الأخ العلماني .
تحية طيبة .
أشعر أن نارينا عبرت عني أيضا ، بالمناسبة لاحظت أن خفة الظل كثيرا ما تكون دليلا على الذكاء و ذكاء المشاعر خاصة ، في حين ان السماجة غالبا مؤشر لا يخطئ على الغباء .
فعلا أتفهم أن تشعر بالغضب و إجحاف الزملاء و عدم تقديرهم و امتنانهم لضيافة مجانية مع عقول متميزة و الأهم جهود متميزة ، لكن لنتفق أن الذي يبحث عن الإنصاف و التقدير عند الاخرين خاصة على النت مخطأ ، فمعظم من يأتون إليه هم أنفسهم من يبحثون عن أهمية و تقدير غالبا غير مبررين !. عودت نفسي منذ زمن طويل جدآ ألا أبني تصرفاتي على رد الفعل تجاه سلوك الآخرين ، بل أن تكون أفعالي كلها مبادرة مني و تلائمني. متى وجدت لديك ما تعطيه .. أعطه ولا تفكر بعد ذلك خطوة واحدة ، إذا أردت ألا تعطي توقف فورا ،و ما أكثر الحوائط و الأشجار لمن أراد ان يشج رأسه .
شخصيا أريدك أن تعرف أنني ممتن لك بالأساس و لزملائك في النادي على المتعة و السعادة ، التي حصلت عليها عندما وجدت مكانا فيه من يشاركني أفكاري التي أصبحت مهجورة منذ زمن بعيد في مجتمع موغل في الأصولية ،و يزداد ظلامية و ختلآ كل يوم ..العلمانية و التنوير و الليبرالية الثقافية و السياسية ،و الأهم المتابعة اللصيقة للجدل الثقافي في عالم سريع التغير. لا أزعم أن هناك كثيرون صمدوا لطوفان المعرفة و ارتباك الأزمنة ، و لكن حتى أولئك الغرقي نتعلم منهم لم غرقوا و نحاول البقاء .
لست أدري تماما ما هي دوافعك للبقاء كل هذا الوقت ، خاصة أنني لا أراك مساهما مثابرا بل غالبا مراقبا في ( مدرسة المشاغبين )، أي متحملآ الواجب الأثقل خالي من المتعة ،و لكنني أمتلك سببا قويا للبقاء ياليت يتفهمه الزملاء ، إني لست سياسيا ولا كاتبا و لا أبحث عن أهمية بين زملاء مهما كانوا أعزاء فليسوا جزءا من حياتي الطبيعية ،و لكنني على ثقة أنه كي أستمر نفس الكيان الثقافي الذي كنته دائما ، لا بد أن أقدم منتجا حتى استمر مستهلكا ، بدون ما قدمته لظللت أفقدهذا الكيان الباحث حتى ينتهي بي الحال بابا الطيب الحنون ،و الزوج المتعب الذي يجب وضعه حتى النهاية تحت المراقبة ،و ما أكثر هؤلاء جميعا .
عندما عادت ابنتي من رحلة عمل من هولندا و جدتها فخورة للغاية بأنها لم تشعر هناك بغربة ، و حتى المكتبة الكبيرة في مكتب مدير الفرع هناك كانت تشبه مكتبة بابا كثيرا ، لهذا كانت قادرة أن تتحدث عن هيمنجواي و كامو و ديستويفسكي و جان آنوي و ... كأفراد من العائلة ، كانت فخورة أنها مصرية و لكنها جزء أصيل ينتمي إلى هذا العالم القائد المبدع ، و أنها وحدها كانت كذلك . أتصور ان هناك من يشاركها هذا الشعور من زملائنا في النادي . يبقى أن هذا لم يكن جهدي وحدي بل يشاركني فيه نادي الفكر العربي الذي حافظ على أفضل ما لدي .. حضارة الإنسان المعاصر .
لا أعتقد انني تحاورت كثيرا مع العلماني بل ربما أقل القليل ، فما نشترك فيه نتطابق بحيث لا يوجد ما أضيفه ،و ما نختلف فيه يكون الخلاف جوهري لا يمكن تجسيره ،و يكون الحوار مضيعة للجهد ، فمنذ اللحظة الأولى أرى كلاهما الإتفاق و هوة الخلاف . رغم هذا كنت أشعر ب(الونس ) طالما العلماني في الجوار ،و أتمنى أن يبقى كذلك .
العلماني .. لم أفهم بالفعل حكاية الإنسحاب تلك ، فلو تخليت عن الإشراف ستجد وقتا كبيرا جدا ، طبعا لا يطالبك أحد بأن تقضي هذا الوقت في الثرثرة في النادي ،و لكن سيكون لديك ما تريد أن تقوله و تشارك فيه غيرك ، لهذا أرى أن تؤجل قرارك في الغيبة الكبرى حتى الشكل الجديد للنادي أو الرحيل الجماعي . عموما أنا لا أحب تلك النهائيات لأني أراها غير طبيعية ، أو أنها طبيعية أكثر من أن تكون حدثا .
خالص التمنيات لك .
و سواء كنا بصدد نهائيات او مجرد ثرثرة معتادة
أكرر شكري و امتناني .
عنواني البريدي لمن يشاء

libertybird@gmail.com
سيسعدني لو أرسلت لي بريدك أو صفحتك على الفيس بوك .
سأنشأ خلال الفترة القادمة مجموعة على الفيس بوك (جماعة الفكر العربي ) تشمل من يريد من الزملاء كي تكون حلقة وصل لهم .
و سيسعني مشاركة من يريد بصرف النظر عن اتجهه الفكري او موقفه الشخصي من بهجت .