الوضع في فلسطين يختلف تماماً ، لأن القدس تعيش عملية "تهويد" صهيونية ، فيجب الصلاة فيها للحفاظ عليها وعلى كينونتها الإسلامية والعربية وكذلك الحفاظ على أصالتها من خلال الصلاة ، بينما الأمر مختلف تماماً عند وجود "أزمة" عابرة وحرب دموية بين أطراف مسلحة في منطقة مغلقة عسكرياً ، ولو أن هناك حرباً اندلعت عند المسجد الأقصى وكانت الصلاة ستؤدي لإعمال القتل في المصلين فطبعاً أنا لن أذهب وضد أن يذهب أحد لمجرد الصلاة وتكون النتيجة هي روحه ونفسه ، كما أن المسجد الأقصى ملكنا وملك أرضنا ونحن نقاتل على أرضنا ومستعدين لدفع الثمن للحفاظ على هويتها ، بينما الحجاج الايرانيون ليسوا سوريين أبداً والمزارات ليست ملكاً لهم كذلك ، ولو أن النظام منع الايرانيين من الذهاب لهذه الأماكن هل تعتقد أن الايرانيين سيقاتلون من أجل الذهاب لهذه المزارات ؟ بينما نحن سنقاتل ونشعل الانتفاضات من أجل المسجد الأقصى ، فتخيل مثلاً أن هناك معبداً يهودياً في مصر ويجيئ إليه الحجاج اليهود من إسرائيل واندلعت حرب بين مصر وإسرائيل وهناك أحاديث على كون هؤلاء الحجاج لديهم مهمات عسكرية واستخبارية-حتى لو ثبت كذبها- هل تعتقد بأننا سنسمح بدخول هؤلاء ؟

كما أن الحكومة الايرانية تستطيع منع الزيارة ، وبكل بساطة تحظر السفر إلى سوريا في هذه الأوقات ، وتمنع الطلعات الجوية وأي شيء يتعلق بسوريا وهذا يحصل في كل بلدان العالم ، أما لماذا تمنع الزيارة ، فلأن هذه الثورة هي أزمة وقتية -ستنتهي بالقضاء على نظام الأسد- والدولة التي ترعى الحجاج طرف في هذه الأزمة بل وطرف فعال جداً ، ورغم أني ضد اختطاف هؤلاء-لو ثبت فعلاً أنهم مجرد حجاج- ولكن ذنبهم على جنبهم حقيقةً ، وأتمنى أن يمتنع الشيعة وخصوصاً غير السوريين عن زيارة هذه المزارات لحين انتهاء الثورة السورية .

...........................

أخي فرات رمضان مبارك علينا وعليك ، وكل عام وأنت بخير إن شاء الله ، وأعاد الله علينا العيد بانتصار الثورة السورية .