{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
غسان تويني - في ذمة الله !
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #9
الرد على: غسان تويني - في ذمة الله !
لو سألناه هذه الأسئلة فماذا كان ليجيب؟
جمانة حداد

حوار افتراضي حقيقي واقعي مع غسان تويني مستلّ من كلمات كتبه ومقالاته:
أنا رجل سلام محارب وليس عليَّ أن أدافع عن نفسي لأني رجل التناقضات والمفارقات
اذا ما اجتمعنا غداً لنتحاور فأية حضارة نضع أوراقها على الطاولة
ينبغي الخروج بالديموقراطية اللبنانية من بازار المحاصصات الى مختبر لثقافة السلام
اطردوا "تجار الهيكل" الذين يتاجرون بحياة اللبنانيين وأرزاقهم وأمنهم وراحة بالهم

أستاذي الحبيب،
ما همّ أن تكون قد رحلت؟ فأنت لم تغب حقاً. ولن.
مذ وعيتُ على عالم الصحافة والثقافة والأدب، ومذ بدأتُ، طفلةً، تجاربي الأولى في القراءة والكتابة الأدبيتين، بينما ألتهم "النهار" وآدابها وثقافاتها التهاماً، وأنا مسحورة بكَ. ثم زاد انسحاري بعد انضمامي إلى عائلة "النهار" لخمسة عشر عاماً خلت.
أعرف أن مديحي لكَ اليوم، بعد رحيلك، ربما لن يزيدكَ كرامةً وأهميةً في عيون الناس. لكني، ما دمتُ، وعائلتي، نمدحكَ في القلب والعقل، فلِمَ لا أمدحكَ أمام متابعيكَ، وإن من بيتكَ "النهاريّ" هذا، بيتي، وعلى إحدى صفحات جريدتكَ.
لن يجرؤ أحدٌ، من صغار القوم، على أن يصف تحيتي هذه بأنها مجاملة.
فليس ثمة مطلبٌ لي عندكَ، ولا خدمة. وهذا جليّ لا لبس فيه.
بل عندما كان هناك توقٌ الى شيءٍ، لم يحصل أن دفعني عامل الاضطرار الى بذل أيّ جهدٍ، ليكون لي ما هو كائن. ولا أنتَ أفسحتَ لي، أصلاً، أن أضطر. كفاكَ أنك رأيتَ. ولمستَ. فوثقتَ. وقرّرت. وأعطيت.
هكذا عند الرجال الرجال: كرامة الأشياء تتحقق بذاتها، والحقوق تُعطى الى مستحقيها، بدون طلبٍ من هنا، وبدون تلبيةٍ و"تربيح جميلة" من هناك.
لذا، ومن أجل وضع الأمور في نصابها، فإن تحيتي هذه إليكَ، حيثما أنت اليوم، إنما هي من فعل القلب الحرّ الذي يتصرف على مزاج هواه، وإعجابه، وحنانه، وصدقه، وإن بعد طول صمت، بحسب الإناء الذي ينضح بما فيه.
أستاذ غسان،
ليس التهيّب هو ما أنظر به إليك فحسب. ما أنظر به إليكَ هو الحبّ.
مشاعر الحب والتهيب هذه، مقرونة بالاعجاب والتقدير والاحترام، بدون زيادة هنا، وبدون نقصان هناك، بدون مبالغة هنا، وبدون إجحاف هناك، كم يصعب، كم من النادر، أن يكيلها إنسان لرجل مسؤول، بل لصاحب مؤسسة، بل لصاحب مؤسسة إعلامية، في عالمنا العربي هذا.
فلكَ الآن، كما كان لك في سرّ القلب والعقل، منذ تلك اللحظة الأولى،
لكَ الآن خصوصاً، حين لا مطمع، ولا طلب، ولا شبهة غاية،
لكَ شعوري المتهيّب، مقروناً بالأسطرة والإعجاب والتقدير والاحترام.
ولن أنسى العرفان. وهو، أولاً وأخيراً، فعل حبّ.

***
¶ أستاذي، لنبدأ من "الجار" قبل أهل الدار، ومن الوضع الراهن الذي تشهده المنطقة. ما تعليقك على الفظائع التي يرتكبها الأخطبوط البعثي يوميا ضد شعبه؟
- حبذا لو كان لا يزال في وسعنا ان نستمر نحلم بأن يكون "الحكم السوري" يوماً وارث زنوبيا بدل ان يحوّل عاصمتها سجناً صغيراً عاصفاً ضمن "السجن العربي الكبير"، بل مركز "مقابر جماعية".
