لم أكن لأكتب هذا الموضوع وأضعه هنا لو لم اقدّر بأن أثر انسحابي قد يكون هاماً جداً (في الظروف الحالية ) على "نادي الفكر العربي" عامة، وبالتالي على جميع من يكتب ويتصفح هذا المنتدى الافتراضي على الانترنت.

بداية أود أن أضع هنا ما كتبته هذا الصباح في "الساحة الإدارية" (ساحة مخفية عن الأعضاء). ثم أتلو تلك السطور ببعض الجمل التوضيحية التي تتعلق بأمور قد تهم الجميع.

جاء في موضوعي في "الساحة الإدارية" ما يلي:

اقتباس: بعد مسيرة تربو على 12 عاماً، أعتقد بأن الوقت قد حان كي أخرج من إطار ساحات الحوار الافتراضي، وألتفت إلى أشياء أخرى، أصبحت تعنيني اليوم جداً.

خلال الـ 12 الماضية، كان "نادي الفكر العربي" بيتي الثاني، بل لعلي كنت أقضي فيه أوقاتاً أطول مما أقضيه في بيتي الحقيقي. وقد سعدت حقاً بمشاركة الأخوة والزملاء أفكارهم وطروحاتهم، وسعدت أكثر بمشاركتكم هنا العمل الإداري، كما أنني تعرفت على البعض منكم بشكل شخصي وأصبحت زمالة الانترنت صداقة حقيقية.

أترك النادي في لحظات عصيبة، ولكني لم أعد أستطيع أن أحمل همه ووقتي لن يسمح لي بمتابعته، ولا نيّة لدي للتضحية من أجله بعد بأي شيء.

أخيراً، تركي للنادي لا يعني القطيعة طبعاً، فعناويني البريدية موجودة لديكم، بل والبعض منكم يعرف "رقم هاتفي". وأنا بالتأكيد سوف أسأل عنكم - على سبيل الاطمئنان - من وقت لآخر.

شكراً لكم جميعاً، وإلى اللقاء في أوقات أخرى من خلال منابر أخرى جديدة.

واسلموا لي
العلماني

لن أزيد على هذه الرسالة التي وجهتها للزملاء في "إدارة النادي" شيئاً سوى إعلام الأعضاء والمتصفحين بأن انسحابي هذا، إذا لم يتم تلافي عواقبه من الإدارة والمعنيين بالأمر، فإنه قد يعني "توقف النادي" بعد "خمسة أيام" بالضبط.
هذه الخطوة تأخرت عن موعدها - بالنسبة لي - 7 سنوات. فأنا مقتنع - وهذه قناعة شخصية لا تلزم أحداً سواي، أقولها على سبيل المصارحة الأخيرة -، أقول، أنا مقتنع منذ سنة 2005 بأن النادي قد قام بمهمته التي تأسس من أجلها خير قيام، ولا ضرورة لوجوده بعد، أو - على الأقل - لا ضرورة لوجودي فيه بعد، وعندي - كما جميعكم - الكثير من الأعمال والأشغال والمشاريع الثقافية التي اعتبرها أكثر أهمية مما قمت وأقوم به في منتديات الحوار.

أخيراً، قراري هذا لا رجعة فيه، لذلك لا أريد من الزملاء والأصدقاء - مشكورين - أن يناشدوني البقاء والاستمرار، فهذا أمر يحرجني جداً في موضوع منته تماماً بالنسبة لي ولا يغير شيئاً. ولو كنت "عضواً عادياً" في "نادي الفكر" لما كتبت شيئاً مطلقاً، ولكنت انسحبت بهدوء وصمت.

سعدت حقاً بمشاركة الجميع هذا العالم الافتراضي، وسعدت أكثر بمحاولة التعرف على عالم الآخرين الفكري. إستفدت كثيراً، وأرجو أن أكون قد أفدتُ بقدر ما استفدت من هذه التجربة الثقافية الطويلة.
أعتذر لجميع من أخطأت بحقه دون سبب، وأغفر لجميع من أخطأ بحقي دون سبب.

أحبكم جميعاً، وإلى اللقاء على "منابر ثقافية أخرى".

واسلموا لي
العلماني