عزيزي عاشق الكلمة،

لا تستطيع أن تلزمني الصمت، ولا أستطيع أن أصمت، لا سيما أن الصمت أحيانا يكون علامة شيطانية كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، "الساكت عن الحق شيطان أخرس"

أما لم أسميهم مماليك، فلأن المماليك هم أول عسكر تولى السلطة علنا جهارا نهارا، وهنا وجه المشابهة، وإنه مما يزري بالمرء ويذهب بقدره حقيقة أن يضطر لإثبات الحقيقة الواضحة أن العسكر هو أداة وظيفية في يد الدولة لا علاقة لهم بالحكم ولا بالسياسة، وأنهم مجرد ذراع بيد السلطة المدنية الممثلة لصاحب السلطة الشرعي والذي هو الأمة بنفسها.

العسكر لا يستمد سلطته من صاحب السلطة الشرعي، بل يستمدها من البسطار العسكري والبندقية والدبابة، وهذه لا تشكل شرعية لدي، ولن أبالي أن أقف ضد سلطة العسكر حتى لو أتت بإسلاميين يدعون للخلافة صراحة إلى الحكم. سلطة العسكر مفسدة مطلقة مثل أي سلطة لا تستند على وكالة شرعية منضبطة من صاحب السلطة الحقيقي والأصلي والذي هو الأمة.


نيجي للإخوان المسلمين،

الإخوان المسلمين هم جمعية خيرية كما عرفت نفسها، ثم دخلوا العمل السياسي، نتيجة دخولهم العمل السياسي دون خبرة وبحماقة أوصلوا أنفسهم إلى تصادم مع جماعة سياسية أخرى هم العسكريون المتسمون بالضباط الأحرار.
هذا الفعل لا نسميه جريمة، حتى لو زعم عبدالناصر أنهم حاولوا اغتياله في حادثة المنشية، تتسمى الأفعال بجرائم حين تقوم محاكم محايدة يترؤسها قضاة طبيعيون بالحكم على الجماعة وأدبياتها أنها تدعو إلى العنف بطبيعتها وأنها فاشية وغيرها من الأوصاف التي يمكن توصيفها ضمن قانون العقوبات المصري، مع ملاحظة أن لا عقوبة ولا جريمة إلا بقانون.

أن يسعى الإخوان المسلمون للحكم كجماعة سياسية هو حق لهم مثل ما هو حق للضباط الأحرار، مع تحفظي على الطرفين، لكن ما ليس حقا لأحد هو أن يصف سعي غيره للحكم بالجريمة، لا سيما وهو قاعد على كرسي الحكم دون توكيل من أصحاب الحق.

وفي الختام، مصر ليست قارة منعزلة، وما يجري فيها يؤثر فيّ شخصيا، ولا أستطيع التفرج عليها وهي تنحدر إلى هوة قد خرجت منها للتو، ومن أضعف الإيمان أن أقول كلمة، ولن تغير كلمة شيئا...