يا جعفر علي وكمان يا هالة،

أنا أدافع عن حق الناس في عمل ما يريدون دون تحكم،

ومن حق السيخي أن يرتدي عمامته إن كان مضيفا، ومن حق المسيحي أن يضع صليبا، ومن حق المسلم الذي يرى وجوب اللحية أن يطلقها، دون وصاية وتحكم من اليمينيين كما أراك عزيزي.


أنا بصفتي أسكن الدول الاسكندنافية، وبصفتي أركب في طائرات شركة ساس العريقة، العضو في ستار ألينس، فقد رأيت دنمركيين وسويديين بلحى مهذبة يمارسون مهنة المضيف، دون اعتراض وتحكم من الشركة، ومنهم من أعرفه شخصيا بحكم الجيرة، بل إن موضة السنة في السويد والدنمرك هي الاحتفاظ بلحية ما عند الشباب.

هناك لحى مقبولة، وهناك لحى مقرفة، وكما أرفض إلزام موظفة مسيحية بارتداء الحجاب بحجة كونه من اليونيفورم، كذلك أرفض حجة منع الموظف من اطلاق لحيته ضمن مدى معقول لمجرد أن هناك من يعاني من الإسلاموفوبيا ويريد أن يمارس وصاية على الناس خشية أن تقام دولة الخلافة في الطائرة.

من اتهم بقيادة الطائرة التي ضربت البرج الشهير، كان حليق اللحية والشاربين. فالأفكار المتطرفة على فرض وجودها لا تتعلق بلحية وشاربين.

أنا شخصيا لا أطلق لحيتي ولا شاربيّ، لكني لا أجد مبررا لي أن أمنع غيري من إطلاقهما، سواء أطلقهما مقتديا بمحمد بن عبدالله، أو بكارل ماركس وفريدريك أنجلز، أو موضة، أو شو ما كان.

بالمناسبة، المضيف لا يعد الطعام، لأنه ليس طباخا. من يعد الطعام ليس في الطائرة أصلا، المضيف يسخن الطعام وهو في علبه في جهاز مخصص لذلك، ويقدم الطعام مغلفا مسلفنا ليس فيه من شعر المضيف ولا شعرة.

ثم إن سلمنا جدلا أن القضية نظافة شخصية، فمن الأولى أن يغطي المضيفون والمضيفات شعورهم منعا من تطاير الشعر كالعهن المنفوش في أرجاء الطائرة، وحينئذ يعترض الاسلاموفوبويون والوصائيون على فرض الحجاب على النساء المضيفات.