(06-19-2012, 04:39 PM)بهجت كتب:  قد اكون مخطئا بالطبع ..
و لكن المشهد في سوريا الآن – كما أراه - مركب من عدة صور جزئية منها بالقطع مشهد يتصدره السلفيون و القاعدة ،و لكن المشهد العام هو انتفاضة شعبية ضد حكم ديكتاتوري ، هذه الإنتفاضة أسيء التعامل معها بطريقة فجة ،و بالتالي فُتِحت أبوابُ الجحيم كلها ، لعل أسوأ ما حدث هو فتح الأبواب للقاعدة لتستوطن سوريا . عندما تدخل الجيش الجزائري ضد الإسلاميين لم يكن هذا لصالح طاغية أو عائلة بل لصالح الدولة المدنية في الجزائر ، كانت ولاية جيش التحرير بتاريخه الوطني الكبير على شعب لم يكن مؤهلآ للديمقراطية ، و جلب على نفسه كارثة . و النتيجة نشاهدها الآن .. سقوط الإسلاميين في إنتخابات حرة و شفافة ، هكذا يعمل الوطنيون الحقيقيون و الرجال الحقيقيون !. و لكن الجيش السوري تدخل ضد الشعب كله من أجل طغيان عائلة حاكمة فاسدة تتوارث حكم سوريا ، هذا خطأ فادح بكل المعايير .
القتال بين الجيش السوري و الإسلاميين هو عرض لمشكلة أعمق ، لنحرر الشعب السوري من حكم أسرة بالغ الفجاجة على النمط الكوري الشمالي ، ثم نبدأ الصراع ضد الإسلاميين ، فاستمرار حكم أسرة الأسد هو أكبر دعم للإسلاميين ، لأنه يخلق البيئة الآسنة التي ينمون فيها و يترعرعون .
رغم كل ذلك فسوف يجد السوريون أنفسهم يوما في حاجة لجيش وطني قوي لحمايتهم من القاعدة ،و حتى لا تتحول سوريا إلى غزة أخرى .

هكذا بخلاصة ولا أجمل. بعض الفوارق البسيطة في رؤيا مرحلة ما بعد الأسد بناء على ما أراه من نقاش حول الشأن المصري. لكنها، فوارق تثري مجتمعنا ولا تفقره.

تحياتي