الهدية الصهيونية التي لم تتوقف لحظة عن العطاء

منذ أن سمحت فيها الولايات المتحدة الأمريكية لآية الله الخميني العودة الى إيران وقد غادرها الشاه، قامت على الحدود الشرقية للوطن العربي دولة اسلاماوية شعوبية كانت وما تزال مصيبة على الوطن العربي بأكمله خصوصا الدول المجاورة لهذا السرطان. ألثورة الإسلاماوية الإيرانية هي الهدية المعطاء التي لا تتوقف عن العطاء .. أهدتها الصهيونية العالمية للعالم العربي لتصرفهم عن قضيتهم المركزية وتشغلهم في حروب طويلة الأمد وقودها الفكر الاصولي المتطرف، والطائفية الحاقدة. وما أنوي إظهاره في مداخلاتي القادمة هو تزامن قدوم النظام الإسلاموي في إيران مع تزايد الإعتماد الأمريكي على سياسية "واضربوا بعضهم ببعض عن طريق الإسلامويين" إن كان ذلك عبر تنشيط الفكر السلفي، أو تفعيل الجهاديين في أفغانستان، أو دعم الإرهاب الشيعي في العراق، أو تنشيط حرب الخليج الأولى، أو العمل على شق الصف الفلسطيني، الى غزو العراق، الى شبح التسابق الى التسلح النووي في المنطقة، الى ما نحن عليه اليوم من شقاق بين الأخوان والتيارات العلمانية مما قد يهدد براعم الديمقراطية الناتجة عن الربيع العربي --- "أنظروا الى إيران" سؤال مفيد يردده العلمانيون "هل هذا ما تريدون؟".

الملالي الإسلامويون، ومنذ أن وصلت الى سدة الحكم في إيران، سارعوا الى العمل على تصدير ثورتهم القميئة الى العراق أقرب الدول العربية جغرافية اليهم، وذلك لاعتمادهم على مد جيوسياسي أسلاماوي داخل هذا البلد المنكوب. كما أنهم حاولوا تصدير ثورتهم الإسلاموية الى المملكة العربية السعودية التي وقفت بوجههم كالسد، وحاربتهم بسلاحهم الطائفي ذاته مما جعلها الشيطان الأكبر بالنسبة لجميع الإسلامويون الشيعة وحلفائهم في كل مكان. هذه المعركة من أجل "عراق أسلاماوي شيعي" على نسق الثورة الإيرانية ما زالت مستمرة، وقد حقق فيها الملالي وحلفائهم الإسلامويون في العراق مكاسب مهمة .. ولو كان ذلك فوق جثث ملايين من الضحايا العراقيين. وصل الإسلاميون الشيعة حلفاء الملالي الى سدة الحكم في العراق بعد رحلة طويلة من معاناة الشعب العراقي استمرت منذ قدوم الثورة الإيرانية ولم تنته بعد. ولن تنته هذه الحرب على العراق حتى يتحول هذا الوطن العربي الجريج الى صورة طبق الأصل عن سواد فكر قم، تابعة تماما لولاية الفقيه، ومقلدة لأسلوبها في الحكم.

المداخلات التالية لا تهدف الى اجترار التاريخ ونكيء الجروح، وإنما هي دلالة على هذه الهدية الإسلاماوية المجرمة والتي لم تتوقف قط عن العطاء.