عزيزي
1- نحن لسنا أمام حالات شخصية، ونوادر، بل أمام جزء من مشهد سوري ثوري، ولم يكن من معنى أصلاً للموضوع لو لم يكن في سياق الثورة السورية، لا لكاتبه ولا لمن رد وكتب فيه. أم
تعتقد أن ذلك لم يكن ليشكل أي فرق؟
2- ليس من المفروض أن يكون لك رأي بسيط، ولكني أرى في الفترة الأخيرة أنك تنحو للتبسيط، فأنت ضد الثورة (هكذا) وتطوع كل أدواتك وحججك لتكون ضدها، أنت تبسط بشكل لا أعرفك فيه. فأنت تريد للثورة المصرية أن تكون على مزاجك والسورية كذلك، ولا تريد أن تصيبك العدوى في الأردن. أنت مدافع تبسيطي أكثر منه ناشط مفكر، يعني تشتغل برد الفعل لا الفعل. تريد أن تركن للسهولة، للرفض، للنقض ليس إلا، وأعذرني على صراحتي ههنا.
3- معك حق بهذه، ولذلك لا بد من إسقاط النظام، لا الحوار معه وإعادة إنتاجه، إسقاطه يعني عملية هدم تعيد بناء المواطن والوطن السوري من جديد، بشكل يحقق منافع ضد ما تقوله لنا. يعني لكي لا نشابه نظامنا عليه أن يسقط. هذه حيوية ونشاط لا يمكنه أن يسقط أو ينتهي. لكن بحالة انتصار النظام ولو جزئياً فنصبح نشابه نظامنا للأبد، فهل هذا ما تريده.
بكل بساطة اليوم نعم لا يوجد مكان للحلول الوسط، هناك إسقاط للنظام أو ضرب للثورة والشعب والنفسيات لمائة سنة قادمة. لا نملك ترف التساؤلات حالياً، علينا أن نسقط نظاماً يفتت ويحرق البلد، لكي ننقذه. ما عدا ذلك هي أوهام المتوهمين. يبدو لي عزيزي رغم أنك زرت سوريا وعشت بها فترة ما فإنك لا تفهم طبيعتها وطبيعة أهلها وطبيعة نظامها، أو أنك لسبب أجهله تعاميت عن هذه الطبيعة.
أي شخص عاقل، ومدرك لطبيعة النظام، يعي تماماً أن النظام نفسه لا يستطيع حتى مجرد التفكير بحل سياسي. هل غاب هذا عن ذكائك.
أنا لا أحدثك عن ماذا نستطيع أو لا نستطيع فعله، بل عن طبيعة النظام نفسه، والآليات التي تتحكم بتصرفاته.
عزيزي لا يوجد أي وسيلة لتغيير حجر من حجارة هذا النظام سلمياً، ولقد كررتها مراراً منذ سنة وشهرين، والبعض لم يصدق، ولكنها الحقيقة الدامية.
فأنا لست مع التدخل الخارجي ولا مع العنف، ومع القول بأنه لا شيء جيد في الحرب إلا انتهاءها. ولكننا مضطرون يا حبيب، مضطرون لإسقاط النظام بشكل عنيف وثوري. لأنه لا طريق ثالث.
ومن يعتقد غير ذلك فهو لا يعرف شيئاً نهائياً عن سوريا.
وكلما طال أمد الحسم (وهو مؤكد لدي) كلما زادت خطورة الانتقال السلمي، وكانت مرحلة الانتقام أخطر وأطول.
فلكي تساعدونا، قدموا لنا الدعم لكي نحسم، أما الكلام الوسطي فهو يطيل المعركة، وبالتالي لا يغير على الأرض إلا ضريبة الدم وزيادة عليه.

وشكراً لكم على كل حال لأنكم استقبلتم لاجئينا. مش رح ننسالكم ياها. والله لا يحيجنا!

تحياتي