أتفهم طبعا سبب الكراهية والنفور والبغضاء التي يمتلكها الحكيم، والكثير من الزملاء اتجاه الإسلام السياسي، لكن ما أريد قوله أن فهم سبب المرض هو جزء من العلاج، وليس الإسلام السياسي ولا الإسلام بالمرض ولا بجزء منه ولا بسبب.

حين يريد من يكره الإسلام السياسي أن يستحضره قسرا من أجل مشاعر خاصة يكنها للإسلام كدين وسياسة، فإن صنيعه ليس إلا هروب من واقع المشكلة الحقيقي، وتنظير لن يسمعه فيه أحد، وهو يشبه الزبد الذي يخرج من مخض الماء.

مشكلة المنطقة هي الإستبداد، والمستبد سيلبس أي لبوس ليبرر وجوده، إسلام سياسي، ديمقراطية، اشتراكية، وحدة عربية، شيوعية، ليبرالية، رأسمالية متوحشة، رأسمالية أليفة... كل ما تقدم من الممكن أن يوجد له كهنة يعيدون صياغته ليصير على مقاس المستبد.

إخراج الإستبداد لا يكون بالتصارع مع ثياب المستبد، لأن المستبد على الحقيقة عار لا يرتدي شيئا، إخراج الاستبداد لا يكون إلا بالتصارع مع المستبد نفسه، وإفهام الناس أنه لا يرتدي شيئا، سواء أكان يعجبنا الثوب الذي يزعم أنه يرتديه أو لا يعجبنا ذلك.

النظام في السودان هو صورة من صور تركة عبدالناصر الثقيلة، والتي تجلت في ليبيا والسودان واليمن وسوريا والعراق والجزائر بشكل واضح وفج، هي صورة العسكر المماليك المتوثبين على السلطة، بحجة القومية العربية، الاشتراكية، تطبيق الشريعة الإسلامية، تحرير السوق، تحرير فلسطين، الخ... من الحجج التافهة للاستبداد العسكرتاري.