يرعى المستبد المجرمين، يرعاهم ليرعب بهم المجتمع، ويجعلهم بعبعا يصير وجوده بهم مطلوبا للحفاظ على الأمن والأمان، وما درى الناس أن الأمن والأمان لا يتحقق في ظل الإستبداد، إلا بقدر ما يتحقق للخراف المنتظرة دورها في المسلخ حتى تذبح، أمانها ينتهي بوصول دورها تحت السكين.

ومن المجرمين الذين نبتوا في ظل الإستبداد كان القاعدة، وما يشبهها من تنظيمات تتبع العنف وسيلة وأسلوبا ومنهجا.
هذه التنظيمات لم تكن لتوجد لو لم يكن على الناس مستبد، هم رد فعل طبيعي جدا على عنف المستبد وإقصائه لغيره واحتكاره للحق والحقيقة، واتخاذه الناس عبيدا ومطايا.

كل تطرف من الناس كان إنما بسبب تطرف من الحاكم المستبد، وتقويم هذا الحاكم أو عزله، أو حتى محاكمته، إنما هو اللبنة الأولى لأي إصلاح وعلاج للجماعات المتطرفة، يستوي هذا الحال في مصر وفي روسيا، وفي الولايات المتحدة، وفي الموزمبيق.