إن ما حدث ، لم يمكن إلا تعبير عن الإنحراف الفكري والنفسي، عن الوديعة الإلهية التي استقرت في الذات الإنسانية، وما كان إلا دليلاً على تشوه الخلق السليمة والسليقة التي فطر الله عليها خلقه .
نعم لقد نجحت الصهيونية في زج بعض المتربصين بالدين، في معارك سياسية، ونجحت في الترويج لكون هذه الدموية البشرية، مردها دين أو مذهب معين.. بينما جميع الحقائق تؤكد للأعمى قبل المبصر، أن جميع الأديان السماوية التي جاء بها الأنبياء، هي أديان تنفي من منطقها التطرف، وتحرم قتل النفس، ومعظمها منحت الذات الفردية، أو الجماعات الإنسانية، الإحترام المطلق وحاربت إراقة الدماء .
الغريب في قضية " الفيلم المسيء " أن أغلب ساسة الغرب ، ذهبوا بكذبهم عندما برروا هذه الأعمال بالستار الديمقراطي، والحرية وما إلى ذلك ... والأغرب أن يحاولوا تشويه صورة الإسلام، وتقديمه للعالم على أنه دين إرهابي، بدل أن يقوموا بحصر اللقب الفذ، بالجماعات التي تقوم بأعمال عنف، مدفوعة بمصالح في الأغلب مرتبطة بشخصيات غربية، والأكثر غرابة أن يسمى المعتدى على دينهم إرهابيين، بينما المعتدي يلقب بالحر، وما إلى ذلك من سخافات...
حتى سمعنا خطابات تقول، إن الإسلام هو المسؤول عن شذوذ بعض الجماعات وهذا تجني كبير..
إذا كان ديمقراطي الغرب، يضعون المسؤولية الكبرى على الإسلام...
فهل هذا يسمح لنا أن نقول، بأن النصرانية كانت هي المسؤولة الحقيقية عن الحربين العالميتين ؟، وهل يمككنا أن نتهم النصرانية، بالوقوف وراء القاء القنبلة النووية في هيروشيما؟، وهل نستطيع القول بأن أغلب كوارث البشرية، التي ارتكبتها حكومات غربية مردها الدين الذي ينتمون إليه؟...
من منا لم يسمع بوش عندما خرج على المنابر من العمق الأميركي مناديا ً إبان الحرب على العراق " سنجعلها حرباً صليبية " فهل تقبل روما أن نهاجمها باسم أكبر مجرم حرب عرفته البشرية ؟..
إذاً الغاية واضحة، تشويه لصورة الإسلام، ولن يقدم على فعل ذلك مسيحي لا يعرف حتى ماهية الإسلام، وإنما التاريخ يعيد نفسه، فاليهود حاربوا الكنيسة على مر العصور، واليوم كفوا أيديهم عن المسيحيين
وتوجهوا لمحاربة الإسلام، لأن عمقهم الاستراتيجي الآن في قلب الأمة الإسلامية وليس المسيحية....
لقد طرح الفيلم المسيء، وإن هذا المنطق الذي يحاول اليهود فرضه علينا تحت ستائر من النارنج، لا يفترض بنا أن نرضخ له مهما كان السبب، والعار ليس على من صنع الفلم وبثه وإنما العار على الحكومات العربية، التي سلمت للقضية وإستسلمت للأوامر الصهيونية...
إذا خرج مسلم يحث أهله على الجهاد ضد غزاة الوطن " يقوم الغرب ولا يقعد "، حتى يدرج إسمه تحت لائحة الإرهاب، بينما إذا خرجت شخصيات أمريكية تسخر من رسول الإسلام وتحث العالم لركل هذا الدين، والتجني عليه يوصف بالحر، ونسي العالم الثورة الفرنسية الكبري !!....
نحن بكل المفاهيم والمقاييس، نعيش ذل المكيالين، والسبب خروج القرار من أيدي الحكومات الإسلامية، بينما العرب ينددون ويذهبون إلى أمريكا، لتقبيل الأيادي بحجة التقارب بين الأديان.
والأنكى من كل ذلك ، معرفة العرب أجمعين بأن اليهود يقفون وراء الفلم، ومع ذلك نجد الحكومات العربية تمنح الاوسمة والسوف تارةً لرواد هذا التحريض، وأخرى تقدم لهم المشروبات الباردة..
نحن قوم لن يحترمنا العالم حتى نتعلم كيف نحترم أنفسنا وديننا .
نعم، الحق علينا، وسنرى المزيد قريباً..
تقديري و احترامي نظام الملك.
-----------------------------

برنس.....
إننا نسمع تأوهات من معسكرات الاعتقال من فلسطين و الشيشان
وأفغانستان والعراق وحتى من كوبا ومن غوانتينامو وعلى امتداد هذا العالم... والمستهدف هو الاسلام
وبهذه اللهجة الخطابية التي قد لا ترضيك
كلنا مسئولون أمام التاريخ عما نفعل وما من فرد بعيد عن متناول يد هذه المسؤولية...
حين تتحدث بلغة الحب ومصلحة الانسان يكون أولى أن نفتح لك قلوبنا
وندعو لك بالأمل الذي يشرح صدرك ونبحث معا عن أمل فقدته...........