السلام عليكم ورحمة الله

أي رئيس جمهورية يتقلد منصبه في ظروف شبيهة بما مر عليها الدكتور مرسي لابد وأن يتعرض لعملية غسيل مخ شديدة...سيحاول بكل جهوده إفناء أي صراعات في الوقت الراهن، حتى موقفه من إيران لن يتشدد فيه ولن يقوم بتجديده..فالعملية السياسية حسابية بشكل كبير، ولو توافق مرسي مع الكتل السياسية في الداخل فستُجبره هذه القوى على أن يسير بنفس خططهم وإلا تعرض لمعارضة عنيفة ليست معتادة عليها الجماعة.

الموقف من إسرائيل سيكون هو الموقف الإفتراضي منذ عهد السادات ومبارك لن يتغير حتى لو تعرض الفلسطينيون في غزة للقصف فلن يتدخل..ربما تأتي تصريحات عنترية ولكن في النهاية ستغلب النزعة الأردوغانية عليه بشكل كبير...لذلك أنصح كل من يطمح من الرئيس الجديد بتنفيذ سياساته سواءا في شأن إيران أو إسرائيل أو سوريا بأن يتريث، فالرئيس الآن على مهب الريح والكاهل المُلقى عليه كبير..تقريباً الدولة شبه منهارة..تعليم وصحة متخلفين واقتصاد فاشل وعمال يطمعون في تعديل أجورهم بما يتناسب مع مستوى المعيشة..كل هذا وغيره لابد وأن يحوز على الإهتمام الأول..فيما عدا ذلك فسيُصبح تهوّكاً سيجلب عليه الفشل حتماً.

أما عن الورقة الطائفية فعلى عكس الأكثرية أتوقع بأن يكون الإخوان حلقة في سلسلة الفتنة المذهبية التي تعصف بالعرب والمسلمين..وأظن أن صعودهم السياسي كان لهذا الغرض، اليوم سمعت تصريحاً متوازناً لمرسي بشأن إيران..سرعان ما نفته الرئاسة، وهذا يعني أن اللوبي المذهبي داخل الإخوان قوي، والذي يعرف الإخوان على حالتهم الآن سيرى نزعات صدامية مذهبية تعترى القيادات والكوادر بشكل كبير، لذلك أتوقع وكما أشار جورج جالاوي منذ قليل، بأن التجربة الإسلامية في مصر من الصعب أن تنجح، فالبوصلة العربية الإسلامية إن لم تتوجه ضد إسرائيل بشكل رئيسي فسيفشل القائمون على التجربة فشلاً ذريعا، وربما يؤدي ذلك إلى تصادمهم مع باقي القوي السياسية في الداخل.