¶ هل هناك من حوار ممكن في رأيك مع النظام؟
- أول التخلف جهل الحقوق والتكبّر على الحرية ومكابرة اوطان الاحرار. فكيف ينجح حوار في ظل ارهاب فكري يشلّ لا العقول فحسب، بل القلوب والارادات الحسنة؟ "لا" للاستباحة المخابراتية التي عبثت بالدستور وسيّدت الاقزام على كرامة الشعب واستباحت حقوق كل انسان ومرّغت حرياته في الرمال المجبولة بالدماء. لا حوار في ظل الارهاب. ولا حوار كذلك مع وكلاء التفليسة السورية في لبنان...
¶ لكن "وكلاء التفليسة" هؤلاء، كما سميتهم، هم الذين يتولون الحكم الآن... والبلد من "فارط" إلى مفروط ما شاء الله...
- سلطة مقزّمة واجلة تحاول تغطية رعبها بكبير الكلام المتعنتر... لا نريد ان نعيد البحث في كيف وقع بعضنا، إن لم نقل أكثرنا، اسرى في الشرك الاسرائيلي، فصار "حليفاً موضوعياً" لعدوه، بل صار بمنزلة عدو ذاته. الفادح هو أن ليس للبيت اللبناني الآن سقف، ولعل من كان قد اؤتمن على بناء السقف هو الذي هدمه، فهدم من حيث لا يدرك السقف فوق رأسه هو كذلك. السقف الذي كان يجب ان يكون هناك لنستوي بأمانٍ في ظله، هذا السقف قد زال، لا سامح الله الذين هدموه، ولم يتركوا حتى حيطاناً نسيّج بها وحدتنا، ونؤسس عليها سقفاً جديداً لبيت جديد. لا بل بلغ العهر بالبعض حد التبجح بمظاهر الثراء، قصوراً وسيارات وشركات وشققا سكنية فخمة ثمنها بالملايين الخ... مطمئنين الى ان احداً لن يسألهم "من أين لكم هذا؟" وقت السؤال والحساب قد حان... ولو رحمة بالمال العام وأموال المكلفين و... بمناقب الأوادم من اللبنانيين!

غلمان القضاء المخابراتي
¶ وما ردّك على من كان يزعم بأن سوريا هي التي كانت تحمينا، وان قواتها دخلت بطلب من الحكومة اللبنانية آنذاك؟
- من السذاجة الاستمرار في الظن أن الحروب اللبنانية كانت "اهلية". كيف كان يمكن تمويل هذه الحروب لو لم تتدفق لشراء الاسلحة والذخائر والميليشيات اموال لعلّها إلهية المصدر، إن لم تكن نفطية... وتنتهي الحروب والمحاربون اكثر ثراء مما كانوا قبل الحرب! من المستحيل الظن ان نزاعا يمكن ان يكون داخليا او وطنيا في اي بلد في العالم عندما تتواجه على ارضه ثلاثة جيوش غريبة. ولا يقتصر هذا الوجود على القوات المسلحة النظامية: كان هناك الالاف من المتطوعين المزعومين المزودين أسلحة ثقيلة وتجهيزات اوتي بها من بلدان بعيدة وهي على اتم الاستعداد للقتال في سبيل اهداف بعيدة كل البعد عن مطالب الاصلاح سواء في الدستور او في النظام كما يدعى وزعم كأسباب جوهرية للصراع الداخلي. من جهة أخرى، كلنا صار يعرف - ومن لا يعرف بعد، فلأنه يستطيب الجهل ولا يريد الحقيقة - كلنا صار يعرف ان الجيش السوري لم يدخل لبنان لمجرّد أن الحكم اللبناني طلب منه ذلك. بل كان دخوله بعد "استشارة" (كي لا نقول استئذان او الاستحصال على تكليف) اميركا، التي بدورها استشارت اسرائيل. والوثائق والمذكرات الرسمية المنشورة شواهد لمن يريد ان يقرأ.
¶ وماذا عن الذين يزعمون، عن جبن أو عن اقتناع، بأن لا علاقة لسوريا بجريمة اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري؟
- اذا سلّمنا جدلاً بأن سوريا ليست هي المسؤولة عن الجريمة، أفليست هي المسؤولة نعم، نقول "مسؤولة" ونؤكد، عن العجز عن العلم بها، حتى لا نقول العجز عن منعها؟... فيأتي غلمان قضائها المخابراتي يبتكرون لنا حكايات جاسوسية سخيفة يريدوننا ان نصدّقها؟ أغرب ما نستغربه بل ونستنكره، ان يتصرّف هؤلاء الغلمان ومن اليهم تصرف المرتكب الخائف من اكتشاف امره، في حين ان الاطمئنان الى براءة سوريا يجب ان يحدونا الى قبول تحقيق دولي موثوق به يثبت هذه البراءة.
