غورو،

برضك انتهت المقابلة، لا شيء لدي أقوله لمن كان من مثل حالتك.

نيجي للمهم،

هناك أناس يقومون بجريمة الاغتصاب، من شتى بقاع الدنيا،
منهم المسلمون، منهم النصارى، منهم الملحدون، ومنهم غير ذلك.

لم تكون جريمة ملا ما حاكما على المسلمين في بقاع الأرض؟ هل يلام المسلمون بجريمة فرد منهم؟ حتى لو طالت لحيته، وخف عقله، وقصر ثوبه؟

ما أراه من الزملاء هنا هو نوع من التنميط، وهو غرس صورة معينة في ذهن المتلقي، أن المسلم ليس إلا سلفي قصير الثوب طويل اللحية خفيف العقل يغتصب القاصرات.
وحتى لا يعترض مثلي، فإنه من السهل تغيير الإسم من المسلم إلى المتأسلم، أو الإسلامي، أو الإسلاموي.

لأن المقصود ليس كفّ الإغتصاب، بل المقصود تنميط الإسلاميين تمهيدا لإقصائهم وإبادتهم.

الإغتصاب جريمة معلومة من الدين بالضرورة، وفيها حدين وديّة، فيها حدّ الزنا على المغتصب، وحدّ الحرابة عليه أيضا لأن ما قام به يدخل في باب الإفساد في الأرض، وحق المجني عليها في ديّة على نفس الجاني، يدفعها قبل الحد لأن الحد فيه قتله.

إن كان الباكستانيون قد درج بينهم أفعال غير شرعية، لا علاقة لها بالإسلام شريعة ونظام حياة، فلا يليق أن نأتي بأفعالهم لنصم بها المسلمون في كل مكان، هذا يدخل في باب تنميط الخصومة.

في بعض القبائل الباكستانية، يقومون بإجراء عقوبة الإغتصاب الجماعي على أي فتاة، جرؤ أحد أقاربها أن ينظر أو يهم بزواج فتاة من طبقة أعلى منهم. هذه العقوبة لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية، ولا علاقة للشريعة الإسلامية بها، لا فقها ولا اشتقاقا ولا اجتهادا ولا نصا. والإتيان بجريمتهم كمثال ضد الشريعة الإسلامية غير مقبول، كما أن تنميط الجريمة وتكييفها لتصير ثوبا حصريا ضد الإسلاميين هو أيضا غير مقبول.

التنميط يؤدي إلى إقصاء الآخر، والذي بدوره يؤدي إلى جهل بالآخر ومن جهل شيئا عاداه، وهذا كله يؤدي إلى عمليات قمع وإبادة ممنهجة، وهو مما أظن أن بعضا ممن يداخل هنا يفرك يديه حبورا به لو تمّ، كما قال فيه مولانا تبارك وتعالى (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمّة).

نرجع لأفغانستان، موضوع الكلام،

من شهادة لبروفيسور علوم إجتماعية، درسني في ستوكهولم قبل سنتين، عاش هذا البروفيسور في كابول باحثا في الفترة بين 1998-2006، فإنه قد شهد أن زراعة الأفيون، الرقيق الأبيض، والجرائم ذات الطابع الشوارعي، قد ازدهرت في فترة أمراء الحرب قبلا، وفترة الغزو الأمريكي بعدا، وأنها تقلصت تحت حكم طالبان، وذلك يرجع لسبب لا علاقة له بالدين ولا بطالبان. يرجع السبب وفق تقديره إلى العادات القبلية المسيطرة على المجتمع الأفغاني، والتي تشبه إلى حد بعيد كما فهمت العادات القبلية في المجتمع العربي الجاهليّ. وأن سبب انحسارها تحت طالبان برأيه كان لأن طالبان قدمت مفهوما للدولة يتجاوز القبيلة إلى ما هو أكبر منها، ويلزم الناس بطاعة من هو خارج القبيلة بأمر ليس من العادات والتقاليد بشيء.