المسائل يقلقه ويزعجه كونه دليلا على تراجع الصحافة وكذلك الامر في حال رد صحافي على سؤال ما انه لم يقرأ بعد هذا الخبر او هذه المقالة لكي يناقشها. فعدم قراءة الصحف او متابعة الاخبار أمر لم يكن يتهاون الاستاذ غسان في شأنه ايضاً ايا كانت الذرائع، وكذلك الامر بالنسبة الى اخفاء معلومات او الاضطرار الى عدم نشرها كون الصحافي الذي ينام على خبر ليس صحافياً. لكنه اضطر الى التعديل في موقفه الاخير بعد الاغتيالات التي طاولت "النهار" خصوصاً مع اغتيال سمير قصير وجبران تويني، اذ ادرك بألم ان هناك محاولات قسرية لاسكات الكلمة وخصوصا كلمة "النهار" وما تمثله من حرية وديموقراطية وما تمثله في الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله بحيث لم يعد يضغط لأن تكتب "النهار" كل ما تعرف بعدما تغير الزمن بحيث لم تعد تحترم الكلمة كما في عز ادارته لـ "النهار ". ومع اقراره بأن "النهار" عرفت ضغوطات مؤذية لاسكاتها سابقاً قبل الحرب وخلالها، آلمه في العمق اغتيال سمير ثم جبران ولو كابر وعضّ على الجراح، فبدا أكثر تساهلاً وأبوياً حريصاً على صحافييه من دون التهاون في مهنيتهم وموضوعيتهم، علما ان صدور "النهار" في الاعوام الاخيرة وبعد اغتيال جبران خصوصاً بات في حد ذاته فعل ايمان مقترنا بسيادة لبنان ودفاعاً عنها وليس اقل من ذلك تماماً كما اقترن اسمها دائماً بحرية لبنان وتعدديته وحرية كلمته وديموقراطيته.
لم يزر اجنبي متنور لبنان من دون ان يبدأ زيارته بالتعريج على الاستاذ غسان في مكتبه في "النهار" لينهل منه ليس رؤيته لواقع لبنان السياسي حاضراً بل لاحاطة ماضيه وحاضره ومستقبله وكل محيطه العربي والاقليمي وصولا الى الرؤية الدولية التي كان نادرون في لبنان وعلى رأسهم غسان تويني قادرين على تقديمها. فهو بذلك كان المرجعية الديبلوماسية ووزيراً للخارجية بالاصالة والنيابة عن وزارة وعن سياسة خارجية لم تعد قائمة منذ اعوام طويلة. وهو كان المرجعية السياسية الحكيمة التي تحاول ان تنقل الى اجيال الحرب وما بعدها ثمار تجربة الاستقلال وبناء البلد من اجل اختصار المعاناة من دون طائل. وهو المرجعية الصحافية الذي حدد للصحافة عنواناً اصيلاً ومبادىء وأصول للمهنة هي جريدة "النهار" التي بقيت الأحب الى قلبه من بين كل المهن التي عشقها وقام بها كمفكر وسياسي وديبلوماسي.
العزاء لصحافيين وكتاب وسياسيين ان يكونوا عرفوا غسان تويني والعزاء الاكبر لمن عرفهم هو وقربهم منه وحادثهم وناقشهم وسألهم رأيه في مقالاته صباح كل يوم اثنين وما اذا كانوا يوافقونه الرأي ام لا او اكثر اذا ناقشهم في مقالاتهم او في افكار لكتابتها. قلة من الرجال كغسان تويني من يستمع لرأي الاخرين او يكون مستعداً لمناقشة افكاره واكثر ما كان يسعد اذا دخل عليه احدهم من اجل ان يعترض على فكرة او ان يقترح اخرى.
اختصرت الاعوام الاخيرة عصارة حياة غسان تويني فكان لنا شرف ان نستقي منها الكثير الذي يبقى لنا ذخراً لسنوات كثيرة مقبلة في "النهار" ويبقى حياً من خلالها. ظلمه القدر في حياته بمقدار ما أسبغ عليه نعمة وربما أكثر. لكنه لم يرحمه في الأعوام الأخيرة فحرمه الكلمة والتعبير اللذين كانا صنوان في حياته.
06-09-2012, 01:11 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة العلماني - 06-09-2012, 01:06 AM,
الرد على: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة العلماني - 06-09-2012, 01:11 AM
RE: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة vodka - 06-09-2012, 04:54 PM,
RE: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة Narina - 06-26-2012, 10:29 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غسان بن جدو هل يستأهل كل هذا الضجيج ...اعتبره مذيع وصحافي أقل من عادي بسام الخوري 4 1,424 05-25-2011, 08:04 AM
آخر رد: نوار الربيع
  صار عنا علي نور الله , وحجي نور الله وناقصنا عيسى نور الله بسام الخوري 2 1,698 12-02-2010, 12:14 AM
آخر رد: Free Man
Heart نايلة تويني christ ومالك مكتبي mouslem يتزوّجان «مدنياً» في قبرص بسام الخوري 3 3,705 07-29-2009, 02:49 AM
آخر رد: بسام الخوري
  غسان بن جدو - ضد التيار ...youtube بسام الخوري 4 1,041 03-22-2008, 06:36 PM
آخر رد: بسام الخوري
  ذكرياتي مع غسان تويني سيناتور 1 756 03-05-2008, 01:58 AM
آخر رد: سيناتور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS