(06-12-2012, 10:02 AM)بهاء كتب:  أنتم على فكرة ظالمين النخبة المصرية - على الاقل أغلبيتهم , نظرتكم ليهم عبارة عن لؤلؤة تاج مصر الفكرى واللى مفروض فى المرحلة الهامة والحساسة يمثلوا ضمير مصر والناظرين الى مستقبلها. ألا انهم فى حقيقة الأمر وكما ظهر جلياً شوية ناس معقدة , عندهم عقد نقص أهتمام وتحالفاتهم مع المعارضة قبل عصر نكبة 25 يناير كان على شاكلة " خالف تٌعرف ". بعد الثورة وألتفاف كثير من الشباب حواليهم بسبب ما كسبوه من شرعية من مخالفة نظام الحكم , جعل منهم كالطفل الماسك فى حتة جيلاتى ومش عايز يسيبها - ولو فتح بقه وقال ما يميله عليه ضميره حقاً لأنفض الجمع من حوله ... يعنى القضية مش حتة مصالح ولكن تنفيس عقد .

يا صديقي .
أحب ان اتوقف هنا شوية ، لأن عندي رؤية أتمنى أن أعرضها على الزملاء في هذه الفرعية بالذات . في البداية هناك حدثة صغيرة موحية لو تأملتها .
كنت أتحدث مع قريب صحفي شاب نشط دائم السفر ، و كنت أتحدث عن " شباب الثورة " و كان كثيرا ما يبدي حماسه لهم ، قلت أنهم لو اتجهوا لمعارضة الإسلاميين فهذا يشيل الخلاف ، لأن خلافنا معهم تكتيكي و ليس استرتيجي ( هذا ما انا مقتنع به و أقوله دائما ) ، ففوجئت بهذا الشاب ينتفض كمن عضه ثعبان ،و قال لي خلاف تكتيكي ايه ؟، انت فاكر إن فلان و فلانة و .... بني آدمين عندهم فكر ولا مبدأ ... الخ ، ثم انطلق في السباب !. هذا جعلني مندهشا ، استكمالا للقصة هذا الصحفي يجوب العالم ممثلا لشباب الثورة ،و دائم الحديث عن أيام الثورة بحماس ، رغم أنه لم يكن أبدا متحمسا لها ،و كل معلوماته عنها صحفية كغيره من المراسلين الأجانب !.
الإعلامي بل و حتى الشاب المصري ( الثورجي ) عموما يتكلم و يتصرف ليس تعبيرا عن نفسه و قتاعاته ،و لكن كما يعتقد أنه متوقع منه ، خاصة في مواجهة الأجانب ( هذا يحدث في النادي بوضوح ). هذه ظاهرة جديرة بالتفكير ، فمن له اتصالات بالغربيين ، يعمل أن يبدوا كما يريدونه ، الثورجي المتحمس ... الخ ، فهذا هو الطريق إلى الرحلات و الجوائز و الشهرة .الغربيون يحبون صورة أنهم حركوا الجماد ،و أنهم الذين أطلقوا الثورة في المنطقة . هذه المنظمات الحركية صانعة الثورات  لها مصادر مالية هائلة ،و لها سماسرة على مستويات متعددة ، هؤلاء الوكلاء عليهم تسويد تقارير بانجازاتهم تبريرا لما سحبوه كتمويل حازوا هم انفسهم جانبها الأكبر ، و هكذا .... نحن امام ظاهرة ثقافية و تمويلية و إعلامية كبرى ، من يريد جزءا من الكحكة عليه أن يلعب دور القرد أبو صديري ، هنا يتألق " الكاتب الثوري المنتفض " الذي حرك الشباب و يقودهم ، هكذا حصلت فتاة يمنية نكرة تماما هي "توكل كرمال"  على نوبل السلام ،و أخرى مصرية " أسماء محفوظ " و غيرهما حصلوا على جوائز عديدة و تم تكريمهم  فقط من أجل استكمال صورة ثورة الحرية التي صنعها الغرب في المنطقة ( بالمناسبة قابلت صحفية أجنبية قابلت توكل و حدثتني انها جاهلة تماما و عصبية ) .
الصحفيون و الإعلاميون المصريون جزء من هذه الصورة ولن يتخلوا على امتيازاتهم التي هبطت من السماء من أجل شيء تافه مثل الحقيقة . هذه الحقيقة لا تعني أحدآ ، خصوصا عندما نتعامل مع المصالح الكبرى و الأموال الباهظة .
إذا كان صديقي الإعلامي الشاب فهم " الفولة " و يكتسب منها ، هل تتوقع من رجل لا يتوقف عن التجوال في بلاد الفرنجة مثل "علاء الأسواني" ألا يفهمها ،و إذا كان صديقي الشاب  هذا يتكسب منها رحلات دائمة إلى أوروبا ، فهل يحصل الكاتب الشهير التائق لحتة نوبل صغيرة على أقل من تلك الرحلات . يبقى أني مندهش للغاية من 3 أشياء .. ضوء النجوم ، و جمال بعض النساء ،و براءة بعض المصريين !.