¶ هل ترى سوريا ديموقراطية بعد انهيار النظام؟
- نعم، فالديمقراطية لا يحسن بناءها والدفاع عنها سوى المواطنين الأحرار، لا "رعايا" جاهلية متقوقعة في العقائديات... وبواسطة نظام ديموقراطي يطهّر المجتمع من رواسب الأنظمة الأمنية (بل الميليشيوية – المافيوية) ومثيلاتها في المعارضة الدائمة القلق التائهة بعيداً عن العقل الحرّ.
¶ لكن هناك أجيالا كبرت وهي ترضع الاستبداد، والتحول في عقليتها وسلوكياتها لا يمكن ان يتحقق بين ليلة وضحاها. فهل الديموقراطية ممكنة من دون ديموقراطيين؟
- ليس المهم الشكل انما الثقافة والقيم والمثل ورؤية الدولة الديموقراطية لأن الديموقراطية "لا تفرض من فوق".

المطلوب عروبة القرن الحادي والعشرين
¶ في الحديث عن "الشكل"، نحن اليوم لدينا، في الشكل، جامعة عربية لا تجمع بين اعضائها سوى الخطابة الفارغة. أما آن أوان لانتقال هذه المؤسسة إلى الجوهر، أي من حال "مكانك راوح" الى حال التقدم العملاني؟
- فعلاً، صارت الجامعة في حكم غير الموجودة، طالما عجزت عن اتخاذ قرار في حرب 2006 وتركت المقاومة اللبنانية تنتصر وحدها. وكذلك عند اجتياح لبنان عام 1982، كانت الجامعة بمثابة "شاهد الزور" ولجأ لبنان الى قلع اشواكه بنفسه وذهب الى الامم المتحدة من دون وفد عربي ولا من يحزنون! ينبغي ان تعترف الجامعة العربية أيضا بأنها صارت غير صالحة بميثاقها الحالي لانقاذ غزة، علما ان القضية الفلسطينية كانت شغلها الشاغل منذ تأسيسها... كنا كل مرة ننكبّ على المعالجة نتقهقر بسبب عجز اجهزة الجامعة، كاتفاق القيادة العربية الموحدة الذي لم يطبّق ولا مرة. على الدول العربية أن تثبت أنها قادرة على سلوك طريق "الاجراءات غير المسبوقة" وبسرعة لا سابق لها، من غير الغرق في الشكليات وما كان يعرف بالجدل البيزنطي وصار أحرى أن يوصف بـ"الجدل العروبي"!
¶ وما الحلّ؟
- أدعو الجامعة العربية الى مؤتمر "نقد ذاتي" وراء ابواب مقفلة من دون مزايدات، حتى اذا ما حددنا اسباب الفشل العربي تصدينا لمعالجتها بروح علمية وعملانية، بمن يوافق، ولو ادى ذلك الى تعديل ميثاق الجامعة وهكيلياتها. المطلوب الآن من الجامعة، وبحاجة ماسة، التخلي عن عروبة ادبيات القرن التاسع عشر. المطلوب عروبة القرن الحادي والعشرين، بكل ما تحقق في العالم خلال قرن ونصف قرن او قرنين، بما في ذلك الثورة الالكترونية، ومتطلبات الانماء المتكامل وحقوق الانسان والتحديث الاقتصادي الخ...
¶ ثمة حاجة الى ثورة ثقافية إذاً...
- طبعاً. ما لم نفعل ذلك بثورة ثقافية، فإن الارث العربي مهدد في اصوله، ما سيحول دون تقدم الانسان العربي الى مصاف المجتمعات التي نحن مدعوون للتعامل معها بمساواة في المعرفة والقدرات او تأكلنا وثرواتنا ولا يحمينا تاريخ ولا عقائد موروثة من عهود بالية. سيظلّ العرب نائمين في حالة سبات رومانسي ما لم يستيقظ العقل ويخرج من السجن العربي الكبير. وعندما نطلق الانسان العربي العاقل من الأسر الببغائي يصبح بإمكاننا أن نتجاوب مع العالم الذي ينتظر منا حلولا لأزماتنا لا بكاء على الأطلال.

العلمانية هي الحصن
¶ لننتقل الى موضوع الدين: أنت مؤمن كبير...
- نعم. وقد جئت إلى الإيمان من طريقين مختلفين. عبر الفلسفة التي درستها في هارفرد وقد حددها أرسطو بأنها البحث عن الأسباب الأولى والمبادئ الأولى. أما إدراك السبب الأول فيقوم على إطلاق الفكر الفلسفي لا ليجعل منك إنسان إيمان، لكن ليقولب فيك حالات مؤاتية. بصفتي طالب فلسفة كنت بثقافتي مقتنعا بوجود الله. كذلك رافقتني صور القدّيسين طوال حياتي، وكلما تقدّمت في السن أحسست بوجودها أكثر. أتحاور معها كلّ يوم كما أتحاور مع صور مرصوفة على مكتبي في جريدة "النهار"، لأحبة انتزعهم مني القدر، بطريقة بربرية أحيانا: والدي جبران ووالدتي، وصور ولديّ جبران ومكرم، ووالدتهما ناديا وابنتنا نايلة، أكلمهم عبر تلك الصور ويكلّمونني، وأكشف لهم عن مكنونات قلبي.
