(06-23-2012, 10:39 PM)بهجت كتب: (06-23-2012, 08:58 PM)Rfik_kamel كتب: ...........................
زميلي المحترم بهجت
أرى التحالف السوري المصري وقد إنتهى بخيانة السادات وحصار لسوريا لكن علاقة سوريا مع تركيا كانت قوية ولولا مضمون السياسة الإيرانية المعادية لأمريكا لما كان هناك تحالف سوري إيراني على ما أعتقد
أتفق معك أن هناك خطأ واضح لحزب الله بإجتيلح بيروت لكنه كان ليوم أو يومين وإنسحبوا وكل الأطراف اللبنانية أجرمت بحق لبنان عن قصدأو بغير قصد ومنذ إتفاق للقاهرة
أتفق معك أن هناك زخم إعلامي وطائفي بإتجاه تحقيق مشروع "الثورة السنية" وهو إتجاه رجعي معادي للسلم الإجتماعي ويجب على كل القوى التي تريد الحفاظ على بلداننا التصدي له.
يا عزيزي .
لست أريد أن أتدخل في الجدل الدائر الآن حول سوريا ،ولا حتى مصر ،و لكني أكتفي بالتعبير الواضح جدا و المحدد عن كل القضايا المطروحة ، مفترضا أن تحكيم الضمير في كل ما هو مطروح يعطيني شيئا من المصداقية حتى إن لم يكن الحقيقة كلها . ما أردته هو توجيه النظار إلى تفهم طبيعة ما يدعى الربيع العربي ، هذا الربيع في جوهره هو " إنتفاضة الأصولية السنية " من لا يرى ذلك لن يمكن فهمه شيء مما يحدث .
لن أعلق كثيرا على نقاط الخلاف ، فقط .
1- لا أعتقد انك أو أي إنسان منصف يصدق خيانة السادات الذي حصل على أرضه و صدقية حافظ الأسد الذي استولى على لبنان .
2- نعتقد جميعا سواء من يصرح او لا يصرح أن إنحياز القيادة السورية لإيران في حربها ضد العراق ثم بعد ذلك التحول إلى التحالف الوجودي ، كان بسبب علوية النظام الحاكم ، ولا علاقة للأمر بإسرائيل ، فما علاقة إسرائيل بانحياز سوريا ( العربية ) لإيران ( الفارسية ) ضد العراق ( العربي ) في صراع قومي حول شط الخليج !.
3- ما فعله النظام السوري في لبنان هو جريمة كاملة مستوفية الأركان لا يمكن لمنصف تبريرها .
4-يبقى أني لست ذلك صاحب المعايير المتعددة الذي يرفض الجهاديين و السلفيين في غزة و يدعمهم في العراق وسوريا و مصر ، بل أرفضهم في كل مكان .
أعتقد انك تعرف أني لا أقصد أي موقف طائفي منك أو من الأخوة الشيعة ، بل على النقيض تماما أرى نفسي ضمن الأقليات العلمانية في العالم العربي ، لقد نشأت على قيم ثورة عبد الناصر التي ترى العرب جميعا أخوة بلا أي تفرقة طائفية ،وهذا قادني إلى نصرة شيعة العراق ضد الإرهاب السني ،ويقودني في موقفي من الأخوة الشيعة و المسيحيين و العلويين و الدروز و حتى شركائنا التركمان و الأكراد ... الخ . كما تعلم اني لا أعتقد ان أحدآ هنا يمثل الشعب السوري ، بل استمع للجميع بنفس الإنتباه ، كما أنه لا أحد بعينه يعبر عن الشعب المصري .
نعم سوريا تواجه أخطار محدقة ،و سيعاني كل السوريون لو أضحت بلادهم مركزا للقاعدة ، و ستدمر سوريا و تشظى لو استمر الوضع الراهن ، الأمر بالفعل يحتاج رؤية جديدة تماما وروحا جديدة . وفق الله سوريا و حفظها من كل مكروه .
أتفق معك في المجمل وفي بيت القصيد وهو تلمس رؤية جديدة للتعامل مع الأزمة بشقها الداخلي و من مختلف الأطراف المعنية على ما أظن لكن الهدف الأمريكي واضح للعيان ولا حل له إلا بإفشاله.
إن تعبير خيانة السادات لدي هو تكثيف لما إرتآه النظام المصري آنذاك ولإنعطافه إستراتيحيا عن خط المرحوم عبد الناصر ومفاده وحسب السادات أن أمريكا لديها ٩٩ بالمئة من أوراق الحل وترك سوريا وحيدة في المجابهة ونحن هنا نتكلم عن دول عربية رجعية دعمت السادات في مسعاه وأفرج لها عن معتقليها الوهاببين وتصالح معهم وقتلوه بينما زج الوطنيين واليساريين في السجون , لذا وبغض النظر عما كان سيتخذه حافظ الأسد من مواقف قومي أو عسكري فالمسألة مسألة تحالفات جديدة وهجومية قامت بها دول الرجعية النفطية بالتعاون الوثيق مع إسرائيل وأمريكا مما أضعف تماما التوازن القومي العسكري كمحصلة في هذ الصراع.
لبنان يا أستاذنا أنا أعتقده قطعة من سوريا الكبرى مثله مثل فلسطين والأردن والعراق وكيليكية واللواء لكن هذا غير مهم الآن إلا كي أوضح أن لبنان هو الخاصرة السورية وكنت أتمنى أن لا يكون هناك حزب بعث بالمرة لأنه أساء للوحدة السورية أكبر من إساءته للوحدة العربية لكن هذا لا يمنع القول أن كل الأطراف العربية ومنها السعودية بالذات لعبت دورا أقذر من الدور السوري من ناحية طبيعة التدخل الوهابي أو الإفساد في لبنان ولعلك سمعت بفساد الحريري وآل الحريري حتى وصل إل سرقة علنية للأراضي الإردنية تقاسم فيها ملك الأردن وعائلة الحريري أرباحها
فكلهم كلاب نهشوا في هذا البلد وبدون إستثناء فهو ملعب لمطاحنات القوى الإقليمية لكنه بالنهاية "سوري" وليس سعودي أو مصري.
يا عزيزي أعرف أن مواقفك ليست طائفية فأنت شخص ذو قيمة عالية فكريا وسياسيا وثقافيا وأهم من كل هذا إنسانيا ومن أهم أعضاء هذا النادي المحترمين إن لم تكن أهمهم على الإطلاق بالنسبة لي.
الحرب ضد العراق جرت في فترة سيطرة أمريكية شبه مطلقة على العالم وقدم بها النظام السوري تنازلات لكنه لم يكن كالموقف السافر السعودي والأردني فهو وقف ضد غزو العراق للكويت ولم يقف مع الإحتلال الأمريكي ولم يسهل له الأرض كالأردن فهل كان الأردن أو السعودية علويتان! وكذلك لم تسهل له إيران له الأرض ! إن دود الخل منه وفيه كما يقول المثل
المسألة الشيعية السنية ساهمت بها أطراف وقوى تستفيد من هذا التناحر وأهمها أمريكا وإسرائيل لأن الخلاف في الحقيقة وعلى أرض الواقع وبإعتقادي هو ليس دينيا لأن الإختلاف الديني لم يمنع العلاقة الوثيقة بين الغرب وبين بني وهاب مثلا بل أعتقد أنه سياسي ووجودي يدل عليه طبيعة تحالفات كل منهما المتضادة في المصالح السياسية والإقتصادية والوجودية وأعتقد أن التجييش بدفع الصراع إلى هذا المنحى أكثر وأكثر هو لعبة خبيثة تتم لصالح الغرب.