(06-21-2012, 12:31 PM)نظام الملك كتب:  

(06-21-2012, 02:40 AM)بهجت كتب:  نحن بالقطع نؤمن بالحرية الليبرالية و بالتالي بالديمقراطية الإبنة البكر لليبرالية ، و لكن ماذا لو تعارضت نتائج الإنتخاب الديمقراطي مع روح الديمقراطية ؟

مرحبا بالأستاذ بهجت وبالزملاء

هناك مشكلة مبدئية فى تفكير المواطن المصرى – المثقف او المتوسط - بصفة عامة وهى تتعلق بنظرته لنفسه ، فلو قيل له أن الشعب المصرى غير مؤهل للممارسة الديمقراطية، فنراه ينتفض غضبا ويعتبر هذا انتقاصا من الشعب ، ولو قيل الشعب المصرى غير مؤهل للحرية الفكرية نراه ينتفض غضبا.

الغرب قد فطن لهذا وهو يبنى حضارته وعرف كيف يوظف ويصيغ ما يقدم للأفراد.... فنراه على سبيل المثال (وعلشان نطرى القعدة بدل ما هى ناشفة) نجده فى الافلام الاباحية أو افلام الرعب يتم تصنيف المادة المقدمة وفقا لـ لأى الأعمار تُقدم. فهذا يجوز لمن تعدى 12 عام او 16 عام او 18 عام.

نفس المنطق هذا مطلوب عندما نفكر فى (صندوق الاقتراع) .. ومهما قلنا عن أهمية الديمقراطية .. فقد أثبتت التجربة أن المصريين متدينون يسيرون وراء العاطفة الدينية ... والمصريون فقراء يسيرون وراء زجاجة زيت وكيلو سكر – وبنفسى قد رأيت بعض المتسولات من كبار السن على إصبعهن الحبر الفسفورى وهن لن يتحركن من اجل اختيار رئيس أبدا - .... ورأينا المصريون دخل فى سلوكياتهم تأثير الترامادول والحشد الفكرى من خلال الانترنت والذى هو ظاهرة بدأت تنتشر فى أوساط الشباب بحيث صاروا يعيشون فى عالم افتراضى ليس واقعى .... ورأينا .. ورأينا...

فهل من المنطق أن نسلم الدولة لإرادة جماهير بهذه النوعية ....

هنا اعتقد أن المنطق الديمقراطى ليس سليم لأنه لم تتوفر له البيئة السليمة ليؤدى غرضه.

يجب أن يجتمع صفوة القوم على صياغة مجتمع يستطيع الممارسة الديمقراطية السليمة حتى يحصل على رئيس.

هذه هى الميزة الوحيدة للثورة ... الميزة التى جعلتها تكسر تابو السلطة ... ولكنها فقدت تلك الميزة

أرجو من الزملاء المتحمسين أن يدركوا اننى لا أخلط بين الديمقراطية وبين حقوق الإنسان.

المشكلة في مصر أساسا غياب الأحزاب المدنية القوية ، فهي الإطار و المدرسة التي يتعلم فيها الشباب بل و الشعب كله الحوار السياسي ، أتذكر أثناء فترة الوفد القضيرة و تاسيس حزب المستقبل أني وفرج فوده و مجموعة من الزملاء كنا معتادين على أن نخصص ساعات طويلة من الليل في مناقشة الشباب في قضايا قد تكون عسيرة الفهم و لكن بلغة مباشرة بسيطة ، هذه التربية السياسية مفتقدة في الأحزاب الدينية القائمة على التلقين و السمع و الطاعة .
لهذا فالحوار السائد الان صبياني منفلت كلية .