حكومة عموم فلسطين والمسؤولية المصرية

سنتوقف عن الحديث بلغة الإسلام ولغة العرب مع الزملاء المصريين ممن يردد لسان حالهم عبارة "مصر أولا"، ونسألهم ما هو دور الدولة المصرية الحديثة التي شهدت النكبة ثم النكسة عن فرط حكومة عموم فلسطين، وتضييع قطاع غزة الذي هو تحت الإدارة المصرية؟

طبعا المسؤولية ليست منفردة، فيشاركها فيها غيرها من الدول العربية، لكننا سنسأل من يريد خنق القطاع وسد الأنفاق ومنع القطاع من الوقود والغذاء، من الذي حال بين حكومة عموم فلسطين وممارسة سلطتها "الطبيعية" في غزة؟
من الذي وضع القطاع تحت إدارة "غريبة" عنه، غريبة هنا وفق قرارات عصبة الأمم ومن بعدها هيئة الأمم، ووفق تفاهم اللوردين كرومر وهربرت صموئيل؟
من الذي لم يتح لأهل قطاع غزة الفرصة أن يستعدوا لأي غزو إسرائيلي بالسلاح والمال والرجال، ولم يتح للفلسطينيين اللاجئين في بقاع الأرض أن يحتشد منهم من يريد في قطاع غزة، وحال بين الناس والدفاع عن نفسها، ثم سلّم القطاع لقمة سائغة عام 1967؟
ثم يريد أن يمنع أهلنا من المصريين أن يكونوا لنا عونا وردئا كما ينبغي أن يكون؟


حين نريد أن نتحدث بلغة القانون، بعيدا عن لغة الأخوة والمسؤولية المشتركة التي يفرضها واقع أن الناس على كلا جانبي المعبر هم شيء واحد، فلا بد أن نجد المسؤول ونحاكمه أيضا، حتى لو مات، والمسؤولية مشتركة بين عهد الملوك وعهد المماليك.

بالنسبة للي كان خايف على الأمن القومي المصري،
الأمن القومي المصري لم يخدش حين كان الجنود الإسرائيليون يطلقون النيران العشوائية على حراس الحدود المصريين، الأمن القومي المصري يخدش حين يقوم الفلسطينيون بتهريب مواد البناء والمؤن والسلاح ليدفعوا عن أنفسهم الغول الهاجم.
الأمن القومي المصري لم يخدش حين يجول سياح الإسرائيليين في سيناء ويصولون، لكنه يخدش حين يريد فلسطيني أن يعبر إلى المطار حتى يلتحق بشيء يخصه في أحد بقاع الأرض.

ريته ما يبلى هالأمن القومي، بس لو ما يكون على ناس وناس.