{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قربت آخرتك حزب الله
ابن سوريا غير متصل
يا حيف .. أخ ويا حيف
*****

المشاركات: 8,151
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #17
الرد على: قربت آخرتك حزب الله
أخ وحيد، شكراً لثقتك.

سأحاول أن أشرح لك الوضع، بعيداً عن الجو المشحون هنا بسبب بعض المؤيدين من غير السوريين الذين يمتهنون الاستفزاز على سبيل "خالف تعرف"، ولن أستطرد حول دورهم الذي يلعبونه في النادي بقصد أو بدون قصد، جهلاً أو رغبة بالظهور.
وسأكون صريحاً قدر الإمكان، وسأعرض الوقائع كما أعرفها وأراها وعايشتها وأعيشها دون تجميل.

بداية:
فإن الثورة السورية ثورة شعب مقموع، وهذا قد لا يختلف عليه حتى المؤيدون، فالأساس في الثورة هو الظلم، والفساد وإلغاء الإنسان بشكل تام. فحتى نفهم خلفية الثورة السورية (التي أراها حتمية). علينا أن نفهم طبيعة النظام السوري أولاً، والبيئة التي أخرجت منها هذه الثورة.
فالنظام السوري ليس كمثله شيء في الشرق الأوسط، فهو لا يشبه النظام التونسي ولا المصري وبعيد تماماً عن شكل النظام اليمني، فهو قائم على فكرة أساسية له وهي "إلوهيته" وهيبته الفائقة، وعلى صعيد التنفيذ فلقد شكل حوله عدة حلقات للهيمنة على الناس ونفوس الناس وأفكار الناس، فلعب على الطائفية والإقليمية والصراعات الطبقية بآن معاً، وهذا فعلاً أمر يتميز به النظام السوري وحده بجمع المتناقضات. فهو يعزز الانقسامات العامودية (طائفية إقليمية) ويبني أيضاً على الانقسامات الأفقية (الطبقية)، كذلك فإنه يدعي العلمانية ولا يرى ضرراً من التحالف من حزب الله السلفي الشيعي المتطرف دينياً، أو حماس الأخوانية أو إيران الإسلامية الثيوقراطية، ويستغلها كلها لهدف واحد وهو تعزيز سلطته كنظام متغلغل في كل أمور الناس. ولجأ إلى عدد كبير من الآليات لتحقيق ذلك، أولها أجهزة أمن قوية ومتعددة ومتغلغلة في الناس، واستغل كل مؤسسات الدولة لتعميق عبادة الشخص وتمجيده بشكل دائم من المدرسة للنقابات للإعلام للجامعات للجيش فليس لدينا مؤسسة واحدة خارج سلطته الدوغمائية الأمنية فحتى في الجيش هناك في كل فرقة وكتيبة كيان أمني يراقب الجميع. فهل تعرف بلداً يدرس في منهاج اللغة الفرنسية مثلاً ترجمة أقوال رئيسه القائد، أو يركز في منهاج التربية الدينية على منجزات القائد الضرورة؟
كذلك فهو اعتمد الفساد منهجاً، ولم ينشأ بشكل طبيعي كما في الدول البيروقراطية (الشيوعية مثلاً). بل إن الفساد والإفساد هي سياسة واعية مقصودة عليا انتهجها حافظ الأسد ليضمن ولاء الحلقة الثانية خصوصاً في الجيش والدولة. كما اعتمد على تخويف الأقليات، وضمان الولاء للطائفة العلوية من خلال عدة أدوات منها تجهيلها ودفع حثالاتها لمراكز مفتاحية في الجيش والأمن، ليبقي الطائفية متكرسة في المجتمع، شرط أن تبقى محسوسة دون أن تكون ظاهرة.
هذا الكم من الأدوات خلق دولة الرعب، حيث لم يعد يهم بعد فترة أن تكون مراقباً أو لا، فأنت تشعر بداخلك أن النظام قوي جداً، وأن أجهزة أمنه تراقبك وتعرف عنك كل شاردة وواردة، فأصبح الأخ يخاف من أخيه والإبن من أبيه والزوج من زوجته.
لذلك قلت مرة أن ثورة سوريا كانت معجزة، ولها إرهاصات بالطبع فما هي؟
أولها هو ثورة الاتصال، فالأنترنت والموبايل، جعل العالم أكثر تقارباً، وأتى جيل يضيق ذرعاً بهذا الوضع الشاذ الذي يعيشه، حتى بالنسبة للمصري أو المغربي أو حتى الخليجي. فهؤلا لا يتحدثون همساً عندما يرغبون انتقاد قياداتهم أو الحديث بالسياسة، فحتى المصري لا يرتعد ويشعر بالرعب حين يتحدث عن مبارك.
وأنا لا أتحدث على سبيل المبالغة، بل ربما لا أستطيع تصوير مقدار الرعب الذي كان موجوداً (وما زال جزئياً) في قلوب الناس، فالناس كانت حتى تخاف أن تنظر نظرة "مسيئة" لصورة القائد الرمز.
إذاً أتى جيل جديد، عاش بالإضافة للقمع عدة أمور سببها الاتجاه لليبرالية الإقتصادية بعد وصول بشار للحكم، وهو على فكرة نموذج غريب عجيب وفكرة حمقاء من بشار ومحيطه، فالليبرالية لا يمكنها أن تنجح إلا في جو ديمقراطي أو على الأقل مؤسساتي، وليس في ظل دولة أمنية تهيمن فيها وتتغول السلطة على الدولة، فالخصخصة التي قام بها بشار "شفطها" و"لهطها" أبناء قبيلته في الحلقة الأولى (مخلوف، شاليش) والحلقة الثانية بدرجة أقل، لأنهم تعودوا على ثقافة الفساد على المستويات العليا. فانحط كل شيء في سورياأكثر مما هو منحط؛ المستوى المعيشي، المستوى التعليمي الذي صار مخصخصاً فاسداً، العلمي، التقني ... الخ.
العامل الأخير الذي فجر الشرارة لدى هؤلاء الشباب هو الربيع العربي، فثورات تونس ومصر ونجاحاتها حمّست فئة شبابية للبدء بحراك شبابي تصاعد شيئاً فشيئاً، وقد استفاد في تصاعده بغباء النظام في التعاطي مع الحركة الاحتجاجية التي بدأت سلمية إصلاحية (تطالب بالإصلاح)، ثم مع تزايد سيول الدماء أصبحت ثورة جذرية، ثم ثورة مسلحة.
علينا أن نفهم أيضاً أن هذا النظام يعي أنه لو تنازل قيد شعرة سيسقط، لأنه قائم على فكرة أساسية لو سقطت سيسقط وهي إلوهية الشخص القائد، ليس مهماً طبعاً إن كان بشار يحكم فعلاً، ولكن الصورة هي التي تهم النظام، فيجب أن يقع في قلب الناس الخوف والرعب والوهرة والهيبة أمام النظام المشخصن. بغير ذلك سيسقط خلال فترة قصيرة. هذا ما يفسر أن النظام لم يقدم أي تنازل لشعبه، ولو شكلياً، فحتى طريقة تشكيله للحكومة كانت أسوأ من ذي قبل، وأتانا بدستور أكثر سوءاً مما قبله. فالدستور الذي هو عقد اجتماعي يجب لتأسيسه مشاركة كل مكونات الشعب/الأمة عند إقراره، ولكن النظام خرج علينا به لا نعرف من أين، وقام باستفتاء "مسخرة" لتصديقه، هذا عدا عن أن الدستور كله على بعضه والحكومات بسوريا لا أهمية بها، فمن يحكم هي عصابة أمنية تعمل خارج إطار الدساتير والقوانين والحكومة نفسها، كل سوري يضحك حين تذكر أنه الوزير قال وقرر وعمل، فنحن نعرف أنه أصغر عنصر أمن بيدعس على أكبر وزير، وهذه أيضاً ليست مبالغة بل حقيقة واقعة.
لذا كانت الثورةالمسلحة أو تسلح الثورة أمراً حتمياً، فهذا النظام لا مجال للحوار معه، لأنه لا يحاور ولم يحاور أحداً، وحين يتحدث عن الحورا فهو يتحدث عن الحوار مع نفسه وبقيادة ذاته.

الآن نأتي لدور الأخوان المسلمين:

دور الإسلاميين بشكل عام في بداية الثورة كان هامشياً، بحقيقة الأمر فإن دور كل القوى السياسية في البداية كان هامشياً جداً، حتى تلك التي كان لها وجود على الأرض (كقوى إعلان دمشق وهي بأغلبيتها قوى ليبرالية وكلها علمانية). بل إنها تفاجأت بالثورة، ومرت فترة قبل أن تستطيع إدراك الثورة ودعمها. أما الأخوان فلقد تأخروا أكثر.
بالإضافة إلى أن أخوان سوريا تاريخياً وحالياً يؤمنون فعلياً بالحياة المدنية الديمقراطية، وكانوا متواجدين في الحياة السياسية البرلمانية الديمقراطية في سوريا مثل غيرهم من القوى حتى وصول حزب البعث للحكم عام 1963.
عند بدء الثورة كان وجودهم التنظيمي والفعلي بسوريا شبه معدوم، ولقد اشتغلوا خلال الثورة على التواجد في الحراك كغيرهم من القوى السياسية، ولكنهم أقل حضوراً مثلاً من إعلان دمشق، ولكني أعتقد أنهم أكثر تنظيماً (كمثال فإن مؤسس تنسيقية الحراك التي يتهمها النظام السوري بالإرهاب والإسلامية ومدري شو، هو علماني ملحد من إعلان دمشق وأعرفه شخصياً). وأكثر شباب التنسيقيات يمقتون الأخوان ويتمهونهم بالعمل على مستقبلهم السياسي في سوريا أكثر من عملهم لدعم الثورة (وهذه حقيقة). أعتقد من ناحيتي بأنه سيكون لهم دور بعد الثورة في الفترة الأولى بسبب قوة تنظيمهم، ولكن مع ذلك لا أتوقع لهم أكثر من 20-30 بالمائة، وسوف يهبطون بعد ذلك لمستوياتهم الطبيعية في سوريا 5-10 بالمائة.
بالإضافة إلى أنهم ليسوا حاضرني بقوة في الجيش الحر (هناك قوى إسلامية أخرى ولكن ليس الأخوان)، والمجلس الوطني يسيطرون عليه نسبياً ولكنه أثبت فشلهم بسبب سياسة الأخوان المائعة.

بالنسبة للجيش الحر، فلا بد من نظرة تاريخية له لتشكله وتشكل كتائبه من خليط مدني/منشقين، وصولاً للوضع الحالي المستقر والموحد نسبياً اليوم.
ولهذا سأخصص مداخلة أخرى لاحقاً اليوم إن سمح لي الوقت.

خالص مودتي
طارق
08-20-2012, 03:08 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
قربت آخرتك حزب الله - بواسطة ابن سوريا - 08-17-2012, 07:12 PM,
الرد على: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة Emile - 08-17-2012, 07:36 PM,
RE: الرد على: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة Emile - 08-17-2012, 07:59 PM,
الرد على: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة Emile - 08-17-2012, 10:48 PM,
RE: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة forat - 08-18-2012, 04:47 AM,
RE: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة على نور الله - 08-18-2012, 07:00 AM,
RE: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة على نور الله - 08-18-2012, 08:28 PM,
الرد على: قربت آخرتك حزب الله - بواسطة ابن سوريا - 08-20-2012, 03:08 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS