الناس جهلة وحمير

الناس لا يدركون مصالحهم

الناس لو ملكوا حريتهم فيسلمونها على طبق من ذهب إلى الإخوان المسلمين وغيرهم

من أجل ذلك يجب على الناس أن تقدم نفوسها عبيدا لستين سنة أخرى، فستين عاما من استبداد العسكر المماليك لم تكن كافية لجعل الناس مفكرين جهابذة على مذهب مونتيسكو وجان جاك روسّو، وغيرهم من علماء العرب، لا ننسى نيتشه وسارتر وديكارت، وغيرهم من علمائنا العظام.

العسكر المماليك قد تدلوا على الناس من المريخ علماء فهمانين ليس لهم في متاع الحياة الفاني أي إرب، هم ليسوا إلا أوصياء على ال50% من المصريين الذين جرؤوا على اختيار غير مرشح العسكر.

ووصايتهم هي لوجه الله تعالى، لا يبتغون إلا رضوانه، وهم أشفق على المصريين من الأم الرؤوم برضيعها. ولو حتى ذبحوا الناس في النطرون وأبي زعبل كما يدعو بعض الشفقاء هنا، ولكل امرئ من اسمه نصيب، وشفيق سيكون بالناس شفيقا.

هذه ليست خيارات بين إسلامي وعسكري، هذه خيارات بين حكم المماليك وحكم الشعب، وأنا حين أخير فلن أختار على الشعب والأمة أحدا..

أمة جاهلة تحكم نفسها، خير من أمة تخضع لعسكر، لأن الحرية هي الإنسان، ولا إنسان إلا إن كان حرا، ألم يمنّ الله على المخلوقات أنه قد جعل فيهم الإنسان حرّا؟ وجعل له وحده دون غيره أن يختار ويريد؟
وهو مسؤول عن خياراته وحريته، ويتعلم من أخطائه، ولو شاء الله أن يحجر عليه لمنعه من أكل الشجرة حتى يبقى في الجنة.

الإنسان من أخطائه يتعلم، والعسكر من الأمة، فأمة جاهلة عسكرها جاهل بالضرورة، وأمة مثقفة عسكرها مثقف أيضا، ومن أساسيات السياسة أن العسكر لا شأن لهم بالسياسة. العسكر ليسوا كعسكر إلا ذراعا بيد الأمة تدافع به عن نفسها، وليس لهم أن يدخلوا بين الأمة وخياراتها.

الأمة حين تريد بحرية فإنها ستتعلم من أخطائها، وستخرج من مآزقها، وستصير عالمة عريقة بالسياسة، أما حين تبقى تحت الوصاية فلن تكون إلا أمة أمة لغيرها، أبناؤها عبيد وبناتها إماء، كلهم مأسورين محصورين، وقل أن يفلح محصور.

برنامج الإخوان قد أعلنوا عنه وعلمناه، وانتخبهم من انتخبهم على أساسه، حتى لو لم نوافقهم في كلمة منه، أما برنامح شفيق، فغير أنه قد كان فريقا أو ضابطا في جيش وأنه قد كان مسمارا في عرش مبارك، فماهو برنامجه؟