كم من جريمة ارتكبت باسم مصلحة الوطن، مصلحة الأمة، مصلحة الدين، مصلحة مدري مين...

التعذيب جريمة، ويستوي في ذلك ارتكابه لأي مصلحة،

أما الوطن، فلو لم يكن يحفظ كرامة الإنسان الذي يعيش فيه، فهو عبارة عن زريبة لا أكثر ولا أقل. لأن الإنسان هو الذي يكرم الوطن وليس الوطن من يكرم الإنسان، الإنسان هو الذي يقدس الكعبة وليست الكعبة من تقدس الإنسان.

حين ننتهك إنسانا بحجة الحفاظ على الأمن، فنحن قد أضعنا الأمن والإنسان، وحين ننتهك إنسانا من أجل الحفاظ على الوطن فلا وطنا كسبنا ولا الإنسان.

أما ما تكتبه هنا، فهو ليس دفاعا عن عمر سليمان، بقدر ما هو دفاع عن التعذيب وتبرير له وشرعنته، وجعله الأسلوب الطبيعي للتحقيق والتحري والتجسس.
نقلت من مصادر اتهامات لعمر سليمان بارتكاب جريمة التعذيب، بالإضافة إلى شخصه، وبالإضافة إلى منصبه، فبدل أن تبين لي ضعف هذه المصادر، وتهافت هذه الإتهامات، تأتيني بتبرير للتعذيب لا أدري كيف يصمد أمام ضميرك حين تضع رأسك على وسادة لتنام، حين تربت على رأس طفلك، وحين تسجد بين يدي ربك. حقيقة لا أدري كيف يبرر البعض للتعذيب تحت أي بند.
وكأن تبريرك للتعذيب سيبرر بذلك عمر سليمان.

هنا عزيزي ليس الهدف محاكمة عمر سليمان الشخص ولا اللواء، لأن الرجل بين يدي ربه، ولأنه لم يعد لواء بعد اليوم، هنا المحاكمة لضمائرنا نحن، ولشخوصنا. كيف نرضى أن نجعل من رموز الإستبداد وأدواته مفاخر نتيه بها طرّا على العالمين، وكأن فخر الإنسان يكون بانتهاك غيره من بني البشر.


أما أنك لم تدخل مركز أمن مدة 42 سنة، فلو أجبتك على هذه يا عزيزي لعلي قد أثير غضبك الشديد، ولعلي قد أخسرك، فدعها جانبا اليوم.