¶ لكنك ايضا من أشدّ المنادين بالعلمانية...
- من دون شك، لأني مقتنع بأن "فصل الدين عن الدولة" هو المبدأ الإنقاذي لبلادنا العربية كلها، بدءا من لبنان ووصولا إلى المغرب. وأفصّل: العلمانية هي الحصن ضد ترسخ الهويات الدينية - ولا أقول الطائفية فقط - على النحو الذي يهدد المجتمعات المتعددة الأديان بالتفجر، بل يهدد الأديان بالجاهلية، فضلا عن التوسّل بالطائفية للتستير على الفساد وكل الآفات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تستمر تتجذر في مجتمعاتنا بشكل سيؤدي حتما إلى الانهيار البنيوي، فضلا عن التقهقر الإنمائي. وهذا وضع "ينادي" الاستعمار و"يمهد" له الطريق.
¶ ماذا يحقق عمليا تطبيق فصل الدين عن الدولة؟
- هو يقيّم بداية الزواج المدني، فيصير يستحيل تقسيم "العائلات الروحية" التي يتألف مجتمعنا وتتألف دولنا من تعددها، إذا تزاوجت هذه العائلات. وتسقط باعتماده قواعد هيمنة السلطات الطائفية المتحصّنة بمنافع تشريعات صارت بالية. "فصل الدين عن الدولة"، ايضا، يمنع انتساب العصبية السياسية، عصبية حكم كانت أم عصبية مواطنة وتحزب، إلى الدين، ولو كان واحدا في الدولة، فتزول هكذا الأولويات الدينية والمزايدات في التحزب لله والإنفاق، اسميا ووجاهة، في سبيله، حتى على الإرهاب... إن هذا المفهوم لا يعلمن الدولة فحسب، بل تصير معه الكفاءات، لا المحاصصات الطائفية والمحسوبيات، هي قواعد الإدارة والتعليم والتنمية...
¶ وهكذا تنتفي بعض الحجج التي يستخدمها الغرب المتحيّز ضدنا...
- تماما، اذ تزول مسوغات تسلط إسرائيل، وتسقط "الصليبية" الأميركية كموقف "مدينة على جبل"، وفي آن معا، كاتهام مفتعل للحرب ضد الإرهاب والحرب المضادة لها... وقد يسود الاقتناع إذذاك بأن الله، ما دام واحدا أحدا، فليس ثمة ما يحلّل تعدد أحزابه، ولا ثمة ما يجيز للبعض احتكار إيمانه وتحزيبه، أو تسييس قدّيسيه، فيستحلّون الدفع بالآخرين إلى جهنم لأنهم منعوا من الإيمان أو قتلهم جهادٌ كان باطلاً فقاتلوه.

الأساطين والتفويض
¶ ما دمت أتيت على ذكر الله ومَن يحتكر تحزيبه، ما موقفك من إعلان "حزب الله" الحين بعد الحين أنه "ملتزم" الاستمرار في المقاومة حتى تحرير القدس وكل فلسطين؟
- هل في وسع أساطين "حزب الله" أن يقولوا لنا كيف يمكن الوصول إلى القدس ثم غزة من غير تحرير الجولان أولا، والجليل كذلك؟ ولو للمرور على الطرق؟ وما هو موقف الجمهورية العربية السورية من ذلك؟ والأردن؟ وما هو موقف السلطات الفلسطينية والمنظمات المعنية؟ أم أن "حزب الله" يعتبر أن له تفويضا "شرعيا" للتصرف بخريطة سوريا وفلسطين بمعزل عن أهل السلطة الشرعية فيهما؟ في هذا الاطار، نحن نؤكد وبإصرار ثقتنا بالجيش اللبناني، وقدرته على مواجهة العدو والتصدي له ببطولة والانتصار (لا على "حماية حدوده"!!!) عندما يعطى التعليمات وتهيئه قيادته لذلك لا بالتسليح فقط، بل بالعقيدة العسكرية والمناورات والثقة به، وحسن اختيار قياداته وخصوصاً عدم اخضاعه لما خضع له طوال فترة حراسة الجيش السوري لاستقرارنا...
¶ أصلاً، احزابنا معظمها أفلس، كي لا نقول كلّها...
