موطنون من غزة للمصريين : سكان قطاع غزة ليسوا كلهم حماس
تاريخ النشر: الثلاثاء 7/8/2012م الساعة 18:25م



أمد/ خاص / تزداد حدة الغليان في مصر ، بعد جريمة ارتكبها إرهابيون لا يؤمنون بدين ولا يتصلون بإنسانية ، وفعلهم المدان جملة وتفصيلاً لا يحيد عنه عاقل و فطن ، ولكن للمتاجرين بدماء الابرياء لهم أقوال وتأويلات ، يحشروها بعموم الامور ، في قصر نظر يوحي دفاعهم عن العموميات بأنهم يدافعون عن مجرمين ، وهذا الغباء الذي يمارسه بعض قادة حماس ، بدفاعهم عن حركة حماس ، وكأنها كل قطاع غزة ، لتخرج من حرج وقعت به بفعل انقلابها على الشرعية ، وسعيها بفصل عربة قطاع غزة عن باقي الوطن ، لتوهم الجوار أنها هي الحاكمة والمسيطرة على الواقع ، وفي حوادث مثل جريمة مقتل الجنود المصريين ، تقوم حماس بخلط الأوراق وتستتر بالسكان المحليين ، وترجع الى خلفهم لتحمي رأسها من سيف القصاص، وهنا تنتقل الأمور مشوهة الى الجوار المصري ، ليعتقد العامة في هذا البلد الكبير ، أن كل فرد يسكن قطاع غزة هو 'حمساوي' ينتمي اليها ويقويها ومجند في أطرها ، فأذا ما أخفقت حماس في أمر ما ، يدفع ثمن اخفاقها عموم سكان القطاع ، وفي هذا لبس وتدليس ، فليس كل فرد في قطاع غزة ، 'حمساوي' بل الاغلبية التي تقطن قطاع غزة وتقيم فيه ، غير راضية عن سياسة حركة حماس ولا على حكومتها ، ولكن سياسة العصا الغليظة المستخدمة من قبل أجهزة أمن حماس ، تجعل سكان القطاع أكثر خوفاً على أنفسهم من قول الواقع .

عبير صادق وهي طالبة دراسات عليا تقول لـ (أمد):' أن حركة حماس أدخلت القضية الفلسطينية برمتها في حرج كبير سواء على الصعيد الدولي والاقليمي والعربي ، وهذا نابع عن جهلها بممارسة السياسة ، وإدارة شئون الناس ، وتدوير العلاقات العامة حسب مصالح الرعية ، وحماس التي اقحمت المجتمع الفلسطيني بكثير من القضايا الداخلية للدول ، خاصة تلك الساخنة والتي تشهد توترات داخلية مثل ايران وعلاقتها بالخليج العربي ، وسوريا التي انسحبت منها بعد ضغط قطري واضح ، ومصر التي اطلقت الاعيرة النارية وسيرت مسيرات شعبية عند فوز الرئيس محمد مرسي ، وغيرها الكثير وهذه ابرزها ، وكان الحري بحركة حماس أن تفرق بين العمل الفصائلي على العمل الوطني ، فارتباطاتها مع الاخوان المسلمين ، أكثر المبررات بتولد كراهية سكان قطاع غزة المحكوم بقبضة حماس عند المصريين، ومع وقوع جريمة رفح المصرية ، ظهرت الكراهية المصرية لسكان القطاع ، وهذه الكراهية غير منفصلة عن كراهية اغلبية المصريين لحركة الأخوان المسلمين ، ولو أن حركة حماس ابتعدت عن الزج بالفلسطيني في شئون البلاد الداخلية لإنعدمت الكراهية لسكان قطاع غزة ، ومن واجبنا وواجب وسائل الاعلام اليوم أن تبين للرأي العام المصري ، أن سكان قطاع غزة ليسوا كلهم حماس وأخوان ، بل الوجه الصحيح أن أغلبية سكان قطاع غزة رهائن في يد حماس بحكم الانقلاب الذي نفذته عام 2007م'.

اما مصطفى مسعود وهو مدرس يقول لـ (أمد) :' على المصريين أن يفرقوا بين المنتمين لحركة حماس ويستفيدون منها ويؤمنون بفكرها وهم يمثلون 27% من سكان قطاع غزة وبين أغلبية السكان في القطاع الذين يمثلون 73% ، لذا لا يجوز معاقبة الاغلبية بفكر الاقلية وأن ادعت فوزها بالتشريعي عام 2006م والشعب المصري ، شعب مثقف وواعي ولديه من العقول ما تكفي لتعريفه بطبيعة واقع قطاع غزة ، وميول سكانه ، ولكن على مثقفينا بذل المزيد من الجهود لنشر الوعي الكافي في الرأي المصري العام ، لكي يفرق بين حماس كحركة تحكم القطاع بإنقلاب عسكري ، وبين غالبية السكان في القطاع، وعلى وسائل الاعلام ورجالات السياسة والرأي توضيح الواقع للمصريين ، نصرة للحقيقة ، فما ذنب مريض مهددة حياته أن يمنع من السفر بجريرة فعل مجرمين ارتكبوا ما تندى له كل جبين'.

الشيخ محمود البيرو اكتفى بقوله لـ (أمد) :' على الأخوة المصريين أن يتذكروا حكمة سيدنا يوسف عندما اكتشف صاع الملك في عير أخيه ، فأخذ العير الذي وجد فيه الصاع وأخلى سبيل الباقين وحمّلهم المزيد من المتاع ، وقال تعالى في الواقعة :' 'قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ' [يوسف:79]. لذا على الأخوة المصريين أن لا يأخذوا مليون ونصف المليون بفعل أشخاص مجرمين ، فإغلاق المعبر فيه ظلم كبير لسكان قطاع غزة ، وضربهم والاعتداء عليهم في مصر وطردهم فعل ليس من الاسلام والدين الحنيف بشيء ، ومن الظلم أن يكون سكان قطاع غزة معاقبون بحكم حماس لهم وأن يدفعوا ثمن اخطاء حركة حماس واستهتارها بما يحيط في قطاع غزة لمجرد أنها تريد حكماً ومصالح شخصية '.

أما كاتب معروف رفض ذكر اسمه لـ (أمد) يقول :' على حماس أن لا تخاطر بمصير الشعب الفلسطيني ، وعليها تطبيق المصالحة وتوحيد الصف الوطني ودخول الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، يكفيها عناد وتمسك بمصالح بعض قياداتها مستثمري الانفاق ..'