نفقد برحيله قامة علمانية كبيرة ،و ما اندر تلك القامات في مصر .
هؤلاء الكبار عندما يرحلون يخلفون فراغا لا يملأ .
فمصر لم تعد تنتج المفكر الحقيقي ، بل فقاعات سرعان ما تذروها رياح الأصولية اللافحة .
قرأت للراحل عددا من الكتب لعل آخرها " تغيير العالم " من سلسلة عالم الفكر الكويتية .
في مرحلة ما انتقدت فيه ميله إلى مهادنة الأصولية الإسلامية ضمن حركة ما أسميتها " المراجعة ضد المراجعة " ففي وقت نشطت فيه المراجعة الماركسية خلال رياح الليبرالية الإنسانوية ، فوجئت بالبعض يفهم المراجعة الماركسية أنها تخلي عن الفكر العلماني برمته .
أعتقد انه تاب سريعا عن تلك الزلة ، فمثلنا جميعا لم يكن يخلو من أوهام المصالحة مع الأغلبية الجاهلة الموجهة من قبور أغلقت منذ 1400 سنة .