- أفلست وأدت قسطها للعلى، وآن لها ان تنام على ماضيها. ليست ثمة هيكلية ديموقراطية في متناولنا لتأمين "تداول السلطة" اليوم، غير تجربة جيل انتفاضة "استقلال 2005". فلا تتركوا هذه التجربة تتحول سجنا عربيا آخر، تموت فيه احلام جيل طالع، في انتظار ان يأتي جيل آخر يكرر الاحلام ذاتها ويصطدم بديمومة، بل "ازلية" الاتجار بالسياسة على حساب الدين، وتحويل ثراء تنوعنا الديني بضاعة كاسدة في سوق عكاظ لا يبقى منها للتاريخ الا بلاغة السخافة وفكاهة السذاجة، أو تحوّل "اليقظة الدينية" العامة الى مظهر من مظاهر السأم واليأس، يسهل اذذاك توظيفها في اشكال الارهاب المتبرعمة في عالمنا العربي "من المحيط الى الخليج"!
¶ ذكرت جيل انتفاضة 2005: هل من حسرة حيال 14 آذار؟
- 14 آذار كان تجسيدا وتمثيلا لـ"الحالة الثورية" التي تمددت منذ 14 شباط وتجذّرت في مخيمات ساحة الشهداء. الحاجة الآن هي الى البحث في البديل. أي البحث عن استئناف مسيرة 14 آذار بصورة عملية و"تاريخية التطلّع"، تنظر الى التاريخ المقبل علينا وربما بمزيد من العواصف، إنما تتذكر كذلك ان "النظام" الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو اياه الذي كان قد اغتال، بامتداداته ومحالفاته الموضوعية، الشهيد الأول كمال جنبلاط، ثم نقيضه – حين الاعتدال – الرئيس بشير الجميل! ثم حاول هذا "النظام" الكثير من الاغتيالات التي احبطتها "العناية" او الصدف او انقذنا منها "المقدر" وكان ابرزها اعجوبة مروان حماده التي يجب ان تستمر في الذاكرة الوطنية، صورة تغلّب الاستشهاد على الموت!

فلنتحدَّ أنفسنا
¶ كل هذا القتل... أمعمّد بالدماء هو لبنان الغد؟
- لا... انما استذكار الشهادات هو محاولة غسل الانقسام الذي يبدو، الحين بعد الآخر، كأنه كامن ومستمر، باستذكار وتجاوز حمّامات الدم التي ندر ان غرق في مثل غزارتها شعب في مثل حجمنا الصغير. وفي نهاية مطاف الذاكرة، ربما اكتشفنا، من غير حاجة الى الاعتراف، ان طوني فرنجية وداني شمعون ورشيد كرامي والرئيس رينه معوّض والمفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح وضباط صربا وسواهم... كانوا كلهم حلقات في السلسلة غير المنظورة وحدتها، وانهم كانوا بدائل معارك واجتياحات ضاقت بها خريطة لبنان، فتبدّلت وسائل الحروب باغتيالات.
¶ كيف يمكن أن ننقذ ثورتنا من تحولها "سجنا عربيا" آخر، على قولك؟
- فلنتحدَّ أنفسنا، ولنتَّحد الآخرين، ونرى ما اذا كنا نستحق القفزة الديموقراطية. الحاجة الآن ملحة الى الكثير من العقلانية والموضوعية، ليس فقط لاستخلاص العبر والمغازي، بل الاستعداد لبناء ديموقراطية جديدة. المليون متظاهر لم يكونوا فقط الشبان والشابات الذين اعتصموا في المخيمات، كانوا كذلك، بل كانوا خصوصا كل الذين لم ينتظروا جلاء جيش الحكم السوري المخابراتي للتظاهر والهتاف، وعناق بعضهم البعض في ظل علم واحد غير طائفي ولا حزبي، هو ذاته العلم اللبناني الذي رسمه جيل اجدادهم على ورقة دفتر مدرسة وعلقوه على مبنى البرلمان والسرايا بالقوة، مكان علم الانتداب الفرنسي... وهذا ما يبدو اننا عجزنا عن تدريسهم تاريخه حتى يفتخروا به ويفاخروا العالم بأن شروقهم الديموقراطي لم ينبت من العدم، ولا جاء "مجوقلا" مع جيش تحرير انقلب احتلالا... انما هو احياء لإرث هدره "الطائفيون" ومن مثلهم من مفسدي الحكم والوطن قبل ان يقمعه "البعثيون" وحلفاؤهم الميليشيويون المافيويّون من احزاب تحوّلت دكاكين متاجرة بمقدسات السياسة وعقائدياتها.
