كما قلت سابقا أن مصر مثل السيدة القروية تثرثر كثيرا و لكنها لا تعطي سرها سوى لزوجها !.
لا تغلبوا حالكم معانا في مصر ، خذوا المفيد مننا هنا لأن الإعلام المصري يقول الشيء و نقيضه على مدار الساعة .
توفيق عكاشة ( يضوحر ) بامكانيات بسيطة جدا في مواجهة مافيا إعلامية من درجة ( الهوامير ) على رأي إخوانا في الخليج ، لهذا هو يراهن على طريقته البسيطة التي تعجب الأرياف و المناطق الشعبية ،و أيضا على صراحته و أنه مباشر ، وهو عموما لا يقل في مصداقيته عن الباقيين فكلهم تافه و سطحي و ديماجوجي ،و المصلحة العامة ليست في حسبان أحد ، هذا ليس رأي شخصي فقط بل هو إجماع كل المثقفين المستقلين في مصر . أغلى مقدم برامج هو " محمود سعد " يخاطب قس مسيحي فيقول له " دامعلوم من الدين بالضرورة عندكم ؟!" ، هو من تفاهته سعيد بتعبير " معلوم بالدين بالضرورة " و يعتقد أن " الإجماع " من مصادر الفقه المسيحي !. باقي الثوار - لا مؤاخذة ليسوا في وضع أفضل - يعني شوية عيال روش طحن ، حبلوا البت و طلعوا يجروا و سابوها لبابا و ماماما .
بصراحة انا مبهور للغاية من كل هذا التوثيق لعكاشة ، رغم أني كمصري أتابع الشأن العام منذ كان عمري 11 سنة أي منذ 50 سنة و أكثر لم أعرف مكان قناته سوى منذ أيام !!. المدهش أنه في لقاء " أحمد شفيق " كان يقول أن متابعيه 50 مليون ، بينما متابع حديث مرسي على cbc على ما اعتقد أقل من 2 مليون ، وهذا لا استبعده . شخصيا أقدر فيه موقفه الشجاع من الإخوان في وقت يخشاهم فيه كل المصريين حتى " جماعة التحرير " الذين يقبلون أعتابهم الآن .الإعلام الحكومي كله إخواني لأنه يتبع " مجلس الشوري " الذي يسيطرون عليه ، و كل الإعلام الخاص متخوف من عنفهم و أحكام الردة التي تنتظرهم ، ورأس فرج فوده الطائرة تعلمهم حكمة الثعلب ، وحتى (الليبراليون) من عينة وحيد عبد المجيد و عمرو حمزاوي يعملون قوادين وواجهة لتشريعاتهم !، من يفهم أجواء السياسة في مصر الآن لابد أن يقول " شابو " لهذا الإعلامي ( نص لبة )و لكن الشجاع - حتى إشعار آخر - .
أما موقفه من ثوار سوريا فهو هزلي و غير منطقي ، يعني جماعة متمردة غير قادرة على الدفاع عن نفسها مطالبة بتحرير الجولان ، بينما الجيش السوري معفي من ذلك . المشكلة هي أنه هناك من يتصور بالفعل أن الثورة في سوريا هي ثورة الإخوان ضد النظام ، في هذه الحالة سيكون موقفهم هو الحياد أو دعم النظام رغم كل جرائمه ، حتى لا يحاضرني أحد من ثوار النادي العظام في عرض النبي ، هذا ليس رأيي ، بل هو رأي موجود بالفعل .
شخصيا رغم إدراكي التام لمخاطر الأصولية السنية في سوريا - كنت من أوائل من حذر من انتفاضة الأصولية السنية في المنطقة ،ولا اعتقد أن احدآ ابتكر هذا التعبير او استخدمه قبلي - و لكني أرى عدم معقولية ان تحبس الطائر في قفصه حتى لا يصطدم بعمود الكهرباء و يصعق !.