عزيزي مينا،

هل الدولة المصرية الحالية هي امتداد لدولة كمت التي انتهت على يد الإسكندر المقدوني؟
وهل دولة العراق الحالية هي امتداد لدولة البابليين والكلدانيين والأشوريين؟
وهل دولة لبنان الحالية هي امتداد لدويلات الفينيقيين؟
الخ...

حقيقة لا، لأن الدولة ليست بقعة جغرافية، ذلك هو البلد، أما الدولة فهي شخصية اعتبارية لفكرة سياسية يراد إيجادها في الواقع، يعني شي بيشبه الشركة.

إن وجدت شركة ما بإسم شركة الموز المتحدة قبل 400 سنة، ثم انتهت بإعلان إفلاسها، ثم قمت أنا اليوم بشراء مقر تلك الشركة القديمة، وأسست شركة جديدة بنفس الإسم، لا يعني هذا البتة أن الشركتين واحدة.

الدولة المصرية الحديثة تمّ تأسيسها بمجموعة من القرارات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة: دخل فيها الدولة العثمانية وفرنسا وبريطانيا وعصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، ولم تنشأ كنتيجة طبيعية لنمو المجتمع نحو إنشاء دولة تعبر عنه، والفكرة السياسية التي تقوم عليها الدولة المصرية الحديثة ليست إلا إعادة إنتاج للفكرة المملوكية، من حيث تسخير المجتمع لخدمة العسكر تحت باب لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، على الأقل منذ 1952. وهذا الكلام لا علاقة له بدولة كمت الفرعونية التي نشأت نتيجة توحيد مملكتين على نهر النيل بجهود ذاتية من أهل المنطقة، وكانت الفكرة السياسية التي تقوم عليها هي الفرعون إبن الآلهة وسليل رع.
شو جاب لجاب.

أما البلد، أو الناحية، فهو موجود قبل نزول الهوموسابينس وادي النيل، وسيبقى حتى بعد أن يترك الإنسان الكرة الأرضية بعد حين من الزمان.