¶ ما المطلوب اليوم في سبيل تحقيق ذلك؟
- المطلوب هو حكومة تفهم حقيقة ما حصل في لبنان وما هو حاصل في المنطقة والعالم، فتخاطب "المواطن الجديد" بل "المجتمع السياسي الجديد" – كي لا نقول "الشعب الجديد" – الذي نشأ من الانتفاضة الاستقلالية مطالبا بدولة وبحكم جديد، يستعيد "الحرية والسيادة والاستقلال" حتى تستقيم المؤسسات التي كان قد مزّقها ودنّسها "الحكم الأمني" بل المخابراتي – المافيوي "الشقيق"! ثم ملاحقة هذا الحكم ومعاقبة المسؤولين عن فضائحه وارتكاباته وجرائمه. المطلوب ايضا ملاحقة المسؤولين، لا عن الجرائم الأمنية فحسب بل عن ارتكاب الفضائح المالية وتغطيتها ماليا ومصرفيا وقضائيا، وصولا الى تطبيق قانون "من أين لك هذا" الذي تكاثرت في وسائل الاعلام المعلومات والوثائق التي يصحّ اعتبارها "إخبارات" يمكن ان تنطلق منها الملاحقات القضائية، أيا تكن الرؤوس التي ستدحرجها هذه الملاحقات. إذا لم تثر البلاد اليوم فهي ستثور غدا، عندما يضعف القوي.
¶ هل ترى علاقة بين ثورة الأرز والثورات العربية الحالية؟
- طبعا. رسالة الحرية التي انطلقت من لبنان لا تتوقف عند حدود مكانية ولا "زمنية"... التاريخ، تاريخ الحرية بنوع أخصّ، كيان حيّ مستمر. والحبل على الجرار.
¶ لكن تلك الثورات تحمل معها خطر التطرف الإسلامي، ما يعزز بدوره حجج الصهيونية...
- ان الارهاب وليد "ثقافة اليأس" تشعلها النيهيلية. استقرار الكيان الحواري هو، لا جمهورية التطرّف الاسلامية، الوسيلة المنطقية لالغاء الصهيونية من الخريطة العقائدية والقومية، ومعها الارهاب الذي استحدثته لانشاء دولتها "العبرية" فاذا بالارهاب العربي – الاسلامي الذي نشأ لمحاربة اسرائيل يجيء خيال تقليدٍٍ دون الأصل الصهيوني فاعلية، باستثناء التخريب الذاتي الذي بلغنا نحن قمته، في حين تحاشاه الارهاب الاسرائيلي. لأجل ذلك ثمة حاجة الى نهضة اسلامية، الى حوزات تقول "نعم للحرية، للعدالة، للديموقراطية" وتدعو الى مشاركة ديموقراطية بين كل المسلمين والمسيحيين. وإن ننسَ فلا ننسى أن التفوق اللبناني، في المحيط الشرقي برمّته، هو في "ثقافة السلام" الخلاّقة، وليدة التعايش التعددي، وتعددية المناهل الفكرية والآفاق الاستشرافية. بينما الدول العربية الاخرى تحوّلها عقائديتها نسخاً اسلامية مشوّهة للدولة العبرية.

من جاهد في سبيل الشعب لا يستثمر الشعب
¶ لكننا لسنا بأفضل حالا... وضعنا اللبناني كارثي أيضا، وكثر يتحدثون عن طيف الحرب من جديد...
- ما اشبه اليوم بالبارحة! سوريا تريد، وقد أعلن ذلك رئيسها، خلق اضطرابات في لبنان تُضعف حكمه. ليس الاستقلال أن تجلو الجيوش الأجنبية عن أرض الوطن، وأن تقوم في البلاد سلطات تتستر وراء شكليات الشرع. ليس الاستقلال أن نقول للجماهير كلما استيقظت: لقد حلنا دون صيرورة هذه البلاد مقرا للاستعمار. وضعنا كارثي لأن البلد الذي يستعبد فيه الحكام الشعب، وتهدر فيه الحقوق وتداس القوانين ليس بالبلد الحر. من اضطُهد في سبيل الحرية لا يضطهد الأحرار. من جاهد في سبيل الشعب والوطن لا يستثمر الشعب والوطن، بل يحب الشعب ويتألم مع الشعب ويعمل جاهدا في سبيل إسعاد الوطن. مَن جاهد في سبيل الشعب وحريته يعرف تماما أن غضبة الشعب لا تداوى بالإرهاب، وثورته لا تقمع بالقوة! أما الذي يجعل الإرهاب سبيله إلى السيطرة فإنه يتنكر للحرية، يستعبد الشعب، ويوجد هوة بين الشعب وحكامه فلا يبقى بجانبه غير الخانعين الذين لا كرامة لهم ولا عزة...
¶ أشعر أنك تتقصد زعيما معينا في كلامك...
