زميلنا فانسي

لا يوجد شروط في السيدة الأولى و لكن هناك أعراف غير مكتوبة و هناك common sense
يعني ناظر مدرسة أو مدير شركة في مصر أو غير مصر لا أتوقع أن تكون كل مؤهلاته هي الثانوية العامة
فما بالك بسيدة أولى ستكون وجه مصر أمام العالم. امرأة كهذه كيف ستبيض الوجه حين تجتمع بمحاميات و دكتورات قانون و اقتصاد و علوم سياسية ووو في عصر المعلوماتية و اقتسام العالم و في منطقة مضطربة منه؟
عندما كان غورباتشوف و زوجته ينويان زيارة أمريكا في عهد ريغان كان الشعب الأمريكي يتساءل بخزي و و مش عارف يودي وجهه فين: ماذا ستفعل و ايه تطلع الهبلة نانسي جنب دكتورة الفلسفة؟! اللي هي لاريسا غورباتشوف.
يعني أمريكا اللي هي أمريكا تحسب حساب منظرها قدام العالم.

و لعلمك أنا لا أعترض لأني أريد الغرب أن يرضى عنا. ان شاء الله عنه ما رضي. بل من أجلنا نحن أعترض. و لن أعترض حتى لو كانت السيدة نجلاء ترتدي زي الفلاحة المصرية 24 ساعة. بالعكس أتمنى ذلك جدا لما فيه من اعتزاز بالهوية و التراث و البيئة و رفض للتنازل عنها انصياعا للآخر. و مع ذلك برضه الفلاحة ممكن أن تظهر بشكل جميل.

و ثانيا أنا لست ضد حجابها كما تظن أنت فهذه شعوبنا و معظمها محجب لكن الحجاب ممكن أن يكون أنيقا و المحجبة ممكن أن تظهر بشكل لائق و جميل. لكن كما ترى أم أحمد امرأة مهملة في مظهرها كله و عاداتها الصحية و اهتمامها بنفسها و نظرتها الايجابية لذاتها متدنية و كل هذه أعراض تخلف تشاركها فيها ملايين غير المحجبات. فلا رياضة و لا عادات صحية و لا اهتمام بأنوثة. و بركة ان الخيمة تخفي كل شئ. هكذا يفكرن بدلا من الاهتمام بذلك الكل شئ. و أيضا "ما احنا اتجوزنا خلاص و راحت علينا .. هو احنا فاضيين من شغل البيت و العيال"؟ اسلوب متخلف في التفكير.

كلينتون و ساركوزي هم الاستثناء الذي يؤكد القاعدة و لذلك عملت فضائحهم ضجة. لم نر هيلاري و لا ميشيل اوباما و لا مارجريت تاتشر و لا ميركل و لا ليفني و غيرهن بمظهر غير بروفيشنال و لا رأيناهن يتقصعن أو يتمايلن بغنج و دلال. بل جمعن الدماغ و الأنوثة و المظهر اللائق. و انا هنا لا أدافع بل اؤكد مسألة الاعراف الدولية غير المكتوبة حد علمي.

و مشكلة مصر ليست الست نجلاء بل انها ليست مشكلة على الاطلاق فليس ضروريا أن تظهر في وسائل الاعلام و تلتقي الوفود و وووو حالها حال زوجات الكثيرين مثل المالكي و نجاد و "قرن في بيوتكن" و اذا بليتم فاستتروا". محلولة الحكاية و خالصة. و لكنه موضوع و انفتح في النادي ليس الا. المشكلة في تخلفنا الشامل كله على بعضه. و يابويا عالليل و آخره. حكاية التخلف حكاية طوييييلة.

أما تساؤلك عن من ترضينا كبديل فاستغربه. هل تصحرت مصر و قحلت و ما عاد فيها نساء مثقفات واعيات؟؟؟ معقولة هذا الكلام و نحن نعلم انه منذ الخمسينات كان في مصر عالمة ذرة و رائدات في شتى المجالات؟

عموما لسنا بصدد تغيير الحجة فقد فات الأوان و اللي كان كان.