المقال يفتقد تماماً للمصداقية، إذ كيف يستطيع أن يرصد نبض الشارع في بلد تحكمه قبضة أمنية عنيفة. أما مشاهداتنا في الداخل فهي أن النظام لديه شعبية فعلاً ولكن لدى جزء من الطائفة العلوية وحسب أي أقل من 10 بالمائة.
والمخطط أعلاه يقترب أكثر من الحقيقة.
الأسباب الكامنة لعدم سرعة الحسم في الثورة السورية لا علاقة لها بموضوع الطائفية بشكل مباشر في سوريا (مع أن لطائفية النظام دور في تجييش وتحشيد العلويين في صفه) وإنما ناجمة عن أمرين أساسيين، أولهما وأهمها مقدار العنف الأمني للنظام فهو من أشد الأنظمة القمعية شراسة وضراوة ودموية ويعتمد أسلوب الانتقام الثأري ليس من المعارض وحده بل أهله ومقربيه إنه شبيه بالأنظمة الفاشية والنازية. والسبب الثاني عدم وجود رغبة دولية بإسقاط النظام حماية لأمن إسرائيل التي تخشى من تغير لنظام تعرف التعامل معه مقابل نظام جديد سيكون على الأغلب معادياً لها.
لقد قلتها منذ الشهر الرابع للثورة، لا حل إلا بتحول لعسكرة الثورة والحسم العسكري، ومن يعتقد بوجود حل سياسي للأزمة السوري فهو واهم تماماً، لأن لا أرضية متوفرة لهكذا حل ولا يمكن لأحد توفيرها ولا حتى القوى العالمية، فالنظام يعرف تماماً أنه سيسقط في اليوم التالي لقبوله بأي حل سياسي، فوجوده قائم على إيهام الشعب بأنه حكم إلهي لا يتنازل قيد أنملة لأي كان بما في ذلك شعبه، ولقد رأينا ذلك في طريقة وضع دستور أسوأ من الذي قبله، والخطاب الأسدي الأخير للبطة، بالإضافة للحكومة المزمع إنشاؤها حالياً والتي وكلها لوزير سابق وبعثي عتيد.
الجيش الحر هو الأمل الوحيد، والحسم العسكري هو الحسم الوحيد المتوفر.

تحياتي