- بل أتقصد فئة في البلاد سكرت بالحرية والاستقلال، وهي لا تعرف لهما معنى. لقد اكتفت تلك الفئة بالتغني بالحرية وبتمجيدها. لكنها لم تفعل شيئا في سبيل حرية لبنان، بل تآمرت عليه مع الذين يريدون استعباد الشعب، لأنها خدرت هذا الشعب بالألفاظ الطنانة الرنانة، وبالأقوال والرموز الخلابة. كفى الشعب اللبناني سماع الكلام الخشبي الفارغ الذي لا يشبع العقول (ولا البطون الجائعة خصوصاً) والشعارات البلهاء التي تدعو الى السلام كلاماً وتنتهي بالحروب واقعاً!
¶ في ظل هذا التخدير المتزايد، هل يؤذن لنا بالحداد على الديموقراطية اللبنانية؟
- يجب ان نستمر نأمل في غير ذلك. يجب أن نأمل في انفتاح المجتمع الدولي على رؤية تحييد لبنان كمختبر لثقافة السلام القائمة على حوار الحضارات والاديان، بدل الاستمرار مع البعض في الحنين الى حروب عبثية نتمنى ألا تحدث، ولو كان حدوثها هو ثمن اقتناعنا مرة واحدة أخيرة بأنها كلها كانت وتبقى حروباً عبثية، ومن أجل الآخرين لا خير منها للبنان سوى البهورات التي لا تبني مجتمعاً متماسكاً ولا تستر عورات الأزمات الاقتصادية المطلّة إلا من حيث مردود حروب الآخرين على ممتهنيها... الذين قد يفرحون، كما الأولاد بألعاب الأعياد، بعدد الشهداء على جانبي الطريق!
¶ لا يسعني إلا أن اتساءل: أين لبنان الآن من رسالته في أن يكون مختبراً تلاقي الحضارات جيلاً بعد جيل، وتعايشها وتلاقحها وتناميها؟
- ينبغي الخروج بالديموقراطية اللبنانية من بازار المحاصصات الذي حوّل الوطن المستنير ودولة التميّز "سوق نخاسة" تباع فيها أرقى الطموحات واجمل الاحلام بارخص الاثمان. اذا ما اجتمعنا غداً لنتحاور، فأية حضارة نضع أوراقها على الطاولة، بينما نلف وندور ونمضي نستوحي مصادر الاستبداد ومدارسه والسيادات، وكأننا، لفقداننا الفة الحرية حيناً، صرنا عن حقوقها وجوهرها وكلمتها الفصل غرباء في كل حين! يتكلل فشلنا في اننا، بدل الحلم بالغد النيّر، نعبّد الطريق الى المستقبل بتبادل الاتهامات ونسج أحابيل المؤتمرات، وكأنها خيوط عنكبوت نهوى اسرها لنا، بل نستدرج هذا الأسر... بينما "الخليج" الذي كان اسير الرمال صارت رماله حدائق غناء وصحاريه معارض التعمير...

التغيير من الجيل الجديد
¶ كيف تتحقق نهضة هذه البلاد المرهقة إذاً؟ هل من أمل؟
- لا يمكن أن يكون التغيير تطلعا، كالحنين، إلى الوراء. إذا: التغيير من الجيل الجديد وإليه، آخذين في الاعتبار، في استقراء تطلعاته والتوجه إليه ثم توجيهه نحو النهضوية، تغيّر البنى المجتمعية نتيجة تراكمات سبعين سنة من الأحداث الجسام في بلادنا وعالمنا العربي، وأهمها الحروب والثورات والانقلابات، الحلال منها والحرام، الهدّام منها قبل البنّاء... فضلا عن المتغيرات العلمية والثقافية التي طوّرت كل شيء، من أساليب المعرفة وأدواتها إلى آفاق القدرات الإنسانية. نظرتنا إلى الماضي يمكن أن تكون جمالية تعبّدية، ولكن تطلعنا إلى المستقبل يجب أن يكون عقلانيا نقديا موضوعيا، يسرّع الحركة كسرعة التطوّر الذي يجرفنا، أقواما وجماعات وأفرادا. إن أي نهضة يجب، ولا شك، أن تستمر تحترم الأجيال والقيادات التاريخية والرجال التاريخيين، ولكنها لا يمكن أن تكون نهضة تغييرية إذا لم ينتقل زمامها إلى ذوي عقلية الجيل الجديد القادرين على التعامل مع بنيته النفسية.
¶ إلى أين من هنا إذاً؟
- الى لحظة تأمّل تاريخي، بل عقلانيّ ونقديّ، نعترف عندها بأن لبنان هو طوائف، ولكن تعددية طوائفه يجب الا تسلك طريق الحروب القبلية... فالطوائف ليست قبائل – ولا هي ميليشيات خصوصا – بل عائلات روحية يجب ان تظل تسكنها محبة الله الواحد الأحد، وان تثري واحدتها الأخرى بمثل روحانية القديس اوغسطينوس (الفينيقي) وشعر الصوفيين الاندلسيين. نعم، نريد ان يسكن الحب، بل المحبة قلوب وعقول العائلات الروحية التي تكوّن لبنان... المحبة، لا الغضب ولا العنف، فالحروب على اشكالها – وأبشعها "الطائفية" ولو تصنّعت المسالمة او الدفاع عن "الحقوق" التي هكذا تهدرها الحروب...
¶ كثر يقولون ان لا مستقبل للمسيحيين في الشرق...
- ينبغي لنا أن نتذكر أن كلمة العروبة هي عبارة ترمي إلى التمييز بين الإسلام والعرب. وهي تسمح بالتذكير بأنّ العرب ليسوا جميعا مسلمين. فالكثير من العرب كانوا في الأساس مسيحيين قبل أن يعتنق بعضهم الديانة الإسلامية. وهذا ما نوّه به القرآن الكريم. كما أنّ المسيحيين العرب لا يمكنهم الإحساس بأنّهم بعيدون عن إيمان إخوانهم المسلمين. وفي ذلك مشاركة تبدو جليّة. وكما ذكرت سابقا، لبنان هو تحديدا مكان التّعبير عن هذا الحوار الذي يتجاوز الانقسامات الطّائفيّة.

اتركونا وشأننا
¶ غسان تويني من أنت؟ مفكّر أم صحافي أم فيلسوف أم سياسي؟
- أنا رجل سلام محارب.
¶ كيف تفسّر هذا التناقض؟
- هل عليَّ ان ادافع عن نفسي لاني رجل تناقضات؟ ولدت في بلد هو في نظر العالم نقيض في حد ذاته. فلعل ذلك هو ما افعم حياتي وأفعالي وكتاباتي بهذه المفارقات.
¶ كثر فسروا كلامك في مأتم ابنك الشهيد جبران تويني بأنه تبرئة للقاتل، عندما قلت: "فلندفن الاحقاد والثأر. كفى دماً". ما ردّك؟ هل كنت في تلك اللحظة تغفر لهم لأنهم "لا يدرون ماذا يفعلون"؟ هل كان رجل السلام أقوى من المحارب آنذاك؟
- أنا لم أبرئ أحدا بل كنت أدفن ابني القتيل. هذا كل شيء. يعود الآن للمحكمة الدولية ان تكشف ظروف قتل ابني والفاعلين والمحرضين. هذا ما أريده، ويريده كل اللبنانيين.
¶ ماذا يريد اللبنانيون أيضا؟
- يريد اللبنانيون ان يتركوا وشأنهم، ان يستعيدوا وحدتهم، ان يعيشوا بسلام، ان يدفنوا موتاهم ومعهم خلافاتهم وان يكونوا احرارا في اقامة حكمهم.
¶ هل من وصية/ وصايا اليهم؟
- حذار الاستزلام وحذار الاستقواء بالمستزلمين. ان هذا كمن يبحث عن القوة عند الضعفاء، فيزيد بهم ضعفه ضعف. أضربوا الفلول بيد من حديد ولا تستأذنوا أحدا... اطردوا "تجار الهيكل" الذين يتاجرون بحياة اللبنانيين وارزاقهم وأمنهم وراحة بالهم...
¶ أترى هذا يكون حلم ليلة ربيع؟
- ربما... ولكن من قال انّ الاحلام ممنوعة؟ لا احلام ممنوعة حين تتوافر ارادة تحقيق الحلم وواقعية التصميم.

joumana.haddad@annahar.com.lb
06-09-2012, 01:14 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة العلماني - 06-09-2012, 01:06 AM,
الرد على: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة العلماني - 06-09-2012, 01:14 AM
RE: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة vodka - 06-09-2012, 04:54 PM,
RE: غسان تويني - في ذمة الله ! - بواسطة Narina - 06-26-2012, 10:29 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  غسان بن جدو هل يستأهل كل هذا الضجيج ...اعتبره مذيع وصحافي أقل من عادي بسام الخوري 4 1,325 05-25-2011, 08:04 AM
آخر رد: نوار الربيع
  صار عنا علي نور الله , وحجي نور الله وناقصنا عيسى نور الله بسام الخوري 2 1,598 12-02-2010, 12:14 AM
آخر رد: Free Man
Heart نايلة تويني christ ومالك مكتبي mouslem يتزوّجان «مدنياً» في قبرص بسام الخوري 3 3,510 07-29-2009, 02:49 AM
آخر رد: بسام الخوري
  غسان بن جدو - ضد التيار ...youtube بسام الخوري 4 960 03-22-2008, 06:36 PM
آخر رد: بسام الخوري
  ذكرياتي مع غسان تويني سيناتور 1 681 03-05-2008, 01:58 AM
آخر رد: سيناتور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS