كان لدي الكثير الكثير من الأصدقاء العلويين أيام الجامعة والدراسات العليا وما بعدها لا يطيقون الأسد ولا نظامه
يختلفون في رؤياهم وتوجهاتهم بكل شيء تقريباً
طبعاً هناك أعداد هائلة بين العلويين من المنتفعين، ولكن كلمة حق: في المجتمع السوري العلاقات إن لم تكن عشائرية بالمعنى الصرف فهي طائفية واجتماعية بالدرجة الأولى.
على صعيد التوظيف مثلاً، لم يصدف أن التقيت بموظف أو موظفة ومن جميع الطوائف حصل على العمل بجدارته، الجميع كان يخبر إذا اتت فرصة مناسبة للكلام عن واسطته بشيء من الفخر وهي بناء على دم أو طائفة طبعاً إلى جانب المصلحة و بشكل يجمع ونادراً ما يتعارض بين المقومات الثلاثة
كانت الوظيفة حلمي في ذلك الزمان كي أتمكن من الإنفاق خلال الماجستير وخصوصاً أن عائلتي انتقلت للعيش في الريف ، كنت أسأل عساني أعرف منفذاً لأتأكد باستمرار أن من لا يعرف أحداً من النافذين في سوريا فلن يصل أبداً أياً كانت طائفته.
لا ذنب للعلويين في أخطاء النظام، تماماً كما لا ذنب للمسلمين في الأخطاء أو الخطايا التي يرتكبها مسلمون ـ أتذكر الآن قصة محمد مراح الفرنسي المسلم الذي قتل سبعة مدنيين بينهم طفلين يهوديين ـ.
من السذاجة وضع العلويين في سلة واحدة ومحاسبتهم على أخطاء الأسد، كما هي من السذاجة محاسبة السلفيين المصريين على أخطاء نائبي تجميل الأنف و متهم قضية الآداب.
سوريا فسيفساء استوعبت الجميع طوال تاريخها، وفي العصر الحديث وبعد شلالات الدماء أولى بها أن تجمعهم، وكل سوري لم يشارك في عرس الدم كمهاجم وحتى لو اضطرته الظروف للانخراط كمدافع يحق له كافة حقوق المواطنة وأولها الاحترام وعدم رمي طائفته مهما كانت بأي كلمة. وبالمناسبة لا يوجد طائفة تقبل بأن تبيع جسد بناتها حتى ولو بثمن كنوز الأرض. و في تعميم الحالات الفردية ظلم يحسن بالجميع أن يترفع عنه.