عجيب جدا،

العجيب هو أنني أسعى لإثبات أن التعذيب جريمة، وأنه لا يجوز استخدامها في التحقيق وما شابه.

حقيقة لا أريد أن أثبت أن التعذيب جريمة، أنا على ثقة بعدالة الله عز وجل التي ستجعل من يرى التعذيب شيئا جيدا، أنه سيذوقه قبل أن يموت حتى يعلم أي شيء كان يدعو له.

الخطأ لا يبرر بمثله.

بغض الزملاء للإسلاميين عموما، والذي يحاولون تبريره بإبراز الوجوه المتطرفة هو ما يدعوهم لتأييد التعذيب لمن يبغضون، ولأن الدولة بيد أمثالهم اليوم فهم يشعرون بالسعادة لها والطرب لأصوات المعذبين، أما حين تنقلب الآية ولا بد أن تنقلب، وحين يرد التطرف بمثله، حينذاك سنراهم يولولون ويلطمون ويدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور حين ينزل عليهم ما كانوا يستمتعون بإيقاعه على المخالفين لهم.

ما توصلنا له في هذا الشريط ليس فقط واقع عمر سليمان والتعذيب، بل ما توصلنا له أن هناك من زملائنا في النادي ممن يرى التعذيب الممنهج طبيعيا ومشروعا ومطلوبا بحق المخالفين للدولة لا سيما الإسلاميين منهم، طالما أن الدولة هي لهم ومنهم. بل ولا مانع من توسيع هذا التعذيب ليشمل من يتم نقله من قبل المخابرات الأمريكية أو المباحث الفدرالية الأمريكية.
هي مشكلة ضمير قبل أن تكون مشكلة قانون، طبعا لا أستطيع حوار من يرى أن إبادة المدن أمر لا شيء فيه من أجل الحفاظ على وحدة الدولة وكرسي عرشها، ولن أستطيع حوار من يرى التعذيب مبررا تحت أي ذريعة، وأخيرا وليس آخرا أعجب من أمر الزميل مسلم الذي بدل أن يضع إصبعه على المشكلة التي هي التعذيب، يبررها من واقع "وإنت يا خالد أيدت فلان" فمعناه خلينا نبرر التعذيب الذي صار على يد عمر سليمان من أجل أن خالدا قد أيد الجيش الحر الذي يبغضه الزميل مسلم، هلا اتخذت موقفا مبدئيا بعيدا عن خالد وهواه يا مسلم؟

يفتى على ذهب المعز وسيفه ـــ وهوى النفوس وحقدها الملحاح