(09-09-2011, 12:17 AM)ماجد جمال ألدين كتب:  

(09-08-2011, 06:42 PM)بهجت كتب:  طبقا لرؤيتي المتواضعه فالإنتفاضة الثورية قد انتهت في 11 فبراير بسقوط النظام و رئيسه ، وما لدينا منذ ذلك التاريخ هي فترة إنتقالية لا يصلح فيها سوى العمل السياسي ، كررت كثيرا أن المجلس العسكري سيسلم الحكم لممثلي الشعب ،

عذرا عزيزي بهجت ، ولكني أعتقد أن هنالك تفاؤل مفرط إن لم أقل أضغاث أحلام وسذاجة سياسية ، بتصديق أن المجلس ألعسكري بكل بساطة سيسلم الحكم لممثلي الشعب حتى في ألأعوام ألعشر القادمة .. أنا لا أقول هل هذا شر أم خير لمصر ، ولكن أقصى ما أتوقعه هو أن يلعب ألمجلس ألعسكري دوره في ألحكم من وراء ألكواليس كما كان يفعل نظيره ألتركي مثلا .. فألأخير كان يفعلها تحت مبررات ألدفاع عن علمانية تركيا ، وألمصري تحت ذرائع حفظ أمن ألدولة وسيادتها من ألأمواج ألعاتية في محيطه ألإقليمي ..
ألأنتفاضة ألثورية فقط هزت ألنظام ولم تسقطه ، فالنظام ليس مجرد شخوص ولا حتى مؤسسات بل هو أيضا وبألأساس وعي كامن في طبيعة العلائق الإجتماعية ونفوس الناس يحدد مواقفهم وما يرتجونه من الدولة ونظمها ومؤسساتها .. وبهذا المعنى فالثورة ما زالت في بداياتها وستستمر حتى تغيير النظام بشكل فعلي وبناءه على اسس دستورية وقانونية جديدة تضمن حقوق المواطنة الفعالة والحريات ألأساسية للجميع و تخلص هياكل الدولة من أدران الفساد وكل مخلفات ألنظام البائد .
وبالحقيقة لم أفهم عبارة أن ألفترة ألإنتقالية لا يصلح بها إلا ألعمل ألسياسي .. هل ألمظاهرات ألتي يقوم بها سواء ألسلفيون أو ألأخوان أو شباب ألثورة ، أليست هذه جزءا من ألعمل ألسياسي ؟؟ وبأي معنى يمكن الذهاب إلى صناديق ألإقتراع إذا كان جل ألأحزاب ألعتيقة ألعريقة أثبتت أحداث ألثورة عفونتها وتبعيتها وترابطها مع ألنظام البائد وإفلاسها ألسياسي ألمنهجي والجماهيري .. هل تعتقد أن صناديق ألإقتراع هي معادلة لمفهوم النظام الديموقراطي ؟ في العراق جرت ثلاث إنتخابات حرة شارك فيها ثلثي ألشعب ألعراقي وألحالة ألديموقراطية ألمنشودة لا زالت في ألأفق . فقط الحراك الشعبي ألدائم لتثقيف الجماهير هو من سيقرب هذا ألأفق .

كلمة أخيرة حول ألإستطلاع .. أعتقد كمراقب خارجي أنه لا يمكن أبدا أن يعتد به لأن مؤسسة ألأهرام كانت دوما تصنع ألرأي العام لخدمة ألسلطة ألحاكمة ولا تستطلعه بحيادية بل للإيحاءات فقط ، وهي لم تتخلى عن هذ الدور بل فقط تبدل بعض رؤسائها ألذين تخدمهم . هات نتائج إستطلاع تقوم به مؤسسات خارجية عالمية لكي نستطيع الثقة بها .
تحياتي

كل ما جرى في السنة الماضية من تعقيدات الوضع ألأمني وإنفلات الأخوان والسلفيين من عقالهم إلى تخلخل الوضع الإقتصادي( وحتى الإنشقاقات داخل ما يسمى قوى الثورة ) كان مناورة إلتفافية ضخمة ومسرحية مخرجة بإتقان يتناسب مع القدرات الهائلة للنظام القديم وكوادره المخلصين او المغرر بهم ، سواء في التعبئة ألإيديولوجية ألإعلامية أو في طرق السيطرة على كل ألأمور ومقدرات البلاد بشكل مباشر أو من وراء الكواليس .. وهو ما كان متوقعا لكل محلل سياسي بعيد النظر ..
المجلس العسكري ممثلا لكل الفئات الحاكمة فعليا لم يكن من الغباء السياسي أن يرتضي النموذج التونسي بإقامة مجلس تأسيسي ، بما يسمح بإعادة هيكلة النظام ككل .. وهذا ما أدركه البرادعي فقرر الإنسحاب مبكرا من هذه اللعبة معروفة النتائج ، ليس فقط لكي يحفظ لنفسه ماء الوجه بل حتى يلف حوله القوى المتشبثة بالتغيير الفعلي ويعطيها أملا ولو بعيدا من عشر سنوات كما قلت آنفا في المقتبس